يبدو أن ثمار فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بولاية جديدة باختيار الشعب أثمرت نتائجها سريعا بالعديد من الانطلاقات النشطة فى بعض المجالات، والتى يأتى فى مقدمتها قطاع السياحة من خلال البت فى ملفات طالما تأجلت فى الفترة الأخيرة ومنها انتخابات الغرف السياحية، مما يشير ويدلل بوضوح على أن هناك حراكا فى المياه الراكدة وهو ما أعلنته وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط بهذا الشأن من أنه آن الأوان للمضى فورا فى الإعداد لإجراء انتخابات الغرف السياحية التى تسبب تأجيلها فى ضياع العديد من الفرص لكى تستعيد مصر مكانتها السياحية على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته الوزيرة مع محررى القطاع السياحى تحت عنوان «السياحة والاقتصاد.. دراسة حوارية» بحضور رئيس هيئة تنشيط السياحة الجديد المهندس أحمد يوسف، وأشارت فيه الوزيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى عقد معها اجتماعا استمر لأكثر من 4 ساعات جدد فيه اهتمامه بإنجاز الخطط المعدة سلفا لاستعادة مصر مكانتها السياحية، مضيفة أن الانتخابات تأتى فى مقدمة الإنجازات المطلوبة لإزاحة القيود التى تكبل انطلاق السياحة المصرية نحو استعادة عرشها الدولى.
وأضافت المشاط أن القيادة السياسية تولى اهتماما خاصا لقطاع السياحة وتقديم كافة أشكال الدعم له للقيام بدوره فى دعم الاقتصاد القومى وتوفير فرص عمل جديدة، للشباب حيث استعرضت خلال اجتماعها مع الرئيس الواقع السياحى والمشروعات المستقبلية المتعلقة بالنهوض بالقطاع السياحى وحصول مصر على نصيبها المستحق من حركة السياحة الدولية والدخل السياحى، مشيرة إلى أنها ناقشت مع الرئيس ضرورة عمل علامة تجارية للمنتج السياحى المصرى إلى جانب العديد من آليات الترويج المختلفة للمقصد المصرى تعتمد على العمل بشكل جديد وتحديث خطط الترويج لإدخال الأساليب التى باتت تتحكم فى الرأى العام الخارجى، وأهمها مواقع التواصل الاجتماعى، لافتة إلى وجود تعاون مثمر بين وزارتى السياحة والآثار خاصة فى استغلال الأحداث الموجودة على أجندة الآثار فى الترويج الخارجى.
وأعلنت الدكتورة رانيا المشاط عن إجراء انتخابات مجالس إدارات الغرف السياحية واتحادها فى يونيو المقبل، عقب انتهاء لجنة تسيير الأعمال بالاتحاد المصرى للغرف السياحية من تعديلات اللائحة الأساسية المشتركة وإجراء حوار مجتمعى للتوافق على جميع بنود التعديلات، مؤكدة ضرورة إجراء الانتخابات فى أسرع وقت ممكن، لتكون مجالس معبرة عن وجهة نظر القطاع الخاص ويكون لها دور فعال فى تعديل التشريعات والقوانين الحاكمة للقطاع السياحى منذ سنوات طويلة.
وكشفت الوزيرة أنه تم تخصيص 9 ملايين دولار للحملات المشتركة بالخارج، وأن ما تم صرفه حتى الآن أقل من مليون دولار، مشددة على ضرورة سداد كافة المستحقات المتأخرة للشركاء بالخارج للحفاظ على سمعة مصر.
وتابعت: «نضع آمالا كبيرة على رئيس هيئة التنشيط السياحى الجديد المهندس أحمد يوسف»، مؤكدة أن الهيئة تعتبر من أهم القطاعات الحيوية بالوزارة، ويأتى تعيين رئيس جديد لها تزامنا مع إعادة الهيكلة بإحلال العناصر الشابة وتمكينها والاهتمام بالعنصر البشرى، لافتة إلى تعيين مستشارة للتدريب باعتباره أيضا من أهم المحاور الملحة فى خطة النهوض بالقطاع.
وأشارت إلى أن قطاع التدريب لم يشهد أى نشاط يذكر من عام 2011، فى حين يحتاج القطاع لعمالة ذات خبرة قادرة على تحسين صورة مصر أمام السائحين، موضحة أن مصر بها نحو ٢٥٠ ألف غرفة فندقية تحتاج كل منها لنحو 3 عمال، ما يؤكد أهمية الحاجة لتدريب محترف لتلك العمالة وتشغيل المزيد من الشباب. وصرحت وزيرة السياحة بأن الوزارة تسعى لرفع كفاءة المكاتب الخارجية التابعة لهيئة تنشيط السياحة، والعمل على أن تكون أداة جيدة للترويج والتسويق لمصر، مشيرة إلى أن هناك ٨ مكاتب تعمل فى أسواق رئيسية، وأن هناك خطة لتقييم أداء مديرى المكاتب ومعايير الاختيار وكيفية التأكد من القيام بدورهم المنوط، وتحقيق الأهداف المرجوة من المكاتب، مشيرة إلى أن هناك مكاتب تعمل بشكل جيد وأخرى تحتاج لرفع كفاءتها.
ولفتت «المشاط» إلى أنها طالبت رؤساء القطاعات بترشيح ٥ موظفين من كل قطاع تتراوح أعمارهم بين ٢٨ حتى ٣٥ سنة للمشاركة فى خطة الإصلاح الهيكلى للوزارة وهيئتها والاستفادة من الكوادر الشابة حتى تتواكب أدوات السياحة الترويجية مع الأساليب التكنولوجية الحديثة، وذلك وفقا لتوجه الدولة بإتاحة الفرصة أمام الشباب للمشاركة فى جميع القطاعات وإعداد صف ثان قادر على القيادة.
وشددت وزيرة السياحة على أن هناك اتصالات رسمية مع المملكة السعودية لإلغاء تطبيق البصمة الحيوية فى رحلات الحج والعمرة والتى تسببت فى حدوث أزمة وتكدس وارتباك فى مواعيد السفر مما نتج عنه خسائر للمعتمرين والشركات السياحية المنظمة وخاصة مع رفض شركات الطيران تغيير مواعيد تذاكر السفر دون رسوم نظرا لأن الأزمة خارجة عن إرادة الشركات، وسببها تأخر شركة تساهيل المسؤولة عن منح البصمة عن العمل وسقوط السيستم الإلكترونى الخاص بوزارة الخارجية السعودية، مشيرة إلى أنها اتصلت بوزير الخارجية والحج بالمملكة العربية السعودية لإلغاء أخذ البصمة من المعتمرين فى مصر قبل السفر لأنه يتم أخذها فى المنافذ السعودية مرة أخرى.
وأضافت المشاط أن هناك 50 مليون جنيه فى صندوق دعم السياحة وستعمل الوزارة على إعادة تفعيل صندوق «بابيروس» التابع لشركة «أيادى» بوزارة الاستثمار، للبدء فى تمويل إعادة هيكلة الفنادق والقرى السياحية لتهيئتها بالشكل اللائق بسمعة مصر السياحية، كما أنها ستسعى للحصول على قروض ومنح أجنبية لدعم الصندوق، مشيرة إلى أن تطوير الفنادق يأتى فى مقدمة المشروعات التى توليها وزارة السياحة أهمية كبرى لأنه السبيل الوحيد مع العمالة المدربة للخروج من دائرة الأسعار المنخفضة للبرامج السياحية التى تقوم بها الفنادق حاليا.
ولفتت إلى أن هناك حرصا كبيرا من الوزارة لتسديد مستحقات شركات الطيران ومنظمى الرحلات فى برنامج دعم الطيران العارض حتى لا يتوقف منظمو الرحلات ويتم الإساءة لسمعة المقصد السياحى المصرى، مطالبة اتحاد الغرف السياحية بإعداد تقرير عن مبادرة البنك المركزى لدعم الفنادق ودراسة آليات تنفيذها تمهيدا لبدء العمل على خطة التطوير والإحلال والتجديد لفنادق مصر وأسباب عدم تمكن المستثمرين من المشاركة فى المبادرة.
وأكدت أن استراتيجية الوزارة الفترة المقبلة ستقوم على التوسع فى الأسواق السياحية الجديدة والواعدة وعدم التركيز على الأسواق التقليدية، مضيفة أن شرم الشيخ تعانى ولكن الوزارة متفائلة بحركة تدريجية بدأت تتوافد على مدينة السلام، وأن الوزارة تعمل على فتح أسواق جديدة لخدمة شرم الشيخ والبحر الأحمر بحيث لا تصبح السياحة فى سيناء معتمدة على جنسية أو اثنتين فقط كما كان معمولا به، مضيفة أن الوزارة تستعد لوصول أول رحلة طيران روسية غدا الخميس، معربة عن تفاؤلها بعودة السوق التى كانت تمثل نحو 30% من إجمالى الحركة الوافدة لمصر.
ومن جانبه قال المهندس أحمد يوسف، رئيس هيئة تنشيط السياحة الجديد، إن الهيئة الذراع التسويقية لمصر بالخارج، مؤكدا أن استراتيجية الهيئة ستكون أكثر إنتاجية وكفاءة وسرعة خلال الفترة المقبلة، وتعتمد على الخبرات المتراكمة للعاملين بالهيئة، وكذلك العناصر الشابة والاعتماد بقوة على وسائل التواصل الاجتماعى فى الترويج السياحى لتحقيق أفضل عائد للدولة.
وأضاف يوسف أن خطته ستكون قائمة على منهجية خلطة سياحية صحية، تعتمد على جذب السائح ذى الإنفاق المرتفع، مع التركيز على التوسع فى الأسواق الجديدة فى آسيا وأفريقيا، لكسر قاعدة التركيز على أسواق محددة، مشيرا إلى أنه عقب توليه رئاسة الهيئة منذ أيام، عقد عددا من اللقاءات مع رؤساء القطاعات وجميع العاملين بالهيئة لمناقشة عدد من الملفات المهمة.