x

محمد بن راشد في مؤتمر «فكر 16» : الاستقرار صناعة وتنمية دائمة

الثلاثاء 10-04-2018 17:56 | كتب: محمد عزوز |
الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي - صورة أرشيفية الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

انطلق اليوم أعمال مؤتمر «فكر» السنوي الذي تنظمه مؤسّسة الفكر العربي في دورته السادسة عشر في دبي، تحت عنوان «تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار»، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن المؤتمر يناقش «صناعة الاستقرار»، و«الاستقرار صناعة وجهد وعمل مستمر وتنمية دائمة وتطور لا يتوقف.. الاستقرار هو حركة دائمة لصنع الحياة.. وهو بحث مستمر عن مستقبل أفضل لمجتمعاتنا».

وأشار: «سعداء بهذا الجمع الكبير من المفكرين والقادة.. ورسالتنا لهم توظيف علمهم ومعارفهم وجهودهم في تنمية مجتمعاتنا واستئناف حضارتنا العربية».

وأكد أن «التغيير يحتاج منا توحيد كافة الجهود، كل في مجاله، بما يخدم مستقبل أمتنا ويعمل على تحقيق استقرار وازدهار مستدامين».

وتابع خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «فكر 16» الذي حضرهُ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وشارك فيه معالي أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي.

من جانبه، أكد أحمد أبوالغيط كلمة، أنّ النظام العالمي يمرّ بحالة غير مسبوقة من السيولة والتنافس الذي يقترب من الصراع بين اللاعبين الرئيسين، وهو تطوّر يؤدّي إلى انعدام اليقين على التفاعلات والعلاقات الدولية كافّة. وقال: «نحن نقترب من وضع تتآكل فيه قواعد قديمة من دون أن تظهر أخرى جديدة تحلّ محلّه، وتهبّ فيه رياح الفوضى والاضطراب على الدول والمؤسّسات الراسخة فتُزعزع أركانها، وتُزلزل قواعدها، وتُصيب بُنيانها بخللٍ شديد، وبلادنا العربية ليست بعيدة عن هذه الرياح الخطرة، بل هي لأسبابٍ كثيرة في عين العاصفة».

وطرح أبوالغيط خمس نقاط تُمثّل تحدّيات تفرضُ على العرب التفكير فيها والتعامل معها. وتتمثّل النقطة الأولى في ردّة فعلٍ عنيفة إزاء ظاهرة العولمة من جانب قطاعات واسعة من مواطني الغرب، الذين يشعرون بأنّ حرية التجارة وتعزيز الترابط العالمي لم يصبّ في مصلحتهم، ومحصّلة ذلك هي صعود لتيارات الانكفاء على الداخل، وبناء الجدران العالية أمام التجارة والمهاجرين وكلّ ما هو قادم من الخارج.

وأشار إلى ارتباط هذا الواقع بما نشهده من تصاعد ملحوظ في السياسات القومية المتطرّفة والنزعات الشعبوية، وبالتالي الاتّجاه إلى تفتيت الوحدات القائمة إلى وحدات أصغر، على أساس القومية أو العرق أو الدين. وفي مواجهة هذه الاتّجاهات التفتيتية المُدمرة في الغرب، ليس أمام دولنا إلّا اتقان فنّ العيش المشترك وتعزيز قدرة المجتمعات على قبول التنوّع والاختلاف، باعتباره مصدر قوّة وإثراء. إن التحدّي الرئيس أمام الدولة الوطنية في العالم العربي هو أن تصير بحقّ «دولة لكلّ مواطنيها».

وتتمثل النقطة الثانية بحسب أبوالغيط في أنّنا نقف على أعتاب ثورة تكنولوجية رابعة ضخمة سيكون من شأنها أن تُغيّر الكثير من القواعد الراسخة في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وسأل أين العرب من هذه الثورة؟ هل تفوتنا مثلما فاتتنا الثورة الأولى زمناً طويلاً حتى أصبحنا أسرى للتخلّف والاستعمار؟ وأكّد أن إعداد الشباب العربي للتعامل مع معطيات ومتطلّبات الثورة الصناعية الرابعة، يقع في قلب المهمّات التي ينبغي أن يضطلع بها قادة الفكر والسياسة والمجتمع والاقتصاد في العالم العربي.

أما النقطة الثالثة، كما طرحها أبوالغيط، فتتجسّد في تقويض الثقة في المؤسّسات القائمة السياسية منها والدينية والاجتماعية والثقافية. واعتبر أنّه إذا ما تُرك للتكنولوجيا الحبل على الغارب، فهي ليست سبيلاً لتعزيز الحرّية والديمقراطية، بقدر ما هي قادرة على إفراز أكثر الاتّجاهات تطرّفاً وغوغائية، لافتاً إلى أن العزلة والانغلاق لا يمثّلان حلّاً، ولكنّ البديل لا ينبغي أن يكون الانكشاف الكامل أمام هذه المؤثّرات المُدمّرة للنسيج الاجتماعي.

وركّز أبوالغيط في النقطة الرابعة على أهمّية الانفتاح من قبل المؤسّسات العربية، سياسية كانت أم دينية أم اجتماعية، على تجاربِ الآخرين، والتعلّم منها والتفاعل معها. وشدد في النقطة الخامسة والأخيرة على ضرورة إصلاح نُظمنا التعليمية، وتجديد مفاهيمنا الدينية، وتطوير رؤيتنا الثقافية، وهي عناصر أساسية للعلاج الناجع لجرثومة الفوضى التي تتغذّى على الركود والتكلّس، فالإصلاح والتغيير مطلوبان من أجل صيانة الاستقرار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية