توقفت كثيراً أمام اختيار الشاب المصرى كريم فتحى ضمن قائمة أفضل أو أنجح خمسة وعشرين شاباً تحت سن الخامسة والعشرين عاماً يعملون فى مجال الإدارة الرياضية.. القائمة يعدها أحد المواقع الرياضية الكبرى المهتمة بالإدارة والتسويق..
وقامت بالاختيار لجنة مؤلفة من تسعة من الخبراء الكبار فى أوروبا والولايات المتحدة المتخصصين فى مجالات الإدارة والتسويق والقوانين الرياضية.. واقتصرت القائمة قبل الأخيرة على مائة وثمانين شاباً من مختلف بلدان العالم.. ومن هؤلاء تم اختيار خمسة وعشرين شاباً وفتاة فقط لينالوا هذا التقدير باعتبارهم الأنجح والأكثر كفاءة.. وكان «كريم» هو الشاب المصرى والعربى الوحيد الذى تم اختياره فى تلك القائمة النهائية.. ويعمل «كريم» حالياً فى شركة لاجاردير الرياضية الفرنسية العالمية، مديراً للإدارة والتسويق الرقمى فى قارة أفريقيا.. وكان «كريم» قد نال شهادته الجامعية الأولى فى مجال إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم ماجستير الإدارة الرياضية من جامعة أوهايو الأمريكية..
ليبدأ بعد ذلك رحلته العملية ونجاحاته فى مجال الإدارة الرياضية، وكانت البداية فى نادى الزمالك فى مصر، ثم أكثر من نادٍ أمريكى، قبل استحقاقه وظيفته الكبيرة فى الشركة الفرنسية العالمية، وهو لم يكمل بعد الخامسة والعشرين من عمره.. والحديث هنا عن العمر له قيمته ومعناه وضرورته أيضاً.. نفس ضرورة التوقف والحديث أيضاً أمام مجال هذا التكريم.. فالإدارة الرياضية علم حقيقى وتخصص اعتمده العالم حولنا منذ عشرات السنين، لكننا فى مصر لانزال نراه عنصراً ثانوياً فى المجال الرياضى لا يمكن مقارنته باللعب أو التدريب أو حتى الإعلام.. وفى معظم مؤسساتنا الرياضية نجد وظائف الإدارة والتسويق هى التى يجوز فيها الاختيار العشوائى أو بدافع المجاملة والسعى لإرضاء الأقارب والأصدقاء دون شرط الكفاءة والدراسة والخبرة..
وكانت النتيجة أن قليلين جداً فى مصر اليوم هم الذين يملكون بالفعل مؤهلات وخبرات العمل فى مجال الإدارة أو التسويق الرياضى.. وبالتأكيد أصبح «كريم» واحداً من هؤلاء الذين باتت الرياضة المصرية تحتاج إليهم، لأن مصر ستضطر الآن أو قريباً جداً للاعتراف بالإدارة الرياضية كعلم يجرى تدريسه فى جامعات العالم الكبرى ولا يقل فى أهميته وضرورته عن باقى المجالات الرياضية الأخرى.. فمن الممكن لمصر أن تمتلك نجوماً رياضيين رائعين فى مختلف اللعبات، وتمتلك موارد مالية هائلة يدفعها رعاة تقليديون أو جدد..
لكن قد يضيع ذلك كله دون أى إنجاز حقيقى ودائم دون إدارة حقيقية واعية وناجحة وقادرة.. وكم أتمنى لو تقتنع جامعاتنا الكبرى والشهيرة فى مصر بتخصيص مجال وشهادة لعلم الإدارة الرياضية تتيح لنا مستقبلاً امتلاك شباب وفتيات جدد قادرين على تطبيق هذا العلم عملياً فى مختلف أنديتنا واتحاداتنا.. وأتمنى أيضاً البحث والالتفات لشباب مثل كريم فتحى والاستفادة من نجاحاتهم وتجاربهم، وإعطاءهم الفرصة الحقيقية، رغم صغر أعمارهم، ليكونوا هم الأمل والخطوة الأولى فى التغيير والإصلاح والتطور الرياضى الذى تحتاجه مصر.. فنحن لدينا نجوم يمكن أن يزدادوا نجاحاً، ومجهولون يمكن اكتشافهم، فقط لو اقتنعنا بعلم حقيقى اسمه «الإدارة الرياضية».