اهتمت الصحف العربية الصادرة الثلاثاء، بالتوتر الذي صاحب جولة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف في الخليج، خاصة فيما يتعلق بـ«خروج مصر من محور الاعتدال العربي الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة». وكشفت الصحف عن «تهديدات» قال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد إن حزبه تعرض لها من عمر سليمان نائب الرئيس السابق وعدد من رموز نظام مبارك لمنع مشاركة الحزب في ثورة 25 يناير، فضلا عن رصد تحركات حملة عمرو موسى للترشح لرئاسة مصر ما بعد الثورة، وهي الجولة التي بدأها «موسى» من أسوان وتستمر 5 أيام، وتنتهي في محافظة بني سويف.
توتر مصري – سعودي
في الوقت الذي وصف فيه سامي البحيري في صحيفة «الشرق الأوسط» العلاقات المصرية السعودية بأنها «استراتيجية وفوق الشبهات»، شككت افتتاحية صحيفة «القدس العربي» في مدى قوة تلك العلاقة، خاصة وأن السعودية كانت من أوائل الدول الخليجية التي ناصبت ثورة 25 يناير العداء، وانتقدت الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعدم دعمه مبارك بما فيه الكفاية.
وقال البحيري إن هناك محاولات للوقيعة بين مصر والسعودية، عن طريق «الشائعات» التي تحدثت عن زيارة مبارك للسعودية أو علاجه فيها، موضحًا أن دور السعودية دائما كان تهدئة المشكلات في الدول العربية أكثر منه حماية الرؤساء.
أما افتتاحية «القدس العربي» فتساءلت عن طبيعة الاستقبال الذي سيحظى به عصام شرف رئيس وزراء مصر الذي استمد شرعيته من ميدان التحرير، في الرياض والدوحة وأبو ظبي ومسقط، وقالت إن مصر لا تتبنى نفس فكرة الدول الخليجية فيما يخص إيران، ويبدو أن «مصر خرجت من محور دول الاعتدال ولن تعود تحت الهيمنة السعودية الأمريكية» مرة أخرى.
أزمة محافظ قنا
اهتمت أكثر من صحيفة عربية بخبر تجميد نشاط محافظ قنا الحالي، اللواء عماد شحاتة ميخائيل لثلاثة أشهر وتكليف ماجد عبد الكريم السكرتير العام بإدارة أعمال المحافظة، حيث قالت صحيفة «النهار» اللبنانية إن المهندس عصام شرف رئيس الوزراء ناشد سكان قنا بفض اعتصامهم و «إعادة الحياة إلى طبيعتها».
فيما وصفت صحيفة «السفير» اللبنانية خطوة رئاسة الوزراء بأنها «نجحت في احتواء الاحتجاجات» التي استمرت لأكثر من أسبوع، وطالبت في الوقت نفسه أهالي محافظة قنا «البدء في الإعداد لقيام رئيس الوزراء بزيارة لمحافظة قنا خلال هذه الفترة، لبحث المطالب الجماهيرية واتخاذ القرار الذي يؤكد على وحدة الصف المصري حكومة وشعبا بما يحقق رغبة أهالي قنا من المسلمين والمسيحيين على أسس من العدالة والأخوة والوحدة الوطنية».
عمر سليمان والعادلي يهددان «الوفد»
نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» على لسان السيد البدوي رئيس حزب الوفد الليبرالي يقول إن «الوفد» تلقى عدة تهديدات من عمر سليمان نائب الرئيس السابق حسني مبارك، ومن حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، لعدم الاشتراك في ثورة 25 يناير أو دعمها.
وقال ياسر حسان عضو الهيئة العليا للوفد إن الحزب تلقى تهديدات مباشرة أثناء الثورة، وقبلها في انتخابات البرلمان عندما تلقوا تهديدات من صفوت الشريف وأحمد عز والعادلي لعدم المشاركة في الانتخابات.
في الوقت نفسه، ذكرت «الجريدة» الكويتية أن عشرات من شباب حزب «الوفد» نظموا الاثنين وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الإسرائيلية في الجيزة، في ذكرى الاحتفال بعيد تحرير سيناء، للتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الجرائم الإسرائيلية، مطالبين باستبعاد السفير الإسرائيلي لحين اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ووقف تصدير الغاز المصري نهائيا إلى إسرائيل.
«طره» تستعد لاستقبال «مبارك»
أشارت صحيفة «الحياة» اللندنية إلى أن التجهيزات تجري على قدم وساق لإعداد مستشفى السجن لاستقبال مبارك، بعد أن أمرت النيابة العامة العسكرية في مصر الأحد الماضي بنقل مبارك إلى مستشفى عسكري، بعدما رأت أن حالته الصحية مستقرة إلى حد كاف.
وأشارت صحيفة «القدس العربي» إلى أن حالة مبارك تستدعي وجوده في العناية المركزة لوجود مشاكل بالقلب، ما يعني أنه سيظل فيها سواء داخل المستشفى أو خارجه. ورجح شهود لصحيفة «القبس» الكويتية، أن يتم نقل مبارك من مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة على طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي الثلاثاء، إذ شهد الطابق الخامس من المستشفى استعدادات أمنية مشددة، وطلبت قيادات أمنية حضرت إلى المركز الطبي صباح الاثنين من جميع العاملين عدم التحدث مع وسائل الإعلام وحذرتهم من المساءلة القانونية في حالة إفشاء معلومات عن الرئيس السابق.
في السياق نفسه، ذكرت «الشرق الأوسط» أن عشرات المؤيدين لمبارك تجمعوا الاثنين أمام مبنى التلفزيون بماسبيرو، وطالبوا بتكريمه بدلا من حبسه أو محاكمته باعتباره «رمزا من رموز الوطن». واختلط المؤيدون بالأهالي الذين كانوا يتجولون على كورنيش النيل احتفالا بعيد الربيع، وحدثت بعض الاشتباكات بالقول واللفظ بين معارضين لمبارك والمؤيدين له. فيما قالت «القدس العربي» إن جنود من القوات المسلحة وقفوا المظاهرتين، منعا لحدوث احتكاكات أخرى بينهما.
العمالة المصرية في الإمارات
نقلت صحيفة «القبس» الكويتية على لسان سفير الإمارات العربية المتحدة في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية محمد بن نخيرة الظاهري، قوله إنه لا صحة على الإطلاق لما نشر عن توتر في العلاقات المصرية الإماراتية، مؤكدا أن العلاقات الثنائية «بالغة السمو والرقي والتميز على كل المجالات والأصعدة».
وكشف أن الجانبين اتفقا على تأجيل زيارة رئيس الوزراء عصام شرف إلى دولة الإمارات فقط، لتعارض ارتباطات المسئولين في الجانبين في هذه الفترة، و سيتم تحديد موعد الزيارة في وقت لاحق، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد نموا مطردا في العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية مصر.
العادلي في المحكمة
قالت صحيفة «الخليج» الإماراتية إن محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس تبدأ الثلاثاء محاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، و6 من قيادات الداخلية بينهم أحمد رمزي، مساعد وزير الداخلية رئيس قوات الأمن المركزي الأسبق، وعدلي فايد، مساعد أول وزير الداخلية للأمن ومدير مصلحة الأمن العام السابق، وحسن عبد الرحمن، رئيس أمن الدولة السابق، وإسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة السابق، وأسامة المراسي، مدير أمن الجيزة السابق وحالياً مساعد وزير الداخلية لشؤون التدريب، وعمر عبد العزيز حسن فرماوي، مدير أمن 6 أكتوبر.
وقالت «القبس» الكويتية إن التهم الموجهة إليهم تشمل قتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير، و إصدار أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين والتسبب في حالة الانفلات الأمني وتعريض حياة المواطنين للخطر وإتلاف ممتلكات الدولة والممتلكات الخاصة، كما يواجهون تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وقال قانونيون لـ «القبس» إن العقوبات قد تصل إلى الإعدام شنقا للمتهمين.
موسى يغازل «الصعايدة»
أشارت صحيفة «العرب» القطرية إلى أن عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية والمرشح المحتمل للرئاسة، يبدأ الثلاثاء جولته الانتخابية «بمغازلة الصعايدة»، بدءا من محافظة أسوان، مرورا بمحافظات الأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وتنتهي ببني سويف. وتعد هذه الجولة الأولى لموسى في الصعيد، منذ أن أعلن نيته الترشح للرئاسة، وتستهدف التعرف عن قرب على مشكلات الصعيد عامة وما تعانيه كل محافظة على حدة؛ إذ ستشمل زيارات ميدانية ولقاءات شعبية يستمع خلالها موسى لأبناء الصعيد مباشرة.
وفد شعبي لحل أزمة النيل
ذكرت «الجريدة» الكويتية أن وفدا شعبيا يستعد الخميس القادم للتوجه إلى إثيوبيا لحل أزمة مياه النيل، والتباحث بشأن طبيعة السد الإثيوبي (سد الألفية)، ولقاء رئيس الوزراء الإثيوبي ماليس زيناوي وعددا من المسؤولين الإثيوبيين.
يضم الوفد عددا من الرموز الوطنية كالمهندس أحمد الليثي وزير الزراعة الأسبق، ود. محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والري سابقا، والمستشار هشام البسطويسي والنائب السابق حمدين صباحي (المرشحين لانتخابات الرئاسة) ود. علاء عبد المنعم النائب البرلماني السابق، وأبو العز الحريري نائب رئيس حزب «التجمع» سابقا، وجورج إسحاق المنسق العام لحركة «كفاية» سابقا، بالإضافة إلى عدد من شباب ثورة 25 يناير.
أمن الخليج جزء من أمن مصر
أوضحت «الشرق» القطرية أن شرف أكد عزم مصر على تدشين صفحة جديدة في ملف العلاقات القطرية المصرية، قائلا في حوار له مع الصحيفة، إن مصر لن تقبل أية ضغوط لإلغاء محاكمة مبارك، كما أن المصريين الموجودين في قطر سيتمكنوا من التصويت بالرقم القومي في الانتخابات المقبلة.
وأكد شرف على أنه من حق كل دولة عربية أن تتقدم بمرشح للجامعة العربية، وأشاد بدور قطر في مساعداتها لنقل المصريين العالقين بليبيا، مؤكدا على أهمية تعميق التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين في الفترة المقبلة.
وذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أن الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل عصام شرف رئيس الوزراء المصري بالرياض الاثنين، ونوه شرف بالعلاقات المتميزة بين المملكة ومصر واصفا إياها بالعلاقات التاريخية، مؤكدا أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي جزء من أمن مصر.
وقالت صحيفة «المدينة» السعودية إن شرف أجاب على سؤال حول التقارب المصري الإيراني، قائلا إن هذا التقارب يراد منه فتح صفحة جديدة، لكنها تقف عند فكرة التدخل في شؤون الدول وبالذات دول الخليج.
الفقي: أنا مرشح توافقي للجامعة العربية
قال مصطفى الفقي، مرشح مصر للجامعة العربية، في تصريحات لصحيفة «العرب» القطرية إن مرشح قطر للجامعة عبد الرحمن العطية «صديق عزيز وله تجربة كبيرة في مجلس التعاون الخليجي»، مشيدا بالدور الداعم الذي قامت به قطر في ظل النظام السابق لمصر، مشيرا أيضا إلى دور قناة «الجزيرة» القطرية في دعم الثورة المصرية.
وقال الفقي إنه مرشح توافقي لرئاسة الجامعة العربية، كما إنه فوجئ عندما علم بالاحتجاج السوداني عليه كمرشح لمصر بالجامعة، قائلا إنه معروف عنه «حبه للسودان شعبا وحكومة وبلدا». وأضاف أن شباب الثورة الرافضين له « لا يعرفون تاريخ الأشخاص جيدا، فهم ثوار أنقياء وغير مهتمين بالتليفزيون أو قراءة المقالات بالصحف، ومهتمون بالإنترنت والفيسبوك وبالثورة في الميدان وهم شرفاء.. هذا المنصب يحتاج إلى خبرة، والمهم القبول العربي، ومشكلة أبنائنا في مصر أنهم يرون أنه منصب مصري».