احتل خبرا التحضير لنقل الرئيس السابق حسنى مبارك إلى أحد المستشفيات العسكرية، وفض اعتصام قنا صدارة الصفحات الأولى فى الصحف المصرية الصادرة صباح الثلاثاء، بينما قالت إحدى أمينات المرأة في الحزب الوطني المنحل إنها تؤيد الثورة وتوافق على أي حكم يصدر على الرئيس السابق حسني مبارك ولكنها تتعاطف معه.
وبينما هدّأت صحيفتا «الأهرام» و«الأخبار» من نبرتيهما فى تناول أخبار الرئيس السابق، لتتجه العناوين ومقدمات تقاريرها الاخبارية لإبراز نقله لمستشفى عسكرى. اهتمت الصحف المستقلة والحزبية اليومية بإبراز المعلومة الخاصة باقتراب ترحيل الرئيس السابق إلى سجن طرة.
وقالت «الدستور» فى عنوانها المشابه لعنوان صحيفة «الوفد»: «الداخلية تبدأ فى تجهيز مستشفى سجن طرة لاستقبال مبارك». بينما سخر كاريكاتير محمد عمر فى «الأخبار» مما ينشر حول تخوف مبارك من نقله الى السجن. فرسم الرئيس السابق مستلقيًا على سريره بالمستشفى وبالقرب منه شرطى حراسة بينما يفكر مبارك قائلا «يظهر المخبول (في إشارة للقذافي) كان عنده حق.. هى فعلا زنقة زنقة».
أما فض اعتصام أبناء قنا فقد تناولته الصحف من زوايا مختلفة. ففى حين ابرزت «الأهرام» و«الأخبار» نجاح جهود إقناع أبناء المحافظة بفض الاعتصام. أبرزت صحيفة «الوفد» معلومات تفيد نقل الاعتصام من منطقة شريط السكك الحديدية الى الساحة المواجهة لمبنى المحافظة. بينما أشارت «الدستور» للانقسام بين المعتصمين الذين أعلن بعضهم عن ارتياحه واكتفائه بقرار رئيس الوزراء بتجميد نشاط محافظ قنا اللواء عماد شحاتة ميخائيل وتفويض سكرتير عام المحافظة للقيام بمهامه. بينما نقل البعض اعتصامه للمحافظة مطالبا بقرار فورى بعزل شحاتة وعدم الاكتفاء بالتجميد.
ونشرت كل من «الأهرام» و«الأخبار» صورا تبرز عملية تفكيك الخيام تمهيدا لإنهاء الاعتصام بمنطقة السكك الحديدية بينما نشرت «الدستور» ومعها صحيفة «دايلي نيوز إيجبت» التي تصدر بالإنجليزية صورا للاعتصام القائم أمام مبنى محافظة قنا حاليا.
وفي سياق الحوارات الصحفية، نفت أم ماجد وهي سيدة بدوية أثارت جدلا واسعا فى الأيام القليلة الماضية عقب زيارتها للرئيس السابق فى الجناح الذى يحتله فى مستشفى شرم الشيخ أن تكون عرافة لأسرة الرئيس السابق كما ذكر الكاتب الزميل بلال فضل فى عموده اليومى بـ«المصرى اليوم» فى عددها الصادر السبت الماضى.
وقالت أم ماجد فى شهادتها إنها عضوة بالمجلس المحلى وأمينة المرأة عن الحزب الوطنى بمدينة شرم الشيخ. وأضافت أنها تؤيد الثورة وستؤيد سجن وإعدام الرئيس السابق فى حالة صدور حكم قضائى عادل بذلك.
وأضافت أنها تعاطفت مع مبارك وزوجته سوزان ثابت بعد أن وجدته في حالة صحية ونفسية سيئة.
وفى صفحاتها الداخلية نشرت الأخبار أيضا حوارين مع الكاتبين خيرى شلبى وابراهيم اصلان. وأوضح الكاتبان فيه تخوفهما من المد السلفى الواضح. وقال أصلان ردا على سؤال حول موقفه من الإخوان المسلمين: إن دورهم فى المجتمع المصرى يدعو إلى الخوف وإن كانوا قد تعاملوا مع الثورة بكثير من الحنكة والذكاء.
أما خيرى شلبى فقال إن السلفيين يهددون بإعادة المجتمع إلى حقبة القرون الوسطى. وطالب المثقفين بالتحرك الجماعى المنظم للرد على الهجمة المستمرة على الوجدان الجمعى االمصرى. وأوضح صاحب «ثلاثية الأمالى» أنه يميل الى عمرو موسى من بين المرشحين العديدين لمنصب رئيس الجمهورية.
التيار الإسلامى كان أيضا محورا للحوار الذى أجرته صحيفة «الدستور» مع الكاتب والمحامى الإسلامي مختار نوح، وهو أحد الأعضاء الذين جمدت جماعة الإخوان المسلمين عضويتهم بها. وقال نوح في الحوار إن الجماعة هي التيار السياسى الوحيد الذى تمكن من حصد ثمار ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى الآن. واتهم نوح الإخوان المسلمين ضمن الفصائل السياسية الأخرى بالبحث عن مصالحهم الخاصة دون الالتفات الى مطالب الثورة ومصالح الشعب.
وأضاف «كل التيارات تدعى البحث عن أهداف ومطالب الثورة دون سند من الواقع». وعاب مختار نوح على رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، أنه يتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه دون أن تكون لديه خطة أو برنامج واضح وهو ما يشبه تحركات جميع القوى السياسية فى مصر الآن، بما فيها التيارات الدينية، على حد قوله.
وأجرت صحيفة «الوفد» حوارًا مع اللواء فؤاد علام الضابط السابق في جهاز مباحث أمن الدولة المنحل وخبير الأمن السياسى، تحدث فيه عن واقعة اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات متهما وزير الداخلية الأسبق النبوى اسماعيل بتواضع بتواضع خبرته بالأمن السياسى مما تسبب فى ترهل آداء جهاز الشرطة.
وقال علام إنه كانت هناك معلومات عديدة قبل وقوع حادث المنصة، كان من الممكن أن تفيد فى تفادى الجريمة إلا أن «الآداء المترهل» لجهاز الشرطة وغيره من الأجهزة الأمنية وقتها ساهم فى إتمام المخطط بنجاح.