x

الكرملين يطالب لندن بالاعتذار عن قضية تسميم الجاسوس الروسى

الأربعاء 04-04-2018 19:03 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
خبراء بريطانيون يتفقدون موقع تسميم الجاسوس خبراء بريطانيون يتفقدون موقع تسميم الجاسوس تصوير : أ.ف.ب

صعدت روسيا لهجتها ضد بريطانيا بشأن قضية تسميم الجاسوس الروسى السابق فى إنجلترا، سيرجى سكريبال وابنته يوليا، وطالب الكرملين، لندن، «بالاعتذار» بعد أن أعلن المختبر البريطانى الذى حلل المادة الكيماوية المستخدمة فى تسميم سكريبال أنه لا يملك دليلا على أن مصدر تلك المادة هى روسيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، إن «نظريتهم لن تتأكد بأى حال، لأنه من المستحيل أن تتأكد»، وأضاف أن «وزير الخارجية البريطانية، بوريس جونسون، الذى اتهم الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، ورئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماى، عليهما بشكل أو بآخر مواجهة زملائهما فى الاتحاد الأوروبي»، وتابع «عليهما بشكل أو بآخر تقديم اعتذاراتهما إلى الجانب الروسي»، مؤكدا أنها «ستكون بالتأكيد قضية طويلة، فالغباء ذهب بعيدا جدا».

وأقر المختبر البريطانى الذى قام بتحليل المادة المستخدمة فى تسميم سكريبال وابنته، الثلاثاء، بأنه لا يملك دليلا على أن هذه المادة مصدرها روسيا، وذلك عشية اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية طالبت به موسكو، وقال جارى آيتكنهيد، رئيس المختبر العسكرى البريطانى فى مدينة بورتون داون: «تأكدنا أن الغاز المستخدم فى حادث التسميم هو (نوفيتشوك)، وتأكدنا أنه غاز للأعصاب من النوع العسكرى»، لكن «لم نتمكن من تحديد مصدره». وأضاف أن تصنيع هذا الغاز يتطلب «أساليب متطورة للغاية»، وإن ذلك «يتطلب قدرات جهة تابعة للدولة».

وذكرت الحكومة البريطانية، التى تحمّل روسيا مسؤولية هذا الهجوم على الفور، بأن الأبحاث التى أجريت لا تشكل سوى «جزء من المعلومات» التى تملكها. وقال متحدث باسم الحكومة: «نعلم أن روسيا سعت، فى العقد الأخير، إلى وسائل لإنتاج عناصر سامة بهدف تنفيذ اغتيالات وقد أنتجت وخزنت كميات صغيرة من مادة نوفيتشوك»، وأشار إلى «عمليات الاغتيال التى رعتها الدولة الروسية» وإلى تحول الجواسيس الروس السابقين «أهدافا» للكرملين.

بدوره، قال رئيس المخابرات الخارجية الروسية، سيرجى ناريشكين، الأربعاء، إن تصرفات واشنطن تجاه روسيا تشير إلى أنه من الممكن الحديث عن عودة الحرب الباردة، وأضاف خلال مؤتمر موسكو للأمن: «أصبحت واشنطن تركز اهتمامها على محاربة شىء غير موجود يسمى التهديد الروسى، وصل الأمر إلى مستوى وأصبحت له خصائص سخيفة بحيث من الممكن الحديث عن العودة إلى الأوقات المظلمة للحرب الباردة»، موضحا أن تسميم سكريبال عمل استفزازى من جانب المخابرات الأمريكية والبريطانية، وتابع: «حتى قضية سكريبال استفزاز أعدته بفجاجة أجهزة الأمن الأمريكية والبريطانية، بعض الحكومات الأوروبية لا تتبع لندن وواشنطن بشكل أعمى، وبدلا من ذلك تختار أن تقيم ما حدث بإمعان»، وأضاف أنه «على موسكو والغرب أن تتجنب خطر تصعيد الأزمة الحالية بينهما إلى مستوى يشبه أزمة الصواريخ الكوبية، كما أكد أهمية وقف المزايدات غير المسؤولة، ووقف استخدام القوة فى العلاقات بين الدول لتجنب وصول الأمور إلى أزمة صواريخ كوبية ثانية»، فى إشارة إلى أزمة عام 1962 بين الاتحاد السوفيتى السابق والولايات المتحدة التى كادت تتسبب فى نشوب حرب نووية.

وفى المقابل، هاجمت بريطانيا خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فى لاهاى اقتراحاً روسياً لإجراء تحقيق مشترك فى تسميم سكريبال، واعتبرته محاولة لتحويل الانتباه عن القضية، وأسلوبا للتضليل يهدف للتهرب من القضايا التى على السلطات الروسية أن تجيب عنه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية