x

وزير الأوقاف: لن نسمح للمتشددين بالسيطرة على المساجد .. ولا مساجد للشيعة

الثلاثاء 26-04-2011 16:22 | كتب: أحمد البحيري |
تصوير : اخبار

أكد الدكتور عبد الله الحسينى، وزير الأوقاف، أنه لن يسمح مطلقا للتيارات المتشددة بأن تسيطر على المساجد المنتشرة فى مختلف أنحاء الجمهورية، مؤكدا أن هناك خطة شاملة تم وضعها بعناية لمواجهة هذه الأفكار، كما لن يسمح للأمن مرة أخرى بالسيطرة على المساجد والأئمة والدعاة من جديد، لأن هذا العهد انتهى دون رجعة- حسب قوله. وأكد «الحسينى»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، صعوبة ضم وزارة الأوقاف ودار الإفتاء فى مؤسسة واحدة مع الأزهر الشريف. وكشف عن أن الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية السابق، اقتطع 40 مليون جنيه من الميزانية المخصصة لبناء وإحلال وتجديد المساجد، وأشار إلى أنه لن يسمح مطلقا بوجود أى لون من ألوان المد الشيعى فى مصر، أو السماح ببناء مساجد تابعة للشيعة، لأن مصر دولة سُنية فى المقام الأول، وإلى نص الحوار:


■ لاحظنا فى الآونة الأخيرة ظهور العديد من التيارات المتشددة وسعيها للسيطرة على المساجد، فما الخطة التى وضعتها وزارة الأوقاف لمواجهة هذه التيارات؟


- الظروف التى تمر بها الدولة منذ 25 يناير حتى الآن، وحالة الانفلات الأمنى والأخلاقى، جرّأت بعض أصحاب الدعوات المشبوهة للاعتداء على بعض الأضرحة ومنابر الأوقاف، طبعا هذه السلوكيات مرفوضة، والوزارة لم تقف مكتوفة الأيدى إزاء هذه التصرفات السيئة، بل واجهتها بكل حسم وقوة، وتم استدعاء وكلاء الوزارة ووكلاء الدعوة فى جميع المديريات على مستوى الجمهورية، وعقدنا معهم أكثر من اجتماع فى الوزارة وشرحنا لهم الموقف، وبحثنا سبل مواجهة الاعتداءات على منابر المساجد وأضرحة أولياء الله، وأكدنا ضرورة أن يتواجد كل إمام والعاملين معه فى مسجدهم لصد أى محاولة للسيطرة عليه، ومواجهة الأفكار المتشددة والوافدة التى تسعى للسيطرة على منابر المساجد التابعة للأوقاف.


■ هل هناك تنسيق بين الوزارة ومشيخة الأزهر ودار الإفتاء لوضع خطط مواجهة موجات التطرف الدينى؟


- نعم، هناك تنسيق مستمر ودائم بين المؤسسات الدينية فى هذا الخصوص، وتم الاتفاق مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، لاختيار 50 إماما من أئمة الدعوة الإسلامية فى الأزهر والأوقاف من المشهود لهم بالكفاءة والعلم الغزير للاستعانة بهم لمواجهة الأفكار المتطرفة، وتم عقد لقاءات معهم فى الوزارة، وأكدنا لهم خطورة ما تواجهه مصر جراء انتشار هذه الأفكار المتشددة والاعتداء على الأضرحة، وأن أضرحة الأولياء «خط أحمر» لأن الشعب المصرى شعب متدين بفطرته ومحب لأولياء الله الصالحين ولا يقبل مطلقا مثل هذا الاعتداء، وكانت هناك تكليفات محددة بأن يقوم كل إمام من هؤلاء الأئمة بإلقاء خطبة ومحاضرة فى مسجد من مساجد الوزارة، كما تم عقد لقاء بين شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية وهؤلاء الأئمة لأننا نرى أن مواجهة موجات التطرف تكون بالفكر والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ومواجهة الحجة بالحجة والدليل بالدليل انطلاقا من قول المولى عز وجل «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».


■ ألا ترى أن 50 إماما عدد قليل إلى حد ما؟


- هذه مجرد بداية، لأن هذا العدد سيكون فى القاهرة فقط، ونستعد الآن لتجهيز عدد من الأئمة فى محافظة الإسكندرية ومحافظات الوجه البحرى والصعيد وغيرها من المحافظات على مستوى الجمهورية، ونلتقى بكل مجموعة لشرح حقيقة دورهم فى المرحلة الحالية، بحيث تكون لدينا مجموعات كبيرة من الأئمة المتميزين المنتشرين فى جميع ربوع مصر، ومهمتهم الأساسية الدعوة إلى الله تعالى وفق المنهج الدعوى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن»، الذى تلتزم به وزارة الأوقاف دائما ومنهجها الذى يقوم على الوسطية والاعتدال والتعددية واحترام الآخر، وتعظيم قيم المواطنة والانتماء للوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية والبعد عن أى أفكار مغلوطة ومواجهتها.


■ وماذا عن الجانب الأمنى فى حماية المساجد من المتشددين؟


- هناك اهتمام كبير من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية بحماية المساجد، خاصة بعد محاولات بعض التيارات المتشددة السيطرة على منابرها مثلما حدث فى مسجد النور بالعباسية.


■ يكثر الحديث حاليا عن ضم وزارة الأوقاف ودار الافتاء إلى الأزهر الشريف فى مؤسسة دينية واحدة، فما تعليقك؟


- أرى أن إلغاء وزارة الأوقاف ودمجها مع الأزهر الشريف صعب جدا من الناحية العملية، لكبر حجم الوزارة والهيئات التابعة لها وأعداد العاملين بها، وكذلك الأزهر بما يضمه من مناطق وإدارات على مستوى الجمهورية، فإن كان الهدف من الدمج التنسيق والتكامل فإن هذا موجود بشكل مستمر ودائم، لما فيه مصلحة العمل الدعوى، ونجاح مهمة الدعوة التى تقوم بها الوزارة فى مصر والخارج، كما أننى على اتصال دائم ويومى بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للتنسيق فى كل ما يهم العمل الدعوى وتفعيل وتجديد الخطاب الدينى ونشر المنهج الإسلامى الوسطى والمعتدل ومواجهة الفكر المتشدد، وأرى أن الدمج النظرى بين المؤسستين قائم فعليا بالتنسيق الدائم والمستمر بينهما وبين دار الافتاء، أما عملية الدمج الفعلى فهذا أمر صعب، لأن الوزارة تتبعها مديريات بكل المحافظات، وهيئة الأوقاف لها ممثليات بالمحافظات وكذلك مستشفى الدعاة، وفيها ما لا يقل عن 650 ألف موظف وعامل من مختلف التخصصات، كما أن الأزهر يضم 29 منطقة بكل المحافظات، ما يجعل مسألة ضم كل هذا العدد صعبة جدا عمليا وتحتاج وقتا، وقد بادرت بطرح فكرة أن تكون الأوقاف، والإفتاء، وجامعة الأزهر تحت ولاية فضيلة الإمام الأكبر، واقترحت على شيخ الأزهر تشكيل لجان دستورية وعلمية ومالية وإدارية لتطوير العمل به، وإعادة تشكيل هيئة كبار العلماء وتعديل القانون رقم 103 لسنة 61 الخاص بالأزهر من خلال اللجنة التى يترأسها المستشار طارق البشرى، وتطوير جامعة الأزهر ومنحها صلاحيات واسعة وتخصيص ميزانية خاصة لها لتفعيل دورها باعتبارها تمثل المنهج العلمى الدينى المعتدل ولها رسالتها فى مصر والخارج، وتضم أكثر من نصف مليون طالب من مصر وجميع أنحاء العالم بنين وبنات، ولابد أن يكون لها وضع أفضل، ومع ذلك فنحن نرحب بأن ننضوى تحت لواء الأزهر.


■ هل فعلا اقتطع الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية السابق، مبالغ مالية من ميزانية بناء المساجد؟


- وزارة الأوقاف لديها 110 آلاف مسجد، وهناك عدد من المساجد مغلقة وآيلة للسقوط وتحتاج إلى ترميم وإعادة بناء والمبلغ المحدد لصيانة وتجديد المساجد وبناء مساجد جديدة يبلغ 120 مليون جنيه، وخطط تجديد المساجد تحتاج دعما ماليا كبيرا، وكان المبلغ يصل إلى 160 مليون جنيه، لكن الدكتور يوسف بطرس غالى، استقطع منه 40 مليون جنيه، فأصبح المتبقى لا يكفى لإنشاء مساجد جديدة وإحلال وتجديد بعض المساجد القديمة وصيانة بعض المساجد القائمة، إضافة إلى أن هناك مساجد مغلقة وآيلة للسقوط وتحتاج للبناء من جديد، هناك مساجد فى حاجة إلى صيانة وتغييرات فى دورات المياه وغيرها، ونأمل أن يزيد الدعم المخصص لبند إحلال وتجديد المساجد حتى نستطيع أن نقوم ببناء المساجد المغلقة وصيانة المساجد القائمة.


■ ما الخطة التى وضعتها وزارة الأوقاف لمواجهة الفتن الطائفية التى تطل بين الحين والآخر؟


- طبعا وزارة الأوقاف لم تكن غائبة أبدا عن أى حدث من الأحداث التى مرت بها الدولة، مثل الاعتداء على كنيسة «الشهيدين» بقرية صول فى أطفيح، إذ كان لنا تواجد ملحوظ هناك، وكان هناك العديد من الدعاة والوعاظ الذين أرسلناهم إلى هذه القرية لتهدئة الأجواء، وقد زرت كنيسة «الشهيدين» بعد انتهاء القوات المسلحة من بنائها فى زمن قياسى بمرافقة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وأكدنا ضرورة تعظيم قيمة المواطنة، وأننا جميعا شركاء فى وطن واحد يحصل فيه الجميع على حقوقه ويؤدى واجباته دون تفرقة بين مسلم ومسيحى.


■ نريد أن نلقى بعض الضوء على أزمة مسجد النور والصراع حوله؟


- تم عرض مذكرة تفصيلية على المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئاسة مجلس الوزراء، وتقدمت ببلاغ للمستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، بهذا الخصوص، وهناك توجيهات من جميع الأجهزة بتمكين إمام المسجد الشيخ أحمد ترك من أداء دوره كاملا.


■ لكن الشيخ حافظ سلامة يؤكد أن معه حكما قضائيا يؤيد حقه فى المسجد؟


- صدر قرار من محافظ القاهرة فى السبعينيات بتخصيص قطعة الأرض المقام عليها المسجد حاليا لإقامته وفقا للخرائط المرفقة، على أن يكون المسجد تابعا لوزارة الأوقاف ويكون ملكا لله بنص القرار، وتم الشروع فى بناء المسجد وملحقاته، وكانت جمعية «الهداية» التى يرأسها الشيخ حافظ سلامة شرعت فى بناء بعض الملحقات التى تسلمتها الوزارة، وهناك قرار جمهورى بتبعية كل مساجد الجمهورية للأوقاف، كما أن المسجد مبنى على أرض مخصصة للوزارة، وبعد ذلك قام الشيخ حافظ سلامة برفع دعوى فى عام 2001 أمام محكمة القضاء الإدارى التى أصدرت حكمها بأحقية جمعية «الهداية» فى الملحقات فقط وأحقية وزارة الأوقاف فى المسجد، وكل ما له صفة المسجدية بنص الحكم، أى كل ما يلزم لأداء المسجد رسالته، وبالتالى فهذا الحكم لم يتطرق من قريب أو بعيد لأحقيته فى المسجد، وقالت الأجهزة الأمنية المسؤولة وقتها إنه يستحيل تنفيذ الحكم بتسليم كل الملحقات لجمعية «الهداية»، وبالتالى أخذت الجمعية غرفة تنفيذا للحكم وأخذت وزارة الأوقاف الباقى.


■ ماذا عن القناة الفضائية التى أعلنتم إنشاءها؟


- قلنا لابد أن يكون للمؤسسات الدينية لسان يعبر عنها، وينشر هذا المنهج المعتدل القائم على التسامح والوسطية والاعتدال والتعددية واحترام الآخر، وتعظيم قيم المواطنة والانتماء للوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية، وأيضا لنشر كل ما يوضح صورة الإسلام الحقيقية ومن هنا كان التفكير فى إنشاء القناة الفضائية بالتنسيق مع شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية.


■ هل تملك وزارة الأوقاف الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لإنشاء هذه القناة؟


-أعتقد أن الوزارة لن تعجز عن توفير الإمكانيات المادية، كما أن الكوادر البشرية متوفرة، حيث إن باقى الفضائيات تقوم على أكتاف رجال الدعوة، ورجال الأزهر هم الذين يحملون العبء الدعوى.


■ ماذا عن هدم الأضرحة ومن المسؤول عن ذلك من وجهة نظرك؟


- لا نستطيع أن نحدد المسؤول باسمه ورسمه وشخصه عن هدم الأضرحة، فقد اتصلت بجهات متعددة لمعرفة المسؤول عن ذلك فلم أصل لإجابة واضحة، وليس هناك دليل قاطع على المعتدى، وبالتالى لا أستطيع أن أجزم بالمسؤول عن ذلك، والله أعلم.


■ هل تقدم مجلس «آل البيت» بمشروع إنشاء «العتبات المقدسة» إلى الوزارة لتنشيط السياحة الإيرانية بمصر؟


- لم يتقدم أحد من مجلس آل البيت بهذا الاقتراح إلينا، ولا أعلم عنه شيئا.


■ هل تقدم أحد من الشيعة بإنشاء مسجد فى مصر؟


- لم يحدث أن تقدم أحد من الشيعة لإنشاء أى مسجد فى مصر، ولو تقدموا سنرفض.


■ هل ترى أن هناك «مداً شيعياً» فى مصر؟


- لا يوجد، ولن نسمح بوجود هذا المد فى مصر لأنها دولة سُنية وعدد الشيعة فيها قليل جدا.


■ هل يمكن أن يتخذوا من مشروع «العتبات المقدسة» أو مساجد آل البيت نقطة انطلاق داخل مصر؟


- أؤكد أن الشيعة لن يستطيعوا أن يقتربوا من المساجد، لأن اقترابهم من مساجد الأوقاف مرفوض.


■ ما الذى تراه بشأن الفترة الحالية؟


- أخاف على مصر من الفهم الخاطئ لثورة 25 يناير، فليس معنى الثورة إثارة الفوضى، بل أن «يثور الإنسان ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد»، وعلينا جميعا أن نهدأ ونعمل خاصة بعد الاستجابة لجميع مطالب الثورة لأن السياحة تأثرت كثيرا وكذلك الاستثمار والضرائب وغيرها من المجالات، فعلى الجميع أن يعمل الآن، لأن هذا هو وقت العمل والاجتهاد لبناء الدولة من جديد.


■ هل صدرت تعليمات لأئمة الأوقاف بتوعية المواطنين بذلك؟


- نعم، وهناك اتصالات واجتماعات مستمرة مع جميع وكلاء الوزارة فى مختلف مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية لتحديد الموضوعات التى يتناولها أئمة المساجد فى خطبهم، فنختار الموضوع الذى يتناسب مع الظرف والوقت اللذين تمر بهما الدولة، ونحدد عناصر الموضوع ثم نترك إمام كل مسجد ليتحدث فيه بطريقته ويتناوله بالصورة التى يفهمها المصلون، لأن أئمة المساجد والدعاة لهم دور كبير جدا وحيوى فى توعية الشعب ومواجهة المخاطر التى تواجه الأمة.


■ معنى ذلك أن فى نيتكم توحيد خطبة الجمعة؟


- من الممكن توحيدها، فنحن حاليا نحدد للأئمة والدعاة القضايا العصرية التى تهم البلاد مثل الدعوة إلى مواجهة الفتن وكيفية التصدى لها، وأن يكون التعبير عن الرأى بحرية بعيدا عن الإثارة والتخريب، ويتم ذلك بصورة حضارية، والخلاصة أننا نحدد للأئمة والدعاة القضايا التى يتحدثون عنها من فوق المنابر وهم يعالجونها بطريقتهم الخاصة، كل منهم بأسلوبه من منظور إسلامى، فهذا واجب وطنى يجب أن يساهم فيه رجال الدعوة وأن يكونوا دائما فى مقدمة الصفوف التى تدعو لحماية الوطن فى هذه المرحلة الصعبة.


■ كيف تواجهون مافيا أراضى الأوقاف خاصة بعد أن انتشرت هذه الظاهرة إثر ثورة 25 يناير؟


- الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد ترتبت عليها حالة من الانفلات الأمنى والأخلاقى، وتسبب ذلك فى قيام مجموعة من أصحاب النفوس الضعيفة بالاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضى الأوقاف الزراعية والبناء عليها، كما ترتب عليها أيضا قيام مجموعة أخرى باغتصاب الوحدات السكنية التى أنشأتها هيئة الأوقاف فى إطار المشروع القومى للإسكان ببعض المحافظات، بالإضافة إلى قيام البلطجية بسرقة الأبواب والشبابيك وكل شىء آخر يمكن سرقته، لذلك تم الاتصال بالمحافظين ووزراء الداخلية والتنمية المحلية والزراعة والقوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وعرضت الأمر أكثر من مرة فى مجلس الوزراء، وبدأت القوات المسلحة بالفعل فى إزالة بعض التعديات فى بعض المحافظات.


■ هل تم حصر حالات التعدى على أراضى ومساكن الأوقاف؟


- بالفعل، سواء قبل الثورة أو بعدها، وللأسف استغل الناس الحالة التى تمر بها البلاد، ووجدوها فرصة لإتلاف ما يقرب من 3 آلاف فدان، ولدينا كذلك 1500 حالة تعد على أراضى الأوقاف، فالمشكلة لم تقتصر على الاستيلاء على الأراضى الزراعية فقط بل بالبناء عليها بالمسلح، مما يزيد المشكلة تعقيدا لأنه حتى لو تمت إزالة المبانى فالأرض تم تبويرها وإتلافها لأنه لا يمكن زراعتها مرة أخرى بسبب الخرسانة المسلحة.


■ وما العمل فى ذلك؟


- الأمر برمته أصبح فى يد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهناك أحكام عسكرية مشددة تنتظر بلطجية الأراضى.


■ هل هناك ضمانات لعدم سيطرة الأمن من جديد على أئمة وخطباء المساجد؟


- لقد انتهت قبضة الأمن على الدعاة دون رجعة بعد ثورة 25 يناير، ولن نسمح للتدخل الأمنى بأن يفرض سيطرته من جديد ويتدخل فى شؤون الدعاة لكننا فى الوقت نفسه سنتصدى بكل حزم وشدة لمن يخرج على النص، كما قلت، حتى يظهر الدعاة بالشكل اللائق بهم لأنهم أصحاب رسالة، ورسول الله «صلى الله عليه وسلم» القدوة والمثل لهم، ويجب أن يتعلموا من سماحته ووسطيته ويستفيدوا من تعاليمه ومبادئه فى مواجهة مثل هذه الظروف.


■ وماذا عن الرشاوى التى يتم دفعها لتعيين الأئمة، وكيف تواجهون هذه الاتهامات المتكررة التى تسىء للأوقاف؟


- عندما توليت مسؤولية الوزارة وجدت ملفات شائكة لا حصر لها فى انتظارى، من ضمنها فساد بعض المديريات، وأؤكد أننى لن أتهاون مطلقا فى مواجهة أى لون من ألوان الفساد داخل الأوقاف وسأضرب بيد من حديد على يد كل فاسد.


■ ماذا عن مطالبة الدعاة بكادر خاص أسوة بباقى العاملين فى جهات أخرى؟


- أسعى جاهدا لتحسين الأوضاع المالية لجميع أئمة المساجد ولكل العاملين بالأوقاف وهناك مشروع كادر خاص بأئمة ودعاة المساجد تم عرضه فعليا على مجلس الشعب وسوف تتم مناقشته فى أولى جلسات المجلس بعد الانتخابات، إضافة إلى أننى بمجرد أن توليت مسؤولية الوزارة لم أتوان لحظة فى تقديم مزايا للعاملين بها بدأتها بصرف منحة شهر ونصف الشهر أثناء الثورة، ثم وافقت على تعيين أبناء العاملين بالأوقاف ووضعت شروطا وضوابط للشقق والحج، حتى يستفيد الجميع منها.


■ ماذا عن تجديد الخطاب الدينى؟


- نحن بصدد إعداد خطة عاجلة لإصلاح صورة الخطاب الدعوى الإسلامى، وقد بدأناها بلقاء مديرى المديريات والإدارات ووكلاء الوزارة، وأعطيت تعليماتى بزيادة ثقافة الدعاة عن طريق منحهم أجهزة «لاب توب» ومكتبات دينية متميزة بأسعار زهيدة حتى يتمكنوا من الاطلاع ويكونوا على صلة دائمة بما يحدث حولهم ليتفاعلوا مع الجماهير، وهناك خطة أخرى تشمل مناهج كليات الدعوة وسبل إعداد الدعاة وتدريبهم حتى يكونوا صورة مشرفة للمجتمع فى المحافل الدولية والداخلية.


■ ماذا عن مستقبل مشروع «الأذان الموحد» وهل سيستمر أم سيتوقف؟


- المشروع يسير حسب الاتفاقات الموقعة مع الهيئة العربية للتصنيع، وتم تركيب أجهزة «الريسيفر» فى 3 آلاف مسجد ويتبقى 1000 مسجد فقط فى محافظة القاهرة، وبذلك يكون المشروع قد تم تعميمه فى جميع مساجد محافظة القاهرة، وسننتقل بعد ذلك إلى تطبيقه فى محافظة الإسكندرية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية