x

هل بعد عيد الحب.. عيد البطالة؟

الأربعاء 17-02-2010 00:00 |

كل ما هو مستورد يروق للمصريين، حتى الأعياد.. أعلن أستاذنا مصطفى أمين، منذ عشرين عاماً، يوم 4 نوفمبر عيداً للحب ولم تكن مصر قد استوردت بعد «الفالنتين» «عيد الحب فى الغرب» لم تكن الدباديب والقلوب والورود الحمراء قد غزت الأسواق بداية من سوق العتبة وصولاً إلى سيتى ستار وكل أسواق الطبقة التى تحتفل كل يوم بعيد.. ومات العيد قبل وفاة أستاذنا مصطفى أمين.

معظم التجار فرحوا بالعيد لأنه رواج تجارى وليس رواجاً عاطفياً فقط.. كم من الأمهات تحسر قلبها لأنها لم تجد فى كيسها ما يسعد ابنها ليشترى دبدوباً أحمر لحبيبته، وكم من شاب اختفى فى ذلك اليوم لأنه عاطل ولا يجد ما يشترى به قلباً أحمر لأمه!!!

ولكن التليفزيون، بكل قنواته الرسمية وغير الرسمية، استطاع أن يجعل الناس تعيش عيد الحب بشكل استطاع أن يوصلنا إلى الزهق!! فالمذيعات ملابسهن حمراء ناهيك عن أحمر الشفاه فهو فاقع ولامع طول العام.. والمذيعون حرصوا على أربطة العنق الحمراء وبعضهم تسربل بالبلوفرات الحمراء.. ياه كل ده حب!!

عيد الحب يوم واحد أصبح عبئاً على كل أيام السنة، فقد دبجت الجمعيات حتى يقبضوا الأول من أجل عيد الحب وأجلت الأساسيات من أجل الدباديب والقلوب الحمراء.

تعالوا ومعنا السيدة الذكية وزيرة التعاون الدولى التى استطاعت قبل عيد الحب بستة أيام أن توقع يوم 8 فبراير الحالى اتفاقية لمنحة مقدمة من الصندوق اليابانى بستة عشر مليون جنيه تقريباً - إلا حاجة بسيطة - المنحة مضمونها مهم جداً، وهى لتمويل مشروع تأهيل الشباب للعمل والتسكين الوظيفى، والمشروع يهدف إلى مساعدة الحكومة المصرية فى تقليل مخاطر البطالة المزمنة - خدوا بالكم من المزمنة - أو غير الآمنة بين الشباب المهمش، وذلك من خلال إتاحة فرص التأهيل للعمل والتسكين الوظيفى.. كده عظيم.

أدعوكم وأدعو الوزيرة «الأروبة» التى لا تكل ولا تمل من «الشحاتة» علينا ولكن بأسلوبها المميز «حسنة وأنا سيدك».. تعالوا.. والله بتكلم جد، تعالوا نبدع ونحن مبدعون تاريخيون.. تعالوا نبدع مع الوزيرة فايزة أبوالنجا «عيداً للبطالة» تمتلئ فيه الميادين بالعاطلين والعاطلات ومع كل منهم ومنهن ورقة مدون بها إمكاناته فى العمل.

وليكن العيد بقرار من السيد رئيس الوزراء يعلنه المتحدث الرسمى الذى أعلن زواج الدكتور نظيف.. ويعلن فى أنحاء البلاد مثلاً يوم 3 مايو، أى بعد عيد العمال بيومين، عيداً للبطالة يمتلئ فيه أهم ميدان فى أى مدينة أو قرية بالعاطلين رافعين علماً واحداً أبيض عليه كلمة «أنا عاطل» بالأحمر وحولها غصن زيتون بالأخضر حتى لا يفهم تجمهرهم خطأ ويمكن إحاطتهم بحنان وعطف وخوذات جنود الأمن المركزى حتى لا يكح أحد منهم أو يعطس عطسة قوية تضايق الدولة!!

أقسم بالله العظيم ثلاثة - قبطى ومسلم - أننى أدعو إلى يوم البطالة وأدعو أصحاب برامجنا، وعلى رأسهم عمرو أديب، الإعلامى الذكى، الذى تنحنى الأحرف والكلمات لإحساسه بالمسؤولية الوطنية بكارثة السيول وكأنه والى المحروسة!!!

أدعو محمود سعد ومنى الشاذلى اللذين قاما بحوار شديد الأثر مع العالم أحمد زويل، أدعوهما ليجتمعا ثانياً من أجل يوم للبطالة ويدعوا فيه الوزيرة فايزة أبوالنجا ووزيرة القوى العاملة السيدة عائشة عبدالهادى ووزير التضامن على المصيلحى، ويكون هذا اليوم لمناقشة الأزمة وتفتح الاتصالات على الدكتور فتحى سرور والسيد صفوت الشريف وهما من أهم أولى الأمر، ولا مانع من مكالمة مع الدكتور زكريا عزمى بوصفه من الأعضاء النابهين مفتوحى الأعين على بلاوى الشعب.

هذا اليوم ربما ينتقل من مصر إلى العالم حيث انتشرت البطالة ولكن العالم المتحضر يدفع إعانة بطالة، أما هنا فنحن ندفع البطالة إلى التطرف والجريمة، لهذا سيكون يوم البطالة جداراً عازلاً للتطرف والجريمة.

ولو سمح لنا تليفزيون الدولة واعترف بأن لدينا بطالة فسوف يناقشها تامر أمين وخيرى رمضان فى «البيت بيتك» قبل أن يجرفه تيار التغيير ليصبح «البيت مش بيتك» ولا «الغيط غيطك».

أما أحمد عز، الرجل الحديد والمسؤول عن بيت الحزب من المدخل إلى السطوح مروراً بكل الأدوار، فيمكنه أن يشارك بخطبة عصماء تثبت أن هذا اليوم باطل قانوناً، لأن مصر خالية من البطالة وشباب الحزب الوطنى الذى هو كل شباب مصر يعيش فى رغد العمل والأمل والمستقبل المضىء.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية