x

ألقى بزوجته من الخامس واحتضن جثتها باكياً: «يا حبيبتى ما تسيبنيش»

الثلاثاء 03-04-2018 17:49 | كتب: محمد القماش |
شخص يلقي زوجته من الطابق الخامس بدار السلام شخص يلقي زوجته من الطابق الخامس بدار السلام تصوير : فاضل داوود

استمعت «عبير»- 27 عامًا، إلى نصيحة أبيها (أحمد)، مالك ورشة تصنيع أدوات رياضية، بالزواج من حسن شبل، 29 عامًا: «يا بنتى الواد سلوكه كويس، وشغال استورجى»، وأثمرت الزيجة عن إنجاب الطفلة جنة - 5 سنوات، لكن تبدلت أحوال الزوج بعد دخوله السجن وقضائه عقوبة بالحبس لمدة عامين.

وخلال تلك الفترة أدمن المخدرات، لتنتهى الحياة الزوجية بمصرع الزوجة التى ألقاها زوجها المتهم من الطابق الخامس لتسقط جثة هامدة أمام المارة، بعد رفضها إعطاءه أموالا لشراء المخدرات، وهى الحادثة التى هزت منطقة دار السلام منذ أيام.

شخص يلقي زوجته من الطابق الخامس بدار السلام

فى الثامنة من صباح الأربعاء الماضى، تلقى والد المجنى عليها اتصالاً من شقيق المتهم يخبره: «الحق يا حاج بنتك رمت نفسها من البلكونة»، فاق الحج أحمد، صاحب الـ67 عامًا، من نومه، مستفسرًا:«إيه يا ابنى اللى حصل، بتقول إيه؟»، فأجابه شقيق حسن: «أخويا وعبير اتخانقوا وهى رمت نفسها من الخوف».

هرع والد عبير برفقة نجله «محمود» إلى منزل المجنى عليها، كان هناك حشد من الجيران، أول ما صادفهما بقع دماء غزيرة أمام المنزل، وتلقيا الصدمة المروعة: «البقاء لله ابنتكما ماتت، زوجها ألقى بها من شرفة الشقة».

لم يتحمل «الحاج أحمد»، كما يناديه الناس، رؤية جثة ابنته، كانت دماؤها تغرق جسدها، وملفوفة داخل بطانية، وصرخ الأب: «حسن عمل كده ليه، وإزاى؟»، كل ما تلقاه من إجابات من قبل الجيران كان صادما عرفها الأب لأول مرة فى تلك اللحظة، والتى رواها قائلاً: «بنتى كانت تبيع مناديل فى إشارات المرور، وباعت أثاث بيتها بالكامل، لم يتبق سوى ثلاجة وسريرين، حتى الأواني باعتها لأجل شراء المخدرات لزوجها».

شخص يلقي زوجته من الطابق الخامس بدار السلام

استقبل المتهم والد المجني عليها داخل قسم الشرطة، مرددًا: «يا عمى هىّ خافت منى رمت نفسها، كنت بجري وراها بالمفك، لأنها رفضت إحضار الفطار».

حكى محمود كراسى، أحد الجيران، لـ «المصرى اليوم» الواقعة، قائلاً إنه شاهد المتهم يحمل زوجته فى الـ6 صباح الأربعاء «مثل رجال المصارعة»، ويلقى بها من شرفة منزله، وتابع «كراسى»: «إن المتهم نزل الشارع، وقال لزوجته وكانت الروح لا تزال فى جسدها (سامحينى مقدرش أعيشى من غيرك)، ثم حملها إلى شقته مرة أخرى، لكنها كانت جثة هامدة».

كان «كراسى» يمر من شارع الجلاء، وما استوقفه أمام المنزل محل الحادثة نباح كلب بصوت متواصل: «ربما أحس الكلب بما سيحدث»، وفقًا للشاهد الأول للحادثة.

«لو كنت اتخانقت معاه لما وقعت الجريمة»، قالها محمود محمد، الذى يقطن الشقة المواجهة للمتهم، وتابع: «من ساعة الفجر، حسن كان يتخانق مع مراته بصوت عالٍ، ولم نستطع النوم، وكنت ناوى التشاجر معه، وليته حدث وكانت الزوجة الضحية نجت من القتل».

استعد جار المتهم لارتداء ملابسه عقب سماع مشاجرة الزوجين لاستطلاع الأمر والتشاجر مع جاره «المزعج»، لم يمهله القدر: «سمعت صوت حاجة بتقع على الأرض وصوتها عالى جدًا»، يذكر «محمود» أن زوجته نادت عليه فى أثناء تبديل ملابسه لتخبره (الحق يكون الراجل رمى نفسه وانتحر)، وبنظرته من الشرفة وجد المتهم يحضتن جثة زوجته التى غرقت فى دمائها مرددًا (يا حبيبتى لا تتركنى).

تجمهر الجيران أمام جثة الضحية، أمسكوا بالمتهم وأجروا اتصالات بشرطة النجدة والإسعاف وضابط مباحث قسم دار السلام، وروى مصطفى الأسيوطى، أحد الجيران، أن المتهم حاول الهروب من قبضة الأهالى الذين أغلقوا عليه باب شقته.

طرأ على ذهن «الأسيوطى» أن ينقذ الطفلة جنة من يد والدها المتهم: «أخذت البنت منه بالعافية لحسن يرميها من البلكونة وتلحق بأمها»، وروت الطفلة للجيران أن «حسن رمى عبير من البلكونة كان عاوز منها فلوس»، بحسب رواية الشاهد.

شخص يلقي زوجته من الطابق الخامس بدار السلام

حرزت الشرطة من داخل الشقة محل الجريمة طبقا يحوى مواد مخدرة: «برشام وبودرة»، وطبقًا لرواية «الأسيوطى»، فإن المتهم أجبر زوجته على بيع كل شىء «عمرى ما شوفت حد يبيع أوانى طهى الطعام».

تغير سلوك المتهم بعد عامين من زواجه «عبير» وإنجابهما الطفلة «جنة»، وفق ما يؤكده محمود شقيق المجنى عليها، متابعاً أنه كان يعمل فى ورشة ملاصقة لمنزلهما، لكنه بسبب قضية مشاجرة وحمل سلاح آلي، سجن على إثرها شقيقه عامين، تغيرت أحواله «بقى يشرب مخدرات ولا يعمل ويضرب الناس»، والأنكى أن أثر المشاجرة هزه نفسيًا «أصيب بطعنات فى رقبته بمطواة».

وقال المتهم خلال التحقيقات أمام النيابة، إن زوجته رفضت إحضار وجبة الإفطار له فارتكب الجريمة، ولم يقصد رميها من البلكونة، كان قاضى المعارضات بمحكمة دار السلام أمر بتجديد حبس المتهم 15 يومًا على ذمة اتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار.

شخص يلقي زوجته من الطابق الخامس بدار السلام

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية