بعد أن كان اسم أبل «Apple» طوال الشهور والسنوات الماضية يعادل النجاح والتفوق أصبح الآن مرادفاً للمشاكل والادعاءات الهجومية على المنافسين، بل وصل الحد إلى تبادل الاتهامات والدعاوى القضائية، ففى الأيام القليلة الماضية أصبحت أبل عاملاً مشتركاً فى قضيتين من أبرز القضايا التى احتلت صدارة أخبار وتقارير المواقع التقنية المتخصصة، أولها كانت تتعلق بمشكلة مراقبة وتعقب المستخدمين، بعد أن كشف اثنان من الباحثين الأمنيين عن قيام «أبل» باستغلال أجهزة «iPhone» و«iPad» لمراقبة وتعقب حركة وأماكن تواجد مستخدمى تلك الأجهزة، بل وأثبت الباحثان أن Apple لا تكتفى بذلك فقط بل تقوم بتخزين تلك البيانات والمعلومات على ملفات يتم تخزينها على الأجهزة، وقد أوضحوا أن هذه الخاصية اكتسبتها الأجهزة بعد طرح الإصدار 4 من نظام iOS.
جاء هذا الإعلان ليحرج أبل كثيراً، رغم أنها ليست المرة الأولى، التى يتم فيها الحديث عن خطط مماثلة للشركة، لكنها المرة الأولى التى يتم إثباتها بالدليل، حيث ظهرت تلك الدعاوى للمرة الأولى فى يونيو الماضى، وأعربت عدة دول ومن بينها ألمانيا عن رفضها الشديد لانتهاك أبل لخصوصية المستخدمين فى محاولة منها لاستغلال مواقع وأماكن تواجد المستخدمين بغرض توجيه الإعلانات عبر منصة iAd لتقديم الإعلانات عبر الأجهزة المحمولة.
وأكد الباحثان، أن الملف المزعوم تواجد على أجهزة iPhone وiPad، حتى فى الأجهزة التى تم شراؤها حديثاً فبمجرد استفادة الجهاز من تقنيات وخصائص الجيل الثالث للاتصالات، يتم إنشاء الملف على الفور، واعترفا بأن اكتشاف الملف تم بمحض الصدفة تماماً، مشيرين إلى أن حجم البيانات المخزنة على الملف أثار رعبهم، إذ إن كل حركة تقريباً يقوم بها المستخدم يتم تسجيلها، لكنهم أكدوا أيضاً أن تخزين أبل للبيانات على ملف على الجهاز، يعتبر أمراً محيراً للغاية بدلاً من إرسال البيانات مباشرة إلى سيرفير خارجى، وأقرا بأنهما لا يجدون تفسيراً منطقياً لهذا الأمر.
وتوالت الكثير من المفاجآت بعد هذا الإعلان، أبرزها أن الأجهزة التى تعمل بنظام «أندرويد» تقوم بتعقب حركة المستخدمين وأماكن تواجدهم أيضاً ولكنها ترسلها مباشرة إلى جوجل على الفور وهو ما قد يقلل الضغط عن أبل قليلاً، كما أن المفاجأة الكبرى تمثلت فى تقارير صحفية وتأكيدات أكاديمية تشير إلى أن الشرطة الأمريكية تعلم بالفعل بشأن خاصية التعقب المتوافرة فى أجهزة آى فون وآى باد لمساعدته فى إجراء تحقيقات جنائية بل وتم بالفعل الحصول على إدانات من خلال البيانات التى حصلوا عليها.
ولم تعلق «أبل» حتى الآن على تلك الأنباء، لكن الباحثان بدورهما أكدا أن وسيلة الأمان الحالية هى الاستعانة بأداة تشفير بغرض تشفير هذا المعلومات الموجودة على الملف المسمى consolidated.db.
أما القضية الثانية فتتعلق بصراع شركتى «أبل» و«سامسونج» الذى وصل إلى أروقة المحاكم، رغم أن تاريخ التعاون بين أبل وسامسونج ممتد لفترة ليست بالقصيرة، إلا أن أبل قررت زعزعة قواعد تلك العلاقة التى يصفها الخبراء بأنها متينة، وذلك عبر اللجوء إلى القضاء لتتهم سامسونج بأنها تسرق أفكارها وتقلد منتجاتها وتحديداً «iPad»، واتهمتها أيضاً بسرقة الأفكار وانتهاك براءات اختراع خاصة بشركة «أبل».