دعا العالم المصرى الدكتور أحمد زويل، إلى دعم الاقتصاد المصرى لحماية الصحوة العربية التى تنتشر فى المنطقة، وقال: «بصفتى مفاوضاً مع قادة الشباب والحكومة خلال الثورة أرى أننا فى أمس الحاجة إلى نظام تعليم لائق»، مؤكداً أن شباب الـ«فيس بوك» الذين صنعوا الثورة يعرفون جيداً أن مصر كانت رائدة كوريا الجنوبية فى مجال البحث العلمى والتنمية. واعتبر زويل، فى مقال له بصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الأحد، أن مصر تواجه ثلاث مشكلات أساسية هى الحكم والاقتصاد والتعليم، والجيش هو الكيان السياسى الحاكم الآن لضمان تغييرات سياسية سريعة.
وأكد زويل أن مصر فى حاجة ماسة إلى الوحدة الوطنية والمصالحة لاتخاذ خطوات حاسمة على المدى الطويل فى تحويل المجتمع الذى يحتاج إلى دعم مالى لإعادة بناء المؤسسات المستدامة، وتحتاج لإقامة شراكة عالمية من منظمات القطاع الخاص والحكومة لإنشاء صندوق لتمويل «ثورة التعليم» بالتعاون بين مجلس الأمناء من المصريين والحكومة وقادة العالم.
وأوضح أن هذا الجهد يتطلب نحو مليار دولار بشكل أولى من المصادر الحكومية والخاصة، ويمكن أن تأتى هذه الأموال من الدول الأخرى، أو من قبل البنك الدولى أو البنك العربى وصندوق التنمية الإسلامى. وأشار زويل إلى أن كل عائلة فى مصر تعانى من تدهور التعليم والنظام الجامعى التابع لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، لذا من أكثر ما تريده تلك العائلات هو تأمين التعليم الجيد لأبنائهم. وأشار زويل إلى أن الثورة فى مصر أو تونس، تمثل نموذجاً للتغيير فى الشرق الأوسط، فهو فى المجتمعين المصرى والتونسى لا تحكمه النزاعات القبلية أو الطائفية رغم الاختلافات فى العقيدة أو حتى التصادم، إلا أن مصر لاتزال «متحدة»، أما النموذج الآخر فهو فى اليمن وليبيا وغيرهما، والتى تسعى فيها الصراعات القبلية والطائفية إلى الفوضى والحرب الأهلية ما يؤدى فى نهاية المطاف إلى عودة الشرق الأوسط إلى الوراء نحو الصراع والتعصب، وليس إلى الأمام. وأكد زويل أنه لا يمكن أن نسمح بفشل ثورتى مصر وتونس، فمصر هى «أكبر بلد فى المنطقة وقلب العالم العربى» ولابد من التأكد من نجاحها لنشر الديمقراطية والاستقرار.