افتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، وهورتيك فيشر، مدير المتحف البريطاني، الأحد، فعاليات المعرض المؤقت، الذي عقد بالقاعة رقم 50 بالدور الأرضي للمتحف المصري بالتحرير، تحت عنوان «تصوير مصر على الزجاج- كنوز فتوغرافية من أرشيف وزارة الآثار».
وبحسب بيان، يضم المعرض كنوزًا فوتوغرافية من أرشيف وزارة الآثار المصرية، على السلبيات الزجاجية «glass negatives»، في فترات زمنية مختلفة، ومن المقرر أن تستمر فعالياته شهرين كاملين حتى 31 مايو المقبل.
حضر الافتتاح مجموعة من سفراء الدول الأجنبية من بينهم سفير صربيا، وسفير قبرص، ومجموعة من مديري المعاهد الأجنبية في مصر، بالإضافة إلى مجموعة من قيادات وزارة الآثار منهم الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور طارق توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير، وصباح عبدالرازق مدير عام المتحف المصري.
وأشاد وزير الآثار بالمعرض، قائلا إنه «على الرغم من أن المعرض لا يحوي آثارا، إلا أنه يعد هاما جدا لأنه يوثق عبر الصور الفوتوغرافية قصة توثيق آثار مصرية كثيرة جدًا، كما يساعد الوزارة في العمل الأثري كثيرًا».
وقال وزير الآثار، خلال الافتتاح، إن «لدينا في الآثار 60 ألف سلبية زجاجية و100 ألف صورة للآثار، واعتبر وزير الآثار أن مشروع توثيق السلبيات الزجاجية بدأ منذ سنتين، بالتعاون مع المتحف البريطاني.
وأكد الوزير على أنه تم توثيق حتى الآن أكثر من 20 ألف سلبية زجاجية، وتحويلها إلى صور رقمية. وأعرب عن تمنيه استكمال المشروع لتوثيق خرائط وصور أخرى كثيرة.
من جانبه، قال الدكتور هشام الليثي، مدير عام مركز تسجيل الآثار، إن المعرض يضم 21 سلبية زجاجية و6 لوحات جرافيك تحكي تاريخ التصوير في مصر ومبدعي، وذلك من خلال صور تم التقاطها لمصر عبر عدسات أهم المصورين في القرن الـ18 وال 19، كما يسلط الضوء على طرق الحفاظ على السلبيات الزجاجية في وزارة الآثار، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الكاميرات القديمة التي كانت تستخدم في أعمال التصوير على الزجاج.
وقال الليثي إن المعرض يسلط الضوء على أهم السلبيات الزجاجية التي تم حفظها وتوثيقها من خلال مشروع توثيق مصر «مارس 2017- أبريل 2018» في إطار التعاون بين وزارة الآثار والمتحف البريطاني، وبدعم من صندوق أركاديا.
وأضاف أن وزارة الآثار تمتلك أرشيفًا وثائقيًا فريدًا يحتوي على أكثر من 60 ألف سلبية زجاجية مختلفة المقاسات والأحجام ومحفوظة بمركز تسجيل الآثار المصرية والمتحف المصري بالتحرير، وعلى أكثر من 100 ألف صورة.
يذكر أنه مع اختراع التصوير الفوتوغرافي في باريس عام 1839، وجد مخترعي التصوير أنه يمكن نسخ الكتابة الهيروغليفية المصورة على المعابد والمقابر في مصر، وفي نوفمبر 1893 استطاعوا مع التقاط هوراس فيرنت وفريدريك جوبيل- فيسكي، بعد بضعة أشهر، وتحديدًا في السابع من نوفمبر عام 1839، أول صورة فوتوغرافية معروفة في مصر، من قصر رأس التين بالإسكندرية، سار بعدها العديد من المصورين على خطاهم واتبعوهم، فجابوا البلاد شمالًا وجنوبًا لتصوير الآثار، والمناظر الطبيعية، والشعب الذي يسكنها.
وتزامنًا مع تأسيس مصلحة الآثار المصرية عام 1858، بدأ علماء الآثار بأعمال الحفائر الأثرية في جميع أنحاء البلاد واعتمدوا على التصوير الفوتوغرافي، كأمر أساسي في توثيق عملهم والقطع الأثرية، التي اكتشفوها، فتعاون البعض منهم مع مصورين راسخين مثل إيبوليت ديلي وإميل بيشار، الذين تم توظيفهم من قبل أوجست ماريت لإنتاج ألبوم متحف بولاق عام 1872، وهو أول كتالوج لمجموعات هذا المتحف.
وقام علماء الآثار الآخرون، مثل فلندرز بيتري، وجورج ريزنر، بممارسة التصوير الفوتوغرافي بأنفسهم، وطوّروا تقنياته لتتكيف مع كثرة الرمال وحرارة الشمس، التي تواجه جميع أعمال الحفائر في مصر.
ونتج عن أعمال هذا التوثيق في مصر الآلاف من الصور الفوتوغرافية من أربعينيات القرن التاسع عشر فصاعدًا، وتم الاحتفاظ بالكثير من تلك الصور على السلبيات الزجاجية بالمتحف المصري بالقاهرة، وبأرشيف وزارة الآثار، وتتضمن هذه السلبيات أعمال المصورين أنطونيو بياتو «نشط 1860-1906» وجابرييل ليكجيان «1870-1890» إلا أن معظم المصورين لا يزالون مجهولين، حيث إن مساهمتهم نادرًا حسب ما ذكر في النشر الأثري في ذلك الوقت.