تمكن أفراد الجيش الثالث الميدانى من السيطرة على أحداث العنف بالسويس، ومنع المتظاهرين من اقتحام قسم شرطة الأربعين، بعد إرسال تعزيزات من أفراد من الجيش والشرطة العسكرية، وفرض كردون أمنى حول مجمع المصالح الحكومية، الذى يضم مبنى حى الأربعين والمجلس المحلى ومبنى قسم شرطة الأربعين المؤقت. انتقل اللواء صدقى صبحى، قائد الجيش الثالث الميدانى، إلى قسم الشرطة لتفقده ومتابعة تطورات الأحداث. وأكدت مصادر عسكرية بالجيش الثالث أن نحو 15 من أفراد الجيش والشرطة العسكرية أصيبوا خلال الأحداث بينهم 3 ضباط بجروح طفيفة واختناقات، وتم إجراء الإسعافات الأولية لهم، ونقل 10 منهم إلى مستشفى السويس العام، فيما أصيب أحد أفراد الجيش بجرح قطعى فى وجهه، إثر اعتداء أحد البلطجية المندسين وسط المتظاهرين عليه بمطواة فى وجهه، وتم نقله إلى المستشفى.
كانت المظاهرات التى نظمها تكتل شباب السويس وحركة 6 أبريل بدأت بمسيرة انطلقت عقب صلاة العشاء السبت من ميدان الأربعين، وشارك فيها نحو 2000 شاب، احتجاجاً على أحداث التحرير، ومزق المتظاهرون خلالها لافتات مرشحى الوطنى المنحل فى انتخابات الشعب المقبلة، وأشعلوا النيران فى لافتة كبيرة لأحد المرشحين يدعى مجدى رضوان، مرشح مستقل فئات شعب، بعدما أسقطوها أرضاً، وأصيب أحدهم نتيجة سقوط عرق خشبى كانت عليه اللافتة، وتم نقله إلى المستشفى العام. وردد المتظاهرون هتافات ضد المجلس العسكرى وهتافات أخرى منها «أنا مش جبان، أنا مش جبان وقت الثورة فى الميدان» و«لا سلفى ولا إخوانى مصر ترابى وهى مكانى»، وطالبوا بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة، وطالب بعضهم بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا»، وإلغاء أو تأجيل انتخابات الشعب والشورى.
وأعلن عدد من المرشحين «الفردى والقوائم» تعليق حملات دعايتهم الانتخابية، احتجاجاً على الأحداث، لافتين إلى استحالة إجراء انتخابات فى مثل تلك الأجواء. كان المتظاهرون قد توجهوا إلى ميدان الأربعين، لإعلان تكتل شباب السويس اعتصامهم، الذى فشل بعد خروج بعض الشباب إلى التظاهر أمام قسم شرطة الأربعين، وهو ما دفع المئات إلى الانضمام إليهم نتيجة المواجهات الساخنة.
قال كمال البنا، أحد أعضاء تكتل شباب السويس، إنه سيتم تنظيم مسيرة فى الخامسة من مساء الأحد، والجريدة ماثلة للطبع، سموها «مسيرة الغضب» للوقوف على مطالبهم، وسيقررون الاعتصام من عدمه فى ضوء رد فعل الشارع السويسى.
من جانبه، قال اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، لـ«المصرى اليوم» إن الذين تظاهروا أمام قسم شرطة الأربعين، مساء السبت، بلطجية وخارجون على القانون، استغلوا المظاهرة بميدان الأربعين، لمحاولة اقتحام القسم، لسرقة الأسلحة، مؤكداً أن الأمن بالمحافظة مازال قوياً ونجح فى حماية منشآته، وهو قادر على تنظيم الانتخابات وحمايتها، مشيراً إلى أنه جار ضبط العناصر التى سرقت بعض أجهزة الحاسب الآلى من مبنى حى الأربعين، بعد اقتحامه، أثناء انشغال الشرطة بتأمين القسم.