ارتفع عدد النازحين من الغوطة الشرقية السورية، أمس، إلى نحو 100 ألف، مع مواصلة النزوح وموافقة مسلحى المعارضة على تسليم بلدة عين ترما للجيش السورى دون قتال، فيما قتل 37 مدنياً فى قصف روسى استهدف ليلاً بلدة عربين.
وتوجت المفاوضات بين «فيلق الرحمن» والقوات السورية، بعد اشتباكات عنيفة، باتفاق على تسليم البلدات للقوات الحكومية مع وقف لإطلاق النار.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي أن الاتفاق مع فيلق الرحمن يقضي بنقل نحو 7 آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما» فضلاً عن اجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق. كما خرجت دفعة ثانية من مقاتلى حركة «أحرار الشام» المعارضين والمدنيين من مدينة حرستا فى الغوطة الشرقية قرب دمشق، إلى محافظة إدلب، بموجب اتفاق مع روسيا.
ومن المتوقع أن يخرج بموجب الاتفاق 1500 مقاتل مع 6 آلاف من عائلاتهم على دفعات. وقبل وقف إطلاق النار، وثق المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 70 شخصاً فى القصف على بلدات جنوب الغوطة، بينهم 37 مدنياً قتلوا فى غارات روسية على بلدة عربين، ووصفت منظمة الخوذ البيضاء، الدفاع المدنى فى مناطق المعارضة، ما حدث بـ«المجزرة المروعة». ولم يتبق فى يد المعارضة من الغوطة الشرقية سوى مدينة دوما التى تسيطر عليها جماعة جيش الإسلام وجيب آخر يضم عربين وزملكا يخضع لسيطرة جماعة فيلق الرحمن.
وتجرى حالياً مفاوضات بين روسيا ومسؤولين فى مدينة دوما، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات، التى لم يؤكد فصيل «جيش الإسلام» مشاركته فيها.
ووفق مدير المرصد رامى عبدالرحمن قد تؤدى المفاوضات فى دوما إلى اتفاق يقضى بتحويلها إلى منطقة «مصالحة» بعودة مؤسسات الدولة إليها وبقاء مقاتلى «جيش الإسلام» دون دخول قوات النظام.
وتتواصل منذ أيام عدة حركة نزوح جماعى من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالاً؛ أحد المعابر الثلاثة التى حددتها القوات الحكومية للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.
ودفع القصف والمعارك أكثر من 87 ألف مدنى للنزوح منذ 15 مارس باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وبقى أكثر من 30 ألفا فى منازلهم فى بلدات جنوب الغوطة سيطر عليها الجيش، وفق المرصد السورى.
ومع سقوط المزيد من الضحايا، ارتفعت حصيلة القتلى فى الغوطة الشرقية إلى 1630 مدنياً بينهم أكثر من 320 طفلاً.
من ناحية أخرى، انتقد ممثل التحالف الدولى بقيادة واشنطن، ريان ديلون، الهجوم الذى شنّته تركيا على مدينة عفرين السورية، وقال إنه شغل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) عن محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى. وذكر ديلون لوكالة «نوفوستى» الروسية أن قوات سوريا الديمقراطية، المشكلة من وحدات عربية وكردية، والجزء الأكبر من قيادتها هم من الأكراد، أعلنت نقل 1700 مقاتل إلى منطقة عفرين، وبالتالى تمّ الحدّ من قدرة الولايات المتحدة على القيام بعمليات ضد تنظيم «داعش» فى سوريا. ونفى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة وجود تفاهم مع تركيا بشأن مدينة منبج، وقال ديلون إن التحالف لا يعلم ما هو «التفاهم» الذى تزعم أنقرة أنها توصلت إليه مع واشنطن بشأن مدينة منبج السورية.
وتوعّد القيادى الكردى، آلدار خليل، الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطى، الجيش التركى و«مرتزقته» بتلقينهم درسا قاسيا.
وقال خليل، خلال كلمة ألقاها فى مدينة القامشلى (شمال شرقى سوريا) ونقلتها «وكالة أنباء هاوار» الكردية، إن المقاومة فى عفرين السورية دخلت مرحلة جديدة، مضيفا «حفاظاً على سلامة المدنيين وحرصاً على حياتهم تم نقلهم، وذلك خوفاً من ارتكاب مجازر بحقهم».
وختم قائلا «رفع الجيش التركى علم بلاده فوق عفرين ليقول للعالم إن عفرين أصبحت مدينة تركية.. لكن لن نسمح لهم بالوصول إلى مآربهم». من جهته، قال صالح مسلم، الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطى، الذى يعتبر الحزب الكردى الأكبر فى سوريا، إن تركيا ما كان يمكن أن تنجح فى عمليتها بدون دعم روسى، وأضاف: «الروس خيبوا أملنا».