طالت الشائعات والاتهامات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث اتهمته السلطات الأمريكية بالتورط في دعم أحد مرشحي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وظهرت تهمة أخرى أدت إلى استياء الكثير من مستخدميه والخاصة بتسريب بيانات 50 مليون مستخدم، الأمر الذي جعل مؤسسه مارك زوكربرج يتعهد باتخاذ عدد من الخطوات لتعزيز حماية البيانات واستعادة ثقة المستخدمين في الموقع.
في هذا التقرير نرصد ملامح «الأزمة» أو «الفضيحة» التي تطارد موقع التواصل الاجتماعي الأهم في العالم، من بدايتها مروراً، بتداعياتها السياسية ودعوات مقاطعة الموقع وصولاً للإجابة على السؤال المهم: كيف تحمي نفسك من أخطار «فيس بوك»؟
«فيسبوك» وانتخابات الرئاسة الأمريكية
في منتصف أكتوبر 2017، اتهم ترامب، كلينتون، بتعاون حملتها مع «فيسبوك» من أجل الفوز في الانتخابات، عبر شنّ موقع التواصل الاجتماعي حملات داعمة لفوزها خلال الأيام الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، حيث كتب ترامب على حسابه على «تويتر»: «هيلاري كلينتون أنفقت ملايين الدولارت على الانتخابات الرئاسية أكثر مما أنفقته أنا»، مضيفًا: «فيسبوك كان في صفّها وليس في صفّي».
تلك التعليقات التي قلبت الأمور رأسًا على عقب، وفتحت النار على موقع «فيسبوك»، الذي يزوره يوميًا الملايين حول العالم، ويعبّرون خلاله عن آرائهم السياسية، وأخذت أصابع الاتهام تلاحق موقع التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بالانخراط في السياسة.
وحينها، نفى مؤسس «فيسبوك»، مارك زوكربرج، اتهامات «ترامب» حول تأثير أخبار مغلومة عبر الموقع على نتائج الانتخابات الرئاسية، ورد في 27 سبتمبر 2017، وفقًا لموقع «واشنطن بوست»، متعجبًا من كلمات «ترامب» واتهاماته لمؤسس «فيسبوك» بالتواطؤ مع الإعلام المعارض.
اتهامات دعم مرشح لحساب آخر لم تتوقف عند المرشحين أنفسهم، بل تطورت إلى ما هو أبعد من ذلك حين اتهمت السلطات الأمريكية، روسيا بدعم المرشح ترامب، معتبرين ذلك تدخلًا في الانتخابات، لكن على الجانب الآخر نفت موسكو هذه المزاعم أو نشرها أي إعلانات دعائية عبر «فيسبوك» لتأييد ترامب.
«فيسبوك» وتسريب بيانات 50 مليون مستخدم
بعد فترة من السكون، تجددت الاتهامات ضد «فيسبوك»، وتحديدًا في 17 مارس الجاري، لكن هذه المرة الأمر لم يتعلق بالانتخابات الانتخابات الأمريكية فقط، بل امتد لاتهامات تتعلق بتسريب بيانات 50 مليون مستخدم للـ«فيسبوك»، عن طريق شركة تحمل اسم «كامبريدج أناليتيكا» لتحليل البيانات.
الاتهامات ارتكزت على قيام الشركة بجمع معلومات عن 50 مليون مُستخدم لـ«فيسبوك» دون معرفتهم، وهو ما أشعل الغضب بين مستخدمي الموقع.
وبعد صمت دام 5 أيام، تعهد «زوكربرج» باتخاذ الخطوات لتعزيز حماية البيانات واستعادة ثقة المستخدمين في الموقع، قائلا: «نعمل على فهم ماذا حدث وكيف يمكن ضمان عدم تكراره مجددًا».
لماذا يتم توجيه أصابع الاتهام إلى «فيس بوك»؟
موقع «facecrooks» استعرض المشاكل والاختراقات التي قد تلحق بالمُستخدم وبياناته يوميًا من خلال استعماله «فيسبوك»، والتي قد تعرّض حياته إلى الخطر في حالة عدم الانتباه إليها، وهي كالتالي:
1- تلاشي الخصوصية مع تحديثات «فيسبوك»
على رأس القائمة، أضرار تصيب المُستخدم بفعل تعديلات «فيسبوك» المُستمرّة، فلا يمر شهر إلا ويقوم الموقع بتعديل الخصائص والتقنيات التي يستعملها مالك الحساب، وهو ما يُعيد جميع إعدادات الخصوصية إلى سابق عهدها، كأنك لم تضغط على زر الخصوصية، وينتقل بالبيانات من الخاصة إلى العامة وهو ما يشكّل خطرًا.
ورغم أن «فيسبوك» يوضّح التغييرات بلائحة تشرح التعديلات باللغة الإنجليزية إلا أن الكثيرين لا يدركونها، خاصة الأشخاص الذي يدخلون على حسابهم على مدى فترات متباعدة وليس بشكل منتظم، فهم أكثر عرضة للاختراق عبر عصابات الإنترنت.
2- ترتيب الإعلانات والتعليقات دون ضوابط
يكشف «فيسبوك» بسهولة سلسلة علاقاتك بمجرد إضافتك تعليق على فيديو أو صورة، من خلالة نشر تلك الفيديوهات أو الصور كمعلومات رئيسية في صفحات أصدقائك الشخصية، وقد تلاحظها حينما تجد تعليق صديقك على فيديو أو صورة بارزًا على صفحتك كـ«Newsfeeds» دون اختيارك ذلك، ما يسهّل على المخترقين التوصُّل إلى تفاصيل وتعليقات الحسابات من خلال دائرة الأصدقاء، وحتى وإن كان بعضهم يعيش في دول بعيدة.
«فيسبوك» يمنح الفرصة للمؤسسات ومالكي البرامج، نشر إعلاناتهم وتعليقاتهم حتى وإن كانت ضارة، ويراها المُستخدم أمامه إجباريًا، لذلك يعاني المُستخدم من صعوبة التحكم في الأخبار التي لابد أن تأتيه كـ«Newsfeed»، والتفاصيل والتعليقات التي يرغب في إخفائها من صفحته الرئيسية.
فعملية التحديث التلقائية غير المنضبطة لـ«فيسبوك» تزعج المُستخدم ويعجز عن التحكم في صفحته الشخصية، من هنا يعجز مالك الحساب الفصل بين الأخبار الهامة من خلال قوائم للأصدقاء أو الأخبار.
3- خطورة حذف أو تعطيل حسابك الشخصي
يقع المُستخدم في مشكلة لا يلاحظها حينما يضغط زر الـ«تعطيل» لحسابه الشخصي أو غلق الحساب، لكن الحقيقة فإن تلك الخاصيتان لا تحمي حسابك الشخصي، بل تتيح للشركة استعمال حسابك الشخصي أو بيع المعلومات على صفحتك، خلال فترة التعطيل أو الحذف.
لكن الحل لحماية بياناتك في حالة كنت ترغب في حذف الحساب، هو الدخول إلى «Facebook’s help section»، وتقديم طلب حذف حسابك والانتظار 14 يومًا أو أكثر قبل الحذف وهي فكرة تضمن حمايتك حسابك بعد حذفه.
4- الألعاب وانتهاك الخصوصية
تستمتع بالتأكيد بقضاء أوقات الفراغ وأنت تلعب باستخدام «فيسبوك»، فالألعاب لها دور فعّال في تفريغ الطاقات السلبية المشحونة والمعبأة في عقلك، لكن «هل الألعاب في فيسبوك آمنة؟».
يوضح «facecrooks» أن تلك الألعاب تخترق خصوصية المُستخدم، حيث أن غالبية الألعاب عبر «فيسبوك» تجلب إليك مُستخدم آخر لتلعب معه دون أن تعرفه وبذلك يمكنه الوصول من خلال اسمك إلى صفحتك مباشرة وبياناتك في حالة لم تكن تغلقها بخيارات الخصوصية وتضمن الأمان.
5- خاصية إضافة الأصدقاء والـ«QUIZ»
خطورة خاصية «Friend Finder»، لا يمكن تجاهلها حيث يساهم «فيسبوك» في اقتراح أصدقاء مشتركين وجدد عبر التقاط بياناتك من بريدك الإلكتروني، ما يخترق بذلك «فيسبوك» خصوصيتك وحرية اختيارك ما إن كنت توافق استعماله بياناتك الشخصية أم لا، ويقترح أصدقاء لا تعرفهم أو مدى خطورتهم على حياتك.
بالإضافة إلى الـ«QUIZ» التي تطرح الأسئلة وتحدد الشكل النهائي لشخصيتك، تطلب اقتحام صفحتك واختراق بياناتك، لذا انتبه وفي حالة رفضك الدخول على حسابك، اضغط على زر الرفض أو التجاهل.
وبتلك الطريقة يساهم «فيسبوك» في سهولة انتقال البيانات واختراق الصفحات الشخصية ما يعرّض حياة المُستخدم إلى الخطر، بالإضافة إلى الصفحات المعدّة من عصابات الإنترنت، والهادفة إلى التواصل والإيقاع بالمُستخدم، وبالتفكير قبل الضغط على الموافقة من الممكن الحفاظ على البيانات وحياتك.