x

«شعب ورئيس».. 5 أسباب وراء اختيار السيسي للظهور مع ساندرا نشأت

الأربعاء 21-03-2018 21:17 | كتب: نورهان مصطفى |
السيسي في حواره مع ساندرا نشأت السيسي في حواره مع ساندرا نشأت تصوير : آخرون

«الزعيم الراحل عبدالناصر كان محظوظ، لأنه كان بيتكلم والإعلام كان معاه».. وجهة نظر سجّلها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته في احتفالية إعلان تدشين محور قناة السويس، أغسطس 2014، معترضًا بنبرة هادئة على أداء بعض الإعلاميين المصريين، ومشيرًا إلى نموذجه الإعلامي المُفضل، وهو نموذج الإعلام الرسمي في زمن عبدالناصر، أو كمّا يطلق عليه البعض «إعلام أجيال ما بعد 1952».

طلّ السيسي، الثلاثاء، على المصريين عبر نافذة جديدة، من خلال حوار «شعب ورئيس» مع المخرجة ساندرا نشأت.

لم يكُن الحوار تقليدياً بين إعلامي ورئيس، مما أثار تساؤلات عديدة عن سبب إجراء الرئيس لحوار قبل انتخابات 2018، المُقرر إجراؤها خلال شهر مارس الجاري، إذ أجري الحوار بشكل مختلف عن الحوارات السابقة، بجانب اختيار ساندرا وليس إعلاميا.

ونحاول في السطور التالية رصد إجابات لتلك التساؤلات خلال التقرير التالي:

صعوبة انتقاء المذيعين

«عدم الوقوع في حرج الانتقاء بين المذيعين»، سببٌ رجحه الإعلامي تامر أمين، بخصوص اختيار ساندرا لإجراء الحوار، مضيفًا عبر برنامج «الحياة اليوم»، المُذاع على قناة «الحياة»، مضيفًا «الرئيس عبدالفتاح السيسي كان يقصد البعد عن الحوار التليفزيوني التقليدي، والتحول إلى الحوار الإنساني، مشيرا إلى أن المذيع لا يستطيع الخروج من عباءته المعتادة والقواعد الإعلامية التي يعمل وفقها».

يبدو السبب الذي طرحه «أمين» منطقيًا، ولكن السيسي سبق وأن صرح خلال حواره مع فضائية «سكاي نيوز»، مايو 2014، بأن الإعلام المصري لا يستطيع أحد أن يحسبه «موجّه» ضد شخص بعينه، الإعلام في مصر يعمل باستقلالية كاملة، إذن كان من الممكن اختيار إعلامي، وفقًا لضوابط محددة.

توجهّات القنوات

«لكُل قناة خلفية معينة ووجهة تُديرها».. سببٌ آخر قد يكون وراء ظهور السيسي مع ساندرا نشأت، إذ سبق وشدّد على ذلك السبب من قبل، خلال لقائه مع المراسلين الأجانب وممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، فقال إن مصر تعاني منذ 7 سنوات من نشر الأخبار غير الدقيقة.

كما أعلن السيسي حينها، الإعداد لإطلاق قناة تليفزيونية إخبارية مصرية ذات مستوى عالمي، مشيرًا إلى أن مثل هذه القنوات تتكلف الكثير من الأموال، في ظل تنوع توجهّات القنوات المصرية.

تجربة ساندرا السابقة

السبب الثلث يتعلق بكون نشأة ساندرا كـ«مخرجة»، تخرّجت في المعهد العالي للسينما قسم الإخراج عام 1992، ولها عدة أفلام سينمائية هامة.

ولكن تحتفظ ساندرا بتجارب إعلامية، بدأت عام 2009، عندما قدمت برنامج «المخرج» عبر شاشة القناة الثانية في التلفزيون المصري، بتشجيع من وزير الإعلام السابق، أنس الفقي، كما تقول: «لولا التلفزيون المصري.. لما كنت الآن».

سجّلت ساندرا شهادتها عن تلك التجربة حينها، وفقًا لحوار نُشر في «المصري اليوم»: «في أول الأمر وجدت من يقول لي (بصي يمين.. اتحركي شمال.. نظبط الماكياج.. الشعر)، كنت طوال الوقت لا أرغب في الظهور كثيرًا، وألا تُركز الكاميرا على وجهى لفترة طويلة».

وبجانب تجارب ساندرا القليلة كـ«مذيعة»، تعد هذه التجربة الثالثة لها، إذ عرضت من قبل فيلمين لم تتجاوز مدتهم الـ10 دقائق، بدءًا من عام 2014، قبل الاستفتاء على الدستور.

وسجلت فيلما بدا «تلقائياً» خلال حديثها مع المواطنين، فتسألهم عما يعرفونه عن الديمقراطية، على نغمات موال «مصر جميلة»، لرائد المواويل الشعبية في مصر محمد طه.

في العام نفسه، أطلقت ساندرا فيلماً قصيراً بعنوان «بحلم»، يعتمد على المشاعر أيضًا، قدّمت فيه نماذج لأحلام المصريين البسيطة، وعما يتمنوه من رئيس مصر الجديد، والأحلام المستقبلية التي يُمكنه تحقيقها لهم بعد الفوز.

تقديم صورة حميمية

في بداية برنامج «رئيس وشعب»، المُذاع، الثلاثاء، سألت ساندرا الرئيس السيسي: «إيه لقبك المُفضل؟»، فأجاب: «عبدالفتاح الإنسان.. إنسان عادي بسيط بيحلم إن بلده تبقى حلوة».

وربما يكون السبب الرابع يرتبط بأن السيسي أراد تقديم صورة «حميمية»، بعيدًا عن اللقاءات الإعلامية التقليدية، إذ عرَّف نفسه قائلاً: «السيسي الإنسان».

وفي مقاطع أخرى، أُخرجت بصورة سينمائية على خلفية موسيقية شجيّة، تحدّث السيسي عن نشأته داخل حي «الجمالية» الشعبي، قائلاً: «إحنا من حي شعبي، ووالدتي كانت علاقتها طيبة بالجميع»، حياته وأسرته، حلمه بأن يُصبح «ضابط طيار»، عقب حرب 1967، وسِر الخاتم الأسود الذي يرتديه دائمًا، إذ قال: «ده هدية من حد غالي عليا، الشخص اللى أهداني الخاتم هو والدي رحمة الله عليه».

تعتمد ساندرا على «الفضفضة» كأسلوب لها، وبالتالي توصيل الصورة «الحميمية» بالشكل المناسب، ففي تجربتها السابقة خلال برنامج «المخرج» (2009)، اعترفت بذلك، قائلة في حوارها لـ«المصري اليوم»: «الناس بطبيعتها بتحب الفضفضة.. وقد كنت أشعر أننى أمام بنى آدمين، سواء كانوا مسؤولين ووزراء، تعلقت لهم المشانق طول الوقت.. شعرتُ أن من استضفتهم (جواهم كويس يحتاج للظهور ويعرفه الناس الذين لا يعرفون سوى جانب واحد فقط)».

وأضافت: «استضفت وزراء مثل يوسف بطرس غالى ورشيد محمد رشيد، تحدثا بحرية وخفة ظل ليست معروفة عنهما، والحمد لله لم يطلب أحد من الضيوف بعد انتهاء التصوير أن نحذف شيئا مما قاله، بل العكس فقد شعر بعضهم بأنهم فى حاجة إلى إضافة أشياء أخرى، وطلبوا التصوير مجددا لإضافة ما يريدون».

ملاحظات سابقة على الأداء الإعلامي

قد يكون السبب الخامس لعه علاقة بما سبق وسجّله السيسي ملاحظات عديدة على أداء الإعلام المصري، بدءًا من وجهة نظره بأن «الزعيم الراحل عبدالناصر كان محظوظ، لأنه كان بيتكلم والإعلام كان معاه»، معترضًا حينها بنبرة هادئة على أداء بعض الإعلاميين المصريين.

وأضاف: «الإعلام المصري عليه مسؤولية عظيمة، وعليه أن يكون في صف الشعب، مؤكدا أن المشروعات الصغيرة في أولويات الحكومة ولن تمس ميزانية الدولة تجاه المحافظات».

صحيح أن نبرة السيسي كانت «هادئة» في البداية، ولكنها ازدادت حدة فيما بعد، ففي يناير 2015، التقى السيسي وفدا إعلاميا خلال زيارته للإمارات، إذ أكد خلال اللقاء على أهمية دور الإعلاميين وتأثيرهم على المواطنين، قائلا: «من يسمعكم يأخذ منكم ويصدقكم، ولذلك ينبغي أن يكون دوركم هو تجميع المصريين، ولا أقول ذلك لكي يغضب أحد، ولكن للحفاظ على البلاد، وأقول هذه النصيحة ليس بصفتي حاكما ولكن بصفتي واحد منكم».

وتابع: «أحملكم المسؤولية معي أمام الله والوطن، يجب تغيير الخطاب مع المصريين وتوعيتهم بحجم التحديات التي تمر بها مصر من نقص حاد بالموارد، يجب توعية المصريين بلغة الواقع، اعتبروا السنوات الأربع المقبلة مرحلة انتقالية نسلم فيها مصر لشخص آخر ولكن تكون واقفة على رجليها».

ومع بداية أكتوبر 2016، وجه حديثه في ختام ندوة «تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأي العام الشبابي» للإعلاميين، قائلا: «أنتم تضروا مصر جامد جدا من غير ما تقصدوا وبكلمكم كمسئولين عن بلد. مش مجرد رأى عام بس»، مؤكدا أنه وجَّه العديد من الرسائل خلال العامين الماضيين عن هذه القضية.

وفي نوفمبر 2017، أكد أن مصر تعاني منذ 7 سنوات، من نشر الأخبار غير الدقيقة، مشددًا على ضرورة بذل مزيد من الجهد والتواصل بين هيئة الاستعلامات لتطوير العلاقة مع الإعلام الأجنبي، خلال لقائه مع عدد من المراسلين الأجانب وممثلي وسائل الإعلام الغربية وعدد من رؤساء التحرير والإعلاميين المصريين، على هامش جلسات منتدى شباب العالم.

ومؤخرًا، خلال افتتاح حقل «ظهر»، طالب السيسى، أجهزة الإعلام بالحذر فى تناول القضايا التى تخص الأمن القومى المصرى، قائلاً: «أنتم عشان تتكلموا عن دولة عايزين تقعدوا تتعلموا سنين طويلة قوى عشان فى الآخر أنت بتحول فكرة الدولة التى تنفذها ببساطة للمواطن البسيط، وإلا فى حالة عدم العلم الجيد ستنشر الإحباط واليأس بوصف القضايا على قد معرفتك».

وخلال حواره مع ساندرا نشأت، قال السيسي: «مينفعش في إعلامي يطلع ويقعد يتكلم 4- 5 ساعات، وأنا مش بقول لحد ميطلعش، ولكن المواضيع بتخلص، وساعات بنتطرق لموضوعات لا تليق بنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية