x

«المصري اليوم» ترصد أوضاع خريجى الجامعات «الأرزقية»

الأربعاء 21-03-2018 21:52 | كتب: ولاء نبيل |
عبدالله يقف فى محل لبيع الألبان بعد الفشل فى الحصول على الوظيفة عبدالله يقف فى محل لبيع الألبان بعد الفشل فى الحصول على الوظيفة تصوير : اخبار

«أرزقية»، يعملون فى وظائف متدنية لا تحقق للعامل أى حماية اجتماعية.. تلك أبرز ملامح الوظائف التى يشغلها 40% من الحاصلين على مؤهلات عليا وشهادات جامعية فى مصر، وفقاً لما رصدته دراسة حديثة صدرت تحت عنوان «التحليل الديناميكى لسوق العمل فى مصر». مهن وحرف ليس لها أى مساس بما تحصل عليه هؤلاء الشباب من مؤهلات، واضطروا للجوء إليها، من أجل كسب قوت يومهم، وتلبية احتياجاتهم الأساسية وإعانتهم على تحمل مسؤولية ذويهم.

«المصرى اليوم»، رصدت واقع هؤلاء الشباب من خلال جولة داخل المنشآت الخاصة، التى يعملون بها، إذ أكدوا أنهم لم يجدوا عنها بديلاً بعد محاولات عده للالتحاق بوظائف تناسب مؤهلاتهم، لكن دون جدوى.

ويرى خبراء التعليم العالى أن الأزمة نتيجة للتحول الاقتصادى الذى شاهده المجتمع مؤخراً، الأمر الذى يحتاج لإعادة النظر فى المنظومة التعليمية بشكل عام، ما يساعد على تكافؤ الفرص.

خريجون فى المقاهى والمطاعم والأسواق: «لو انتظرنا الوظيفة هنموت من الجوع»
عبدالله يقف فى محل لبيع الألبان بعد الفشل فى الحصول على الوظيفة

محل شهير لمنتجات ومشتقات الألبان يقع فى أحد الميادين، قضى فيه «عبدالله» 13 عاما، كعامل مبيعات بعد تخرجه وحصوله على بكالوريوس التجارة. وقال: «لما كنت طالب كنت بشوف أصحاب أخويا اللى أكبر منى بـ4 سنوات، بيشتغلوا فى حرف ومهن ملهاش علاقة بدراستهم، كان منهم المدرس والمهندس والمحاسب، وخريج الآثار، ومحدش منهم لاقى وظيفة فى تخصصه، لدرجة أن ناس منهم اشتغلوا فواعلية».

وأكد أنه حسم مصيره وهو لايزال طالباً: «كنت شايف المستقبل من قبلها.. وقلت أختصر الطريق»، إذ بدأ البحث وهو لايزال طالباً فى الثانوية العامة، ليكتسب عدة مهارات تؤهله بعد تخرجه لاختيار الحرفة أو المهنة التى سوف يكمل بها حياته العملية.

بدأ «عبدالله» العمل فى محل لبيع إكسسوارات المحمول، ومندوبا للمبيعات، وكان يستغل فى تلك المهنة، خبرته الدراسية فى التسويق، قبل أن يستقر به الحال فى محل الألبان، والذى أعانه العمل فيه على الارتباط، ليصبح فيما بعد أباً لطفلين، وينتظر قدوم الثالث.المزيد

خبراء: زيادة نسبة العاملين فى غير مؤهلهم تتطلب التوسع فى كليات تنمية المهارات
عبدالرؤوف الضبع

من مواقعهم كأساتذة يدرسون فى الجامعات ويؤهلون الأجيال لسوق العمل، ويعرفون فى ذات الوقت عن كثب ملامحها، وما تعانيه من مشكلات، أكد عدد من خبراء التعليم العالى أن وضع سوق العمل فى مصر وارتفاع نسبة الحاصلين على مؤهلات عليا ممن يعملون فى غير تخصصاتهم أمر نابع من تراجع نسب التوظيف الحكومى، وعدم اكتساب الطالب الجامعى الخبرة العملية التى تحتاجها السوق، فضلاً عن عدم التوازن بين الفرص المتاحة بسوق العمل وأعداد الخريجين.

وقال الدكتور عبدالرؤوف الضبع، أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج: «يمكننا وصف سوق العمل فى الوقت الحالى بالميتة، حيث يقدم عليها من هم غير مؤهلين لها، فالجميع يحصل على شهادات، لكن دخول سوق العمل له مقاييس ومعايير أخرى بجانب الشهادة».

وأضاف: «المؤشر الأكبر على خلل منظومة سوق العمل، معاناة كافة التخصصات من مشكلة البطالة، ما يضطر نماذج كالمهندسين والصيادلة، وهم خريجو كليات قمة للعمل فى مجالات مثل مندوبى المبيعات، وأى عمل سيقوم به الشباب فى تلك الحالة سيكون أفضل له من أن يعيش عاطلا».المزيد

خبير اقتصادى: فرص العمل بالسوق المصرية منخفضة للغاية
راجي أسعد

مجموعة من البيانات الإحصائية عن معدلات التشغيل ونسب التوظيف، اعتمد عليها الدكتور راجى أسعد، أستاذ السياسات العامة بجامعة مينيسوتا الأمريكية، الأستاذ الزائر بقسم الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عند إعداده دراسة تحت عنوان «التحليل الديناميكى لسوق العمل فى مصر»، بالتعاون مع «المركز المصرى للدراسات الاقتصادية»، قبل الخروج بتلك النتائج التى تشير- حسبما يذكر- إلى أن فرص العمل التى تخلقها السوق المصرية منخفضة جداً، وأن نمط التنمية يخلق فرصاً للعمل متدنية الجودة، فى منشآت صغيرة، وليس لديها طابع رسمى. ووفقا للدراسة، تكون طبيعة العمل هنا غير منظم، وبدون عقد، أو تأمينات، ويطلق على العاملين فيها «أرزقية»، والتى تعد أدنى أنواع الوظائف، ولا تحقق للعامل حماية اجتماعية، دون ثبات أو استقرار، وبالتالى تكون مرتبطة بالفقر، وتلقى به فى دائرته.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية