ولدت الفنانة المطربة التونسية عليا أو (علية) التونسية، وهو اسم شهرتها واسمها الأصلي «بيّة بنت بشيربن الهادي رحّال»، والتي اشتهرت بأغنيتيها: «ماتقولش إيه أدتنا مصر وقول ح ندي إيه لمصر» و«بس أما تيجي وأنا أحكيلك ع اللي جرى»- في 4 نوفمبر 1936 وامتدت مسيرتها الغنائية من 1950إلى 1990.
بدأت مسيرتها في الـ16 من عمرها وبدأت الغناء في الحفلات المدرسية، وكان أول من اكتشف موهبتها المبكرة هو الموسيقار التونسي وعازف الكمان «رضا القلعي» الذي لحن لها «ظلموني حبايبي» التي سجلت بإذاعة تونس، وبعد النجاح الكبير الذي حققته هذه الأغنية لحن لها رضا أغنية ثانية بعنوان «يا قلبي إيش بكاك» إلى أن غنت أمام الجمهور بحضور رئيس اللجنة العليا للموسيقى العربية بالقاهرة أحمد شفيق أبوعوف، والمطرب محمد عبدالمطلب.
عرض عليها المجيء للقاهرة لكنها لم تأت وكان قد لمع اسمها منذ أواخر الخمسينيات وأصبحت في بدايات الستينيات ألمع مطربة في المغرب العربي وفي 1957بعد استقلال تونس تأسست الإذاعة الوطنية التونسية وتقدمت عليا لها ونجحت وتم اعتمادها مطربة وعندما زارت أم كلثوم تونس وأحيت حفلاتها الشهيرة هناك والتي أقيمت في قبّة المنتزه، وقبل أن تشدو أم كلثوم في هذه الحفلات في 1968 التقت علية بأم كلثوم و قرينة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة وغنت علية في حضرة أم كلثوم (يا حبيبي كل شيء بقضاء) فأثنت عليها كوكب الشرق ونصحتها بالقدوم للقاهرة فجاءت وشاركت في مهرجان الغناء العربي وفرقة الموسيقى العربية بقيادة عبدالحليم نويرة ونالت تقدير كل من استمع إليها.
وعادت أم كلثوم لتشيد مرة أخرى بصاحبة هذا الصوت المقبل من تونس وعاشت علية في مصر وحققت مع ألحان حلمي بكر نجاحا كبيرًا، وهي تقدم الأغنية الوطنية (يا حبايب مصر) كلمات مصطفى الضمراني التي سجلتها قبل حرب رمضان (أكتوبر 1973) وحققت أصداء أوسع بعد انتصار أكتوبر، كما غنت العديد من الأغاني التي وضع لحنها حلمي بكر الذي ارتبط بها خلال تلك الفترة من أعوام السبعينيات فكانت من أنجح مجالات تعاونهما الثنائي وبقيت في مصر نحو 15 سنة عادت بعدها لتونس في 1988 وفيها توفيت «زي النهارده» 19 مارس 1990.