يناقش مجلس الأمن الدولى، اليوم، قضية التسوية السياسية فى سوريا، والتى سيعرض خلالها المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا، ستافان دى ميستورا، تقريره حول هذا الموضوع، فيما خرج الآلاف من الغوطة الشرقية المحاصرة مع تقدم قوات النظام السورى. وكان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الجلسة حول سوريا، الخميس، لكنها تأجلت إلى اليوم، وسيعقد المجلس جلسة أخرى لمناقشة الوضع الإنسانى فى سوريا يوم 27 مارس.
ميدانيا، خرج الآلاف من المدنيين، الخميس، من حمورية ومحيطها فى الغوطة الشرقية المحاصرة مع تقدم قوات النظام السورى إلى البلدة وفتحها معبراً لخروج السكان.
وحمل المدنيون، وغالبيتهم من النساء والأطفال، أغراضهم وحقائبهم، وخرج معظمهم سيراً على الأقدام، وآخرون على متن دراجات نارية وسيارات، فى «نزوح جماعى» يعد الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على المنطقة المحاصرة منذ سنوات، وفق المرصد السورى لحقوق الإنسان. ودخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية، فى ظل مواصلة الجيش السورى هجومه لاستعادة السيطرة على آخر معقل لمقاتلى المعارضة قرب دمشق. وتوجهت القافلة إلى دوما، أكبر مدينة فى المنطقة خاضعة لسيطرة فصيل «جيش الإسلام» المعارض. وتضم القافلة 25 شاحنة مخصصة لـ26100 شخص.
ويأتى ذلك فى اليوم الثالث لعملية إخراج مدنيين من الجيب الخاضع لسيطرة «جيش الإسلام» إلى مراكز إيواء فى مناطق سيطرة قوات النظام، برعاية وإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر. ودخلت قوات النظام السورى ليل الأربعاء إلى حمورية، أبرز البلدات الواقعة تحت سيطرة فصيل «فيلق الرحمن» فى جنوب الغوطة الشرقية، فى هجوم تزامن مع قصف كثيف، وتمكّنت من السيطرة على أجزاء منها.
وتشنّ قوات النظام منذ 18 فبراير حملة جوية عنيفة، ترافقت لاحقاً مع هجوم برى تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 60% من مساحة المنطقة المحاصرة ومن تقسيمها إلى ثلاثة جيوب. وتسبّب الهجوم حتى الآن بمقتل أكثر من 1220 مدنياً بينهم 248 طفلا، وفق المرصد.
فى الشمال، صعدت القوات التركية قصفها على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، ما أوقع 10 قتلى مدنيين على الأقل، لتتفاقم بذلك الأوضاع الإنسانية المأساوية التى يعيشها السكان.
واستهدفت القوات التركية أحياء فى مدينة عفرين بالغارات والقذائف.
ويعمل المستشفى الرئيسى فى المدينة بإمكانات محدودة جراء انقطاع خدمات المياه والكهرباء منذ أكثر من أسبوع وعدم توفر مادة الديزل لتشغيل المولدات الكهربائية فى ظل نقص فى الأدوية والكادر الطبى.
وأغلقت العديد من المحال التجارية أبوابها مع نقص المواد الغذائية لا سيما الحليب والطعام المخصص للأطفال، فى وقت انتظر العشرات من المدنيين أمام فرن رئيسى للحصول على الخبز الذى تم توزيعه مجاناً بإيعاز من الإدارة الذاتية الكردية. وجاء التصعيد على عفرين بعد ساعات من نقل مصدر فى الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان يأمل «بإنجاز التطويق الكامل» لمدينة عفرين «بحلول مساء» الأربعاء.
وتطوق القوات التركية وفصائل سورية موالية، منذ الإثنين، مدينة عفرين مع 90 قرية تقع غربها، إثر هجوم بدأته فى 20 يناير تقول إنه يستهدف الوحدات الكردية الذين تصنفهم أنقرة بـ«الإرهابيين».
وأعلنت الرئاسة التركية أنها لن تسلم مدينة عفرين للحكومة السورية بعد السيطرة عليها بالكامل مشيرة إلى سعى استخباراتها لإخراج مسلحى النصرة من الغوطة الشرقية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، فى مؤتمر صحفى اليوم: «أنقرة لا تنوى تسليم مدينة عفرين للحكومة السورية بعد الانتهاء من حملتها العسكرية فى المنطقة والسيطرة عليها»، مرجحا أن تقوم قواتها بتطهير مدينة عفرين من المسلحين الأكراد فى القريب العاجل. وأضاف: «قوات غصن الزيتون استطاعت حتى اليوم بسط الأمن على 70% من مساحة عفرين».
وفيما يخص منبج، قال إن تركيا والولايات المتحدة ستشكلان «منطقة آمنة» حول منبج إذا وفت واشنطن بوعودها، وأن «خارطة الطريق المتفق عليها مع واشنطن بشأن منبج تنص على إقامة منطقة آمنة هناك». وشدد على أن استقالة وزير الخارجية الأمريكى لن تغير من الاتفاق بين واشنطن وأنقرة حول منبج حتى لو أدى ذلك إلى تأخير مدته أسبوعان.
وأوضح قالن أن «الاستخبارات التركية تعمل على إخراج مسلحى جبهة النصرة من الغوطة الشرقية».