x

الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى لـ«المصرى اليوم»: أصدرنا أول موسوعة للنباتات الطبية والعطرية لأنها أهم ثرواتنا

الخميس 15-03-2018 01:23 | كتب: وفاء بكري |
ملف مشروعات النباتات الطبية والعطرية ملف مشروعات النباتات الطبية والعطرية تصوير : محمد كمال , أسامة السيد

دائما ما تقع مسؤولية أى زراعة أو صناعة على عاتق البحث العلمى، ولهذا كان دور أكاديمية البحث العلمى فى دعم المشروعات الحقيقية فى مصر، ما أكده الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى فى حواره لـ «لمصرى اليوم» حول الاستفادة من النباتات الطبية والعطرية، من خلال الموسوعة العلمية التى أعدت الأكاديمية مرحلتها الأولى، وفى طور إعداد المرحلة الثانية.. وإلى نص الحوار:

■ الأكاديمية من أهم الجهات التى تعمل الآن على أهمية النباتات الطبية والعطرية من خلال أول موسوعة علمية.. فماذا عن هذه الخطوة؟

- النباتات الطبية والعطرية فى مصر من الثروات الطبيعية التى تملكها الدولة مثل البترول والذهب والحديد، فالثروات ليست تعدينية فقط بل وراثية أيضا، كالنبات البرية، وهذه النباتات كان الاهتمام بها قليل خلال الفترة السابقة، ونحن كأكاديمية بحث علمى، نعمل على الحفاظ على الثروة التى هى حق الأجيال القادمة، ولهذا قمنا بعمل أول موسوعة علمية للنباتات الطبية كمرحلة أولى، أما المرحلة الثانية فستكون عن النبات البرية.

■ ماذا ستتضمنه الموسوعة؟

- بدأنا بـ550 نباتا، ونحن لدينا أكثر من 2000 نبات، ما بين مزروع وبرى، والموسوعة تصف النبات وتحدد مكانه بالـGPS، وكتابة اسمه باللغة العربية والإنجليزية، مع صورته ومكان ظهوره، والمواد الكيميائية الموجودة فيه، والتى تستخدم فى علاج أمراض معينة، وكيفية استخدامه فى الطب الشعبى فى كل محافظة على حدة، وذلك كنوع من التوثيق، ووضعنا بصمة وراثية للنبات غير موجودة فى العالم أجمع، تسمى دى إن إيه باركودينج BARCODING DNA، وتعد أعظم خطوة للحفاظ على الأصول الوراثية لهذه النباتات، وتوثيقها، وبالتالى لا يستطيع أحد استخدامها أو ادعاء ملكيتها أو تهريبها، واستخدمنا أحدث التقنيات فى العالم لهذا الأمر، وسنفعل ذلك لكل الثروات الطبيعية فى مصر.

■ كيف نحافظ على النباتات من السرقة؟

- يوجد فى العالم أجمع ما يسمى بنوك الجينات، وهذا نظام دولى، كل بنك يحتفظ بعينات مرجعية للنباتات، يعنى مثلا عندما نعمل برامج تربية فى القمح أو الذرة أو الأرز، فنأتى بأصناف من الأرز من الفلبين ونطورها، وهنا يجب أن نفرق بين البحث العلمى الشرعى، طبقا للمعايير والمواثيق الدولية، ومن يحصل على الأشياء بصورة غير شرعية، فهناك اتفاقيات تنظم عملها، ويتم التبادل لأغراض البحث العلمى، لو هذا ترتب عليه تجارة واستثمار يكون شأنا آخر.

■ لماذا لا يتم استغلالها اقتصاديا خاصة أن الأكاديمية تمضى قدما فى مشروع منتجات شلا- تى؟

- بالنسبة لنا فى الأكاديمية نتبنى هذا المشروع، الذى سيكون تحت مسمى تنمية أقاليم مصر الحدودية، وهو فى طور الاعتماد من وزارة الصحة، لاستغلال هذه النباتات بطريقة مبتكرة، واقتصادية، حيث تم حصر للنباتات الطبية والبرية هناك، وعمل دراسات الجدوى، فضلا عن دعم تطوير بعض المجففات الشمسية للنباتات الطبية، ليكون اقتصاد قائم على العلم، بعيدا عن تجفيف هذه النباتات فى الهواء المفتوح، بحيث يتم تجفيف وتعبئة وتغليف هذه النباتات، واستغلالها اقتصاديا، علاوة على قيام الأكاديمية بعمل مشروع مع الدكتورة فايزة حمودة، من المركز القومى للبحوث، لإنتاج السيملارين أو شوك الجمل وهو نبات طبى، مادته الفعالة يتم تصنيعها كمكملات غذائية تحافظ على الكبد وتساعد على تجديد خلاياه، وهو فى انتظار الاعتماد من وزارة الصحة أيضا.

■ فى رأيك كيف تستفيد الدولة من مشروع الـ4 ملايين فدان لهذه النباتات؟

- هناك مشروع كبير بين اتحاد المستثمرين المصريين والجانب الصينى، بهدف تحويل النباتات الطبية إلى منتجات، من خلال زراعة عدد كبير من الأفدنة، ولكن لم يتم الإعلان عنها بصفة رسمية، ومشروع آخر فى طور الدراسة فى أسوان بهدف تحويل هذه النباتات إلى منتجات صيدلانية.

■ لماذا نصدر المواد الخام فقط دون تصنيع؟

- نحن نصدر عجائن وزيوت الياسمين والريحان والعتر، وهى عملية مربحة جدا، ولا يوجد لدينا ما يمنع التصنيع، ولكن بعض المستثمرين يجدون أن تصدير المواد الخام أسرع وأسهل، وبالنسبة للأكاديمية، فنحن ندعم مشروعا مبتكرا لاستخلاص الزيوت العطرية، من خلال تطوير جهاز أوتوماتيك لهذا الأمر، وهذا من شأنه تسهيل الصناعة بشكل كبير، وتم عرضه فى معرض القاهرة الدولى الرابع للابتكار.

■ هل هذا يعنى أننا يمكن أن نجد قريبا «براند مصرى» من هذه النباتات؟

- بالتأكيد، بالنسبة لنا البحث العلمى يؤدى دوره على أكمل وجه، بخصوص هذه النباتات وفائدتها، والأبحاث التى أجريت عليها، وبعد هذا يأتى دور المستثمرين الذين يجب عليهم دعم الصناعات القائمة على هذه النباتات، فهذا ليس دورنا.

■ ما أشهر النباتات التى يمكن استغلالها فى الأدوية؟

- عندنا الكثير يصلح كمكملات غذائية ويسمونه «الشاياتا، أو الشاى الطبى» وأخرى للكلى، كحلف البر، ويظهر فى أسوان وشلاتين وجنوب شرق مصر، والمفروض يستخدم أفضل مما عليه الآن، وهناك دواء مصرى من نباتات طبية للمغص الكلوى، وقام عليه أساتذة من المركز القومى للبحوث.

■ لماذا لا نعلن عن هذه الأدوية خاصة أنها تعطى أمل للناس والعلم والاستثمار؟

- الاستثمار فى الدواء مكلف، ويحتاج إلى إجراءات كثيرة، ولكن مصر لديها قدرات عظيمة فى هذا المجال، وتخطو خطوات كبيرة بالفعل، ولدينا مشروعان لتصنيع منتجات من النباتات الطبية فى بنى سويف وأسوان، وهذا يؤكد أن الدولة شعرت بقيمة هذه الثروة ويجب الحفاظ عليها.

■ وفقا للبحث العلمى كيف يتم التوسع أفقيا للنباتات الطبية والعطرية بما يمكن الاستفادة منها اقتصاديا؟

- الاستثمار فى هذه النباتات مربح جدا، بل أكثر ربحا من النباتات الأخرى، لكنها تحتاج إلى بعض التجهيزات والإمكانات، وبالفعل هذا الأمر سيظهر ملامحه فى الدولة خلال المرحلة المقبلة فى مشروع الـ 4 ملايين فدان.

■ كيف نستفيد إذن من البحث العلمى فى زيادة الإنتاجية؟

- نقوم حاليا بزيادة الإنتاجية من خلال تطبيق نتائج البحوث، وهذا تم فى الحملة القومية للنهوض بإنتاجية القمح، ونحن لا نقوم بأبحاث جديدة وإنما نأتى بنتائج هذه الأبحاث فى المجال الزراعى، ونأخذ حزمة التوصيات ونطبقها على المزارعين، مع استنبات أصناف جديدة مبكرة النضج أو احتياجاتها من المياه قليلة، عندنا الآن نوع من الأرز الهجين طوره مركز بحوث الأرز فى سخا، بالتعاون مع البحث العلمى، فاحتياجاته للمياه أقل.

■ معنى هذا أن دور البحث العلمى فى الزراعة اختلف عن المرحلة السابقة؟

- البحث العلمى حاليا فى حالة جيدة جدا مقارنة بالفترات السابقة، ومردوده سيشعر به المواطن، خلال المرحلة المقبلة بشكل أكبر، فمخرجات البحث العلمى بدأ تطبيقه مع الأرز الهجين، والقمح، مع خلال تطوير طرق الزراعة والرى واستخدام الطاقة الشمسية وتحلية المياه، مع تطوير المعدات الزراعية بتصنيع محلى مثل المقطورة الزراعية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية