كان الرئيس اليمنى السابق عبدالرحمن الإريانى- المولود في ٩ يونيو ١٩١٠- أول رئيس عربى يقدم استقالته طوعاً لمجلس شورى منتخب ولم يعلنوا استقالته ليبدو الأمر وكأنه أطيح به في ١٣ يونيو ١٩٧٤، ويعود للإريانى الفضل في المصالحة الوطنية بين الجمهوريين والملكيين والتى أنقذت اليمن من حرب أهلية كما أنه أعاد للملكيين الكثيرمن ممتلكاتهم التي صادرتها الثورة وفى عهده تمت صياغة أول دستور يمنى حديث وانتخاب أول مجلس شورى ووضع أسس الوحدة اليمنية.
ويقول الشيخ سنان أبولحوم عن استقالة الإريانى الطوعية: اتصل القاضى عبدالرحمن الإريانى بـإبراهيم الحمدى، فوصل إلى القصر الجمهورى وقال للإريانى: «لا يمكن القبول بالاستقالة ونحن جنودك وتحت أوامرك، ولا نريد أن نفرض عليك شيئا فرد الإريانى على الحمدى قائلا: لا أرضى أن يسفك دم من أجلى، والإريانى أديب وشاعر أيضا كما تولى القضاء وأسهم مع الأحرار المعارضين لحكم الإمام يحيى حميد الدين وندد بأعمال ومظالم الإمام وأولاده فاعتقل لثلاثة أعوام ثم أطلق سراحه حتى قتل الإمام يحيى في ١٩٤٨وخلفه الإمام عبدالله الوزير فلما سقطت صنعاء في أيدى الموالين للإمام بن يحيى اعتقل مجددا وحين أفرج عنه عاود اتصاله بالأحرار حتى قامت الثورة في ١٩٦٢ وأنهت النظام الملكى وعين وزيراً للعدل ثم عضواً في مجلس قيادة الثورة ثم عضواً في مجلس الرئاسة ثم تولى رئاسة المجلس الجمهورى في نوفمبر ١٩٦٧ ثم كانت استقالته إلى أن توفى «زي النهارده» في ١٤ مارس ١٩٩٨.