أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن المؤسسات المعنية في مصر تعي الأسباب التي أدت إلى ظهور عصابات التطرف والإرهاب، وتضع تلك الأسباب نُصب أعينها .
وقال وكيل الأزهر، خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر «حوار حول مكافحة التطرف والعنف في الشرق الأوسط» في طوكيو، الثلاثاء، إن مصر تبذل جهودا مضنية وغير مسبوقة على المحاور الفكرية والأمنية والتنموية والاجتماعية، من أجل التصدي لتلك الظاهرة اللعينة واستئصال هذا الشر المستطير الذي ابتُلي به العالم في الآونة الأخيرة .
وأضاف: «مصر تخوض حربا شرسة ومواجهة حقيقية ضد قوي التطرف والإرهاب على المستوى الأمني، فلعلكم تتابعون الجهود الأمنية والعسكرية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة المصرية الباسلة، ومن أبرزها (العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨م) التي تدك معاقل الإرهابيين في سيناء، التي هي جزء من قارة آسيا التي تقع فيها اليابان التي نجتمع على أراضيها اليوم، وهذه العمليات العسكرية تشنها القوات المصرية نيابة عن القارة، بل العالم أجمع، في مواجهة هي الأقوى في تاريخ التصدي للإرهاب والتطرف بغية استئصاله واقتلاعه من جذوره».
وأوضح شومان أنه على المسار الفكري يعمل الأزهر الشريف حثيثا على تفنيد شبهات الجماعات المتطرفة، وتفتيت فكرها، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي دلستها وحرَّفتها عن معانيها الصحيحة، وذلك من خلال هيئاته التقليدية وآلياته المستحدثة، ومنها مرصد الأزهر باللغات الأجنبية الذي يرصد فكر الجماعات المتطرفة ويكشف زيفه ويرد عليه باللغات المختلفة .
وتابع: «يقوم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالإجابة عن أسئلة الشباب ويزيل الشبه التي تلتبس عليهم باستخدام وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، ومنها أيضا مركز الأزهر للترجمة الذي يتولى ترجمة المؤلفات التي تكشف الفكر المتطرف وتقدم حلولًا لاستئصال شأفته، ويعمل كذلك على ترجمة المؤلفات التي تبين حقيقة الإسلام وموقفه من التطرف باللغات الأجنبية الحية في العالم».
وأشار شومان إلى أنه في مجال التعليم قام الأزهر بتطوير المناهج التعليمية لتواكب العصر ومستجداته، واستحدث مقررات جديدة تحث على المواطنة والعيش المشترك وقبول الآخر، وتفند شبهات المتطرفين وتصحح المفاهيم التي دلسوها على الناس، بالإضافة إلى الجهود الدعوية والتوعوية داخل مصر وخارجها من خلال (قوافل السلام) التي تجوب العالم شرقًا وغربًا.