قال وزير الدولة السعودى للشؤون الأفريقية، أحمد قطان، سفير المملكة السابق فى القاهرة، إن العلاقات «السعودية- المصرية» نجحت فى الصمود أمام كثير من التحديات الدولية والإقليمية وباتت نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين سائر الدول العربية.
وأوضح قطان أن الفترة التى قاد فيها العمل الدبلوماسى السعودى فى مصر شهدت تنسيقاً عالى المستوى فى مختلف القضايا التى تهم مصالح الشعبين الشقيقين، بالتوازى مع التنسيق المستمر فى الملفات الإقليمية الشائكة التى تموج بها المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وأضاف الوزير السعودى أن أهم الملفات الإقليمية التى استحوذت على الاهتمام المشترك بين الجانبين مكافحة الإرهاب، والذى حظى باهتمام بالغ لأسباب باتت مفهومة للجميع، خصوصاً فى ظل قيام بعض الأطراف الإقليمية بمد يد العون للجماعات الإرهابية مثل «داعش والقاعدة» وغيرهما من التنظيمات المتطرفة، وهو ما يتطلب يقظة وتنسيقاً أمنياً عالى المستوى بين الرياض والقاهرة.
وتابع قطان: «ملف الأزمة القطرية لم يَعُد يشغل تفكير (الرباعية العربية) لأن الكرة فى ملعب الدوحة، التى تدرك جيداً ما يجب عليها أن تفعله إذا أرادت ترميم علاقتها بجيرانها» مشيراً إلى تصريحات ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، والتى قال فيها إن ملف قطر لم يَعُد يتصدر أجندة اهتمامات المملكة كما يعتقد البعض ولكن العكس هو الصحيح.
وأعرب قطان عن سعادته بما وصلت إليه العلاقات بين القاهرة والرياض على الصعيد التجارى، لافتاً إلى أن المملكة باتت فى صدارة الدول المستثمرة فى مصر، كما أن السوق السعودية لاتزال تفتح أبوابها لأبناء الشعب المصرى لشغل الوظائف وتستقبل السلع والمنتجات الزراعية والغذائية المصرية المتميزة.
ونبه الوزير السعودى إلى أن زيارة ولى العهد إلى مصر، مؤخراً، حققت نقلة نوعية واستراتيجية فى شكل العلاقة بين البلدين، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التنسيق والتعاون فى كافة المجالات، خاصة بعد الاهتمام الكبير الذى حازت عليه الزيارة، التى أولاها الرئيس عبدالفتاح السيسى رعايته.
وأكد قطان أن السعودية ومصر هما جناحا الأمة العربية والإسلامية، موضحاً أن المملكة حريصة على مصالح المصريين المقيمين على أراضيها، وستعمل على تسهيل إجراءات سير عملية الاقتراع بانتخابات الرئاسة المصرية، خلال الأيام المقبلة، خصوصاً أن مصر لها أكبر جالية فى المملكة وتُقَدَّر بحوالى 3 ملايين مصرى، ومن المتوقع أن يشاركوا بكثافة فى التصويت.
وأشار قطان إلى أنه راض تماماً عن الفترة التى أمضيتها كسفير لخادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوباً دائماً للمملكة بالجامعة العربية، حيث لم يبخل بأى جهد ممكن فى سبيل توطيد العلاقات «السعودية- المصرية»، والتى اختتمها بالتجهيز لإتمام زيارة ولى العهد للقاهرة بنجاح منقطع النظير.