استضافت القاهرة المؤتمر الصحفى للإعلان عن توصيات منتدى «صوت مصر» للإعلان عن توصيات قمة «صوت مصر»، Narrative PR Summit 2017، والتي عقدت بالقاهرة في 17 أكتوبر 2017، للتأكيد على أهمية خلق صورة إيجابية وهوية قوية لمصر أمام العالم.
وفور انتهاء القمة تم تشكيل لجنة، ضمت عدد من الخبراء والمتخصصين، تتألف من هاني محمود الخبير الاداري ووزير التنمية المحلية الأسبق ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاسبق ورئيس مجلس إدارة فودافون مصر، إبراهيم المناسترلي، خبير الصناعة ورئيس مصلحة الرقابة الصناعية، إيهاب مصطفى، خبير التكنولوجيا ونائب رئيس هيئة إيتيدا الأسبق ومدير عام الإدارة بشركة Dell Emc، شريف عبدالقادر، خبير العلامات التجارية والتسويق، ماجستير التسويق الدولي والهوية الوطنية، جامعة ستراثكلايد، المملكة المتحدة، ولمياء كامل، المدير التنفيذي، لشركة CC Plus للعلاقات العامة والاستشارات الإعلامية، وذلك لتجميع التوصيات التي قام بطرحها متحدثي القمة وطرحها على صناع القرار.
وقال فتحي أبوحطب، المدير العام لمؤسسة «المصري اليوم»، إن «الإنجاز الحقيقي هو التعامل مع تسويق صورة مصر بجدية داخليا وخارجيا، وبشكل علمي ونشر هذه الثقافة في المجتمع وبين مؤسسات الدولة».
وأضاف: «يجب أن نتوقف عن الترويج لصورة مصر بشكل ارتجالي، فمصر لديها ما تحكيه وما تقدمه للعالم ونحن بحاجة إلى تكاتف جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص للعمل وفقًا للمعايير الدولية».
ووجه «أبوحطب» الشكر لمنظمي قمة صوت مصر والتي ستساهم في خلق صورة إيجابية لمصر أمام العالم.
وقالت لمياء كامل المدير التنفيذي لشركة CC Plus: إن اللجنة المشكلة لإصدار توصيات قمة «صوت مصر»، وضعت توصياتها أمام الحكومة المصرية، للقيام بدورها في تبني استراتيجية شاملة لبناء الهوية الوطنية لمصر وخلق صورة إيجابية للدولة لها.
وأضافت «كامل»، أن لجنة التوصيات، طالبت باستحداث جهاز لتنسيق وتشجيع الجهود بين الهيئات والمؤسسات الحكومية والقطاع العام لتنفيذ خطة فعالة تعزز من قيمة اسم مصر في جميع أنحاء العالم وتصدير صورة ذهنية مشرقة لمصر، وتحسن من هويتها كدولة، كما طالبت بعمل برنامج وطني برعاية رئيس الجمهورية لتغيير السلوكيات السلبية المتعلقة بالهوية الوطنية.
وأشارت إلى أن القمة الأولى في 2016 شهدت نجاحا باهرا، وهو ما استتبعه تنظيم قمة أخرى في 2017، شهدت حضور العديد من الخبراء والمتحدثين المحليين والدوليين، وفي مقدمتهم، جيسون ماكينزي المدير التنفيذي لمعهد شارتر الأمريكي للعلاقات العامة، إريك تريجر، مسؤول ملف مصر بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، جون سونيل، الرئيس التنفيذي لشركة أصداء بيرسون ـ مارستيللر، جيفسون ماكينزي، السكرتير الشخصي للأميرة الراحلة ديانا، وأليكس معلوف، رئيس الرابطة الدولية للاتصالات التجارية، وناقشت القمة العديد من الموضوعات على كافة المحاور السياسية والاقتصادية وريادة الأعمال، والسياحة، والرياضة، والأخلاقيات، المبادئ، الفن، القوة الناعمة، تنمية المهارات، والإعلام والعلاقات العامة.
وأكدت «كامل» أن قمة «صوت مصر» التي شارك بها عدد كبير من الشخصيات العامة والدولية والمسؤولين الحكوميين ورجال المال والأعمال، وسط تغطية إعلامية كبيرة، ومشاركة فاعلة من رؤساء التحرير وكبار الكتاب والإعلاميين، لم تكن مجرد ساحة لإلقاء الكلمات والتعارف والتهاني وتقديم الشكر بين الحاضرين وإنما كانت هناك خطة واضحة ومحددة تم وضعها قبل القمة، لتحديد الهدف منها، والخروج بتوصيات لوضعها أمام صناع القرار.
وأن اللجنة المشكلة جمعت العديد من التوصيات التي قام بإرسالها المتحدثين اللذين بلغ عددهم 39 متحدثاً، يمكنها أن تخلق صورة إيجابية وتحسن قيمة الهوية الوطنية المصرية وتضعها في مركز متقدم، مع ضرورة متابعة تنفيذها من قبل الجهات المختصة، ولذلك تم إرسال نسخ منها إلى عدد من كبار المسئولين، والجهات الحكومية، في مقدمتها مؤسسة الرئاسة المصرية، ومجلس الوزراء ومجلس النواب.
وأكد شريف عبدالقاد، خبير العلامات التجارية والتسويق، ماجستير التسويق الدولي والهوية الوطنية، جامعة ستراثكلايد، المملكة المتحدة على أنه وفقا لقيمة «الهوية الوطنية»، من المتوقع أن تصبح مصر واحدة من أفضل 20 دولة حول العالم في عام 2025. كما أن وضع المرأة في مصر، يلعب دورا هاما في تحسين صورتها الذهنية، ولا يقل عن ذلك أيضا الفن المعاصر في مصر، فالمجتمع الفني لأي بلد يمثل ثقافة هذا البلد في التعبير والابتكار الثقافي.
بينما أكد هاني محمود الخبير الاداري ووزير التنمية المحلية الاسبق ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاسبق ورئيس مجلس إدارة فودافون مصر، على أن مصر بموقعها وأثارها وتاريخها العظيم هي منتج رائع وقابل للتسويق.
وأضاف أن مصر تمتلك قصة عظيمة يشتاق العالم للاستماع إليها، كما يمكن سرد كل هذه القصص وأكثر بشكل فعال من خلال استراتيجية قوية وشاملة للهوية الوطنية والاتصالات، مؤكداً أنه حتى يحدث ذلك، لابد من إنشاء جهاز لتنسيق وتشجيع الجهود بين الهيئات والمؤسسات الحكومية والقطاع العام لتنفيذ خطة فعالة تعزز من قيمة اسم مصر في جميع أنحاء العالم وتصدر صورة ذهنية مشرقة لمصر.
كما أنه لا بد من وضع رؤية للهوية الوطنية لمصر والترويج لها، والنظر إلى مصر باعتبارها أفضل وجهة للأعمال والاستثمار والسياحة، إضافة إلى إعادة الترويج للبرنامج المصري تحت رعاية السيد رئيس الوزراء «مصر، أرض الفرص»، وإنشاء برنامج وطني برعاية رئيس الجمهورية لتغيير السلوكيات السلبية المتعلقة بالهوية الوطنية على أن يستمر البرنامج لمدة خمس سنوات بهدف تغيير أكثر من 10 إلى 15 سلوكا ثقافيا سلبيا في مصر.
وأكد اعضاء لجنة التوصيات أن للسياحة والثقافة دور في خلق هوية الدول، ومن الضروري استخدام التكنولوجيا لجذب السائحين، وعقد شراكات بين هيئة تنشيط السياحة وشركات تنظيم الحفلات والمؤتمرات العالمية، الأمر الأهم هو تطوير أسلوب التعامل مع السائح، وضرورة خلق محتوى فني وثقافي يعبر عن الدولة المصرية وتاريخها الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، فالثقافة ما هي إلا تعبير عن تاريخ وهوية الوطن، فهي التي ترسم صورة عن الواقع والماضي، وعن العادات والتقاليد والقيم، والخبرات التي اكتسبها أبناء الوطن، وعلينا أن نعمل على ترسيخ ثقافتنا وفنوننا التي تميزنا بها، سواء على مستوى الأفراد، أو المنظمات أو الدولة، من خلال المحافظة على موروثاتنا الثقافية والتوعية بها ونقلها من جيل لآخر، وهذا من خلال المؤسسات الدينية (الأزهر، الكنيسة)، والمدارس (المناهج المدرسية، الندوات التثقيفية) والمراكز الثقافية، ووسائل الإعلام (المرئية، المسموعة، المقروءة)، الأعمال الفنية (أفلام، مسلسلات، مسرحيات، معارض) وهو ما يمكن تلخيصه بتبني استراتيجية شاملة لبناء الهوية الوطنية لمصر.
بينما أكد إبراهيم المناسترلي- خبير الصناعة ورئيس مصلحة الرقابة الصناعية، على أن للصناعة دور فعال في التسويق لمصر كمناخ جاذب للاستثمار، من خلال إجراء عدد من الخطوات، منها المتعلق بالتسويق الداخلي، أو الخارجي، وبما أن الصناعة مصطلح يـكاد يـرادف الـقـطـاع الاقـتـصادي، فهي ايضاً القاطرة الـتي تقود الاقتصاد، ومن ثم هي مـن أهـم عـنـاصـر بـنـاء الـدول ويمكن من خلالها التسويق لمصر وإعادة إبراز صـورتها للعالم الخارجي كمناخ جاذب للاستثمار ولاسـتـخدام الصناعة في هذا الدور لابد من العمل على الصعيد الداخلي أولاً وتوضيح الـجـهـود الـداخـلـية الـمبذولة للمواطن، وكذلك للمستثمر على حد سواء من خلال التركيز عـلـى جهود الدولة متمثلة في وضع قـوانين لتـيـسـير إجراءات الترخيص للمشروعات الصناعية، وكذا مـنح امـتـيازات للمستثمرين تـزامـنـاً مـع إطـلاق خريطة الاسـتـثـمار الـصـناعي والتي تعتبر بمثابة دليل شامل للمستثمر بهدف تنمية الصناعات الوطنية .
وأضاف المناسترلي، يجب أن تـولي الدولة اهتماما برفع كفاءة العامل المصري مـن خـلال الـدورات التدريبية الـتي يعـقـدها مـركز تـحديث الصناعة والدور الرائد لمصلحة الكفاية الانتاجية في هذا المجال، كمـا أنه يجب الاشارة إلى قيام الدولة بوضع مسئولية دعـم الصادرات المصرية في جهة واحـدة لـتـوحيد الـجـهـود فـى هـذا الـمـجال كـمـا تـم تـيـسير اجراءات الأنظمة الجمركية المعمول بها لـسـهـولـة حـصـول الـمصدرين عـلـى مـسـتـحـقاتهم لـدى الـدولـة مـمـا إنـعـكس بصورة ايجابية على زيادة حجم الصادرات. وأن وتقوم الدولة بأبراز جودة الصناعات الوطنية في المعارض الدولية المختلفة الـتـى تـتـمـيـز بـهـا مـثـل ( صـنـاعـة السجاد – المصنوعـات الـقطنية – الغزل والنسيج – أشغال الرخام ...
واختتمت لمياء كامل اللقاء مؤكدة على أرسالها لتلك التوصيات في الاسبوع الماضي لصناع القرار في الدولة المصرية وفي انتظار ان تؤخذ بجدية حتي نستطيع وضع اسم مصر على محافل الخريطة العالمية من ناحية الهوية الوطنية والترويج لها.
يذكر أن المؤتمر نظمته شركة CCPlus للعلاقات العامة والاستشارات الإعلامية، وعقد تحت رعاية كل من وزارة التضامن الاجتماعي، ووزارة التجارة والصناعة، وبحضور هيئة تنشيط السياحة المصرية.