وجه الشيخ مظهر شاهين، خطيب الجمعة فى ميدان التحرير، الجمعة ، انتقادات حادة للمجلس العسكرى، وطالبه بإجراء انتخابات الرئاسة فى موعد أقصاه مايو المقبل، وهو ما اعتبره شاهين «أقصر الطرق لتحقيق أهداف ثورة يناير».
وانتقد شاهين فى خطبة الجمعة، وثيقة المبادئ الدستورية وعبر عن رفضه لها، واعتبرها وصاية غير مقبولة على إرادة الشعب، مطالباً بضرورة إسقاط الوثيقة، التى وصفها بـ «المحاربة» لإرادة الشعب، مؤكدا أن جميع طوائف الشعب من إخوان وسلفيين وليبراليين متفقون على ضرورة إسقاطها ومعاقبة من وضعها، وتلا شاهين قول الله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم أصبحتم بنعمته إخواناً».
وطالب خطيب التحرير بضرورة الإسراع بإصدار قانون العزل السياسى، باعتبار أن أقصر الطرق للإصلاح يأتى عن طريق القصاص، وتسليم السلطة سريعاً، كما طالب بمحاسبة من أصدر أوامر بقتل الثوار، وقال: هل من المعقول أن يشارك الفاسد والقاتل فى صناعة مستقبل مصر، ولماذا إصرار المجلس العسكرى على استمرار هؤلاء فى السلطة، ليعبثوا بمقدرات وطننا.
وشدد على ضرورة إعطاء مصابى الثورة حقوقهم، ووضع جدول زمنى واضح للانتخابات الرئاسية حتى يطمئن الشعب المصرى على ثورته، التى أكد أنها ستكون مستمرة لحين تحقيق جميع مطالبها من تغيير وحرية وعدالة اجتماعية، وأكد أنه عندما ينتقد أداء المجلس العسكرى فإنه لا يعادى الجيش، لافتاً إلى أهمية انتقاد الأخطاء التى تظهر على السطح.
وطالب شاهين الشعب المصرى بضرورة حماية الانتخابات البرلمانية المقبلة، بتنظيم لجان شعبية لحمايتها، لافتاً إلى أن ميدان التحرير سيبقى رمزاً للأطهار والوحدة والعزة، كما طالب بضرورة توحيد الجهود والصفوف، فيجب أن يكون الليبرالى بجوار العلمانى والإخوانى والسلفى من أجل الحفاظ على هذا الوطن وعدم تقسيمه.
وقال شاهين موجهاً كلامه للذين يتخوفون من الإسلاميين: لا تخافوا فمصر إسلامية تحترم حقوق كل المواطنين، ونحن نريد دولة مدنية ديمقراطية برؤية إسلامية تحترم حقوق كل المصريين، تمارس فيها كل الحقوق الديمقراطية، وتتعدد فيها الأحزاب ويعبر كل صاحب رأى عن رأيه.
وفى ظل غياب الشيخ مظهر شاهين عن مسجد عمر مكرم، وإلقائه الخطبة فى ميدان التحرير، تجاهل شيخ صعد لمنبر المسجد دعوات المليونية، واقتصر حديثه عن ذكر بعض السير النبوية ومواقف من التاريخ الإسلامى تتحدث عن الصراع الدائم على مدار التاريخ بين من سماهم أولياء الله وأولياء الشيطان، واعتبر أن من يفسدون فى الأرض متواجدون حتى وقتنا هذا، مشيراً إلى أنهم يعتقدون أنهم يصلحون فى الأرض.
وفى خطبة مسجد الاستقامة بالجيزة، طالب الدكتور محمد مختار جمعة، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، بضرورة إلغاء وثيقة السلمى، التى وصفها بأنها تسعى للقضاء على الكيان الإسلامى فى مهده، وقال: «نحن لسنا مع التخريب ولا ضد المجلس العسكرى، ولكننا نطالبه بعدم الصدام مع الإرادة الشعبية»، مطالباً بوضع الدستور وفقاً للجمعية التأسيسية التى تشكلت بناء على إرادة الشعب فى الاستفتاء، وطالب بوضع جدول زمنى لتسليم السلطة للمدنيين، والتعامل بحزم مع البلطجة وأعمال التخريب.
وقال إنه إذا ما تمت مقارنة الأوضاع الداخلية فى مصر والبلاد التى قامت بها ثورات وموقف الجيش من هذه الثورات، وخاصة ليبيا، فسوف يتضح أن مصر بها خير كثير، مطالباً الجيش بعدم الوقوف ضد الإرادة الشعبية.
وطالب جمعة المجلس العسكرى بسرعة إصدار بيان للرد على تهديدات مجلس الوزراء الإسرائيلى بهدم المسجد الأقصى قبل 25 نوفمبر، ودعا المصلين إلى الخروج فى مسيرات لمناصرة القضية الفلسطينية.
من جانبه، دعا الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، فى كلمة ألقاها عقب خطبة الجمعة بمسجد النور بالعباسية، إلى الانضمام إلى المتواجدين فى التحرير، مؤكداً أن المجلس العسكرى لم يقدم أى شىء حتى الآن، وجموع المواطنين يسألون عما تحقق حتى منذ الثورة وحتى الآن.
وأكد سلامة أن الثورة لم تحقق أى من أهدافها حتى الآن، فالفساد هو الفساد، والغلاء هو الغلاء، ولم يحدث أى تغيير، وكل يوم نرى مسودة لدستور جديد تؤكد العودة إلى الدولة البوليسية التى كانت فى عهد المخلوع. وأكد سلامة أن الجيش يحمى مصر، لكنه لا يسيطر على الشعب، منتقداً ما يحدث من انشقاقات فى صفوف التيارات السياسية بسبب الانتخابات.
وطالب الشيخ العشرى عمران، فى خطبة مسجد النور، جموع المواطنين بأن يعطوا أصواتهم لمن يستحق فى الانتخابات التشريعية، ومن يسعى إلى إنقاذ مصر، مشدداً على ضرورة حماية مصر من الفساد والمفسدين.
وطالب الشيخ حمدى أيوب فى خطبة الجمعة بمسجد الفتح برمسيس، بدراسة وثيقة السلمى جيداً، لأنها تعد محوراً أساسياً فى بناء مصر، وأشاد بدور المجلس العسكرى فى حماية الثورة، وقال: نحن لسنا مع التخريب ولا ضد المجلس العسكرى، ولكن يجب وضع جدول زمنى لتسليم السلطة للمدنيين، والتعامل بحزم مع البلطجة وحالات الانفلات الأمنى والبلطجية والفلول.
وحذر أيوب جموع المواطنين من أن يبيعوا أصواتهم فى الانتخابات، وطالبهم بانتخاب من يعمل لمصلحه الوطن. وقال الشيخ فوزى السعيد، إمام مسجد التوحيد برمسيس، إن المكان الطبيعى لوثيقة السلمى للمبادئ الدستورية هو سلة المهملات، مطالباً بسحب الثقة من المجلس العسكرى، لأنه يدعم الوثيقة التى تقف ضد إرادة الشعب، وأنه لا يستطيع إعادة الأموال المنهوبة، مشدداً على ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته وتسليم الدولة إلى حكومة مدنية.
فيما حذر خطيب الجمعة بمسجد مصطفى محمود، كلاً من المجلس العسكرى والشعب المصرى بكل انتماءاته، من خطورة استمرار الوضع الراهن، وطالبهم بأن يجعلوا الوطن هو رقم واحد، وليس الانتماءات السياسية ولا الدينية. وطالب المجلس العسكرى بتنفيذ وعوده بتسليم السلطة لحكومة منتخبة، وحماية وتنفيذ مبادئ الثورة.
وطالب الشيخ زكريا محمد مرزوق، خطيب الجامع الأزهر، القائمين على السلطة بالصدق فى أقوالهم وأفعالهم، وقراراتهم، حتى تتحقق العدالة فى ربوع مصر، وحتى تخرج مصر من الأزمات التى تعانيها من صراعات سياسية وفكرية، وحتى تعود إلى الاستقرار مرة أخرى بعدما تحولت إلى فوضى وانفلات أمنى.
وأكد إمام الجامع الأزهر أهمية الصدق فى المجتمعات، معتبراً أن الصدق يصنع مجتمعاً قادراً على النهوض بمستقبله، فيجب أن يكون الصانع صادقاً والبائع صادقاً والحاكم صادقاً والكاتب صادقاً، ولفت إلى أن الخيانة لا توصل إلى الهدف المنشود من الخروج بالبلاد إلى عصر أفضل، وقال: تجرعنا مرارة الخيانة والكذب لعصور حتى وصلنا إلى ما نحن فيه حالياً.