قال المهندس هانى ضاحى، نقيب المهندسين الجديد، إن مجلس النقابة الحالى المنتخب أمامه مجموعة من التحديات، فى مقدمتها العجز الكبير فى ميزانية النقابة ومشروعات الإسكان لشباب المهندسين، ومنظومة التأمين الصحى، والإسراع فى تعديل القانون والذى يسمح بزيادة الموارد. وأضاف «ضاحى»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، عقب فوزه فى انتخابات نقيب عام المهندسين على قائمة «فى حب مصر» أنه يتقدم بالشكر لجموع مهندسى مصر من الشباب والشيوخ ويعدهم بمجموعة من الإجراءات التصحيحية الشاملة فى النقابة لصالح المهنة وأبنائها، فضلاً عن عودة دورها الوطنى فى تقديم الاستشارات للدولة، وتقديم الدعم الفنى لكل المهندسين داخل مصر وخارجها. وأشار إلى أن هناك عشرات الآلاف من المهندسين داخل مصر وخارجها لم يستطيعوا أن يدلوا بأصواتهم بسبب نظام الانتخابات الذى وضعه مجلس النقابة والذى أعاق حقهم الدستورى فى الإدلاء بأصواتهم.. وإلى نص الحوار:
■ ما هو أول إجراء ستتخذه عقب توليك رسمياً منصب نقيب المهندسين؟
- قبل الحديث عن الإجراءات التى سوف يقوم بها المجلس ويراجعها وهى كثيرة جداً، اسمح لى بأن أتقدم بالشكر لزملائى وأبنائى وبناتى من أعضاء الجمعية العمومية لمهندسى مصر، وأقول لهم كل التقدير والعرفان على ثقتكم الغالية التى منحتموها لى ولقائمة مهندسون فى حب مصر، ولا أجد كلمات تفيكم حقكم، فأنتم لم تستجيبوا لأى تشكيك أو تضليل، وكلل الله مجهودكم وسعينا بنجاح ساحق لقائمة مهندسون فى حب مصر، ويعجز لسانى عن الوفاء بحقكم، فلقد وعدتم وصدقتم فوفيتم، ووجب علينا الوفاء بالمسؤولية، ولقد تحملنا فى سبيل ذلك الكثير من التجريح والتشكيك والتضليل ولكن عفا الله عما سلف فلنلتف جميعاً حول هدف واحد وهو خدمة جموع المهندسين الذين يستحقون منا كل الاحترام والتقدير وينتظرون منا جميعاً الكثير، وأقول للمهندسين: «لا ضياع للوقت ولا ضياع لمجهود إلا فى خدمتكم ومهنتنا العريقة، وأهيب بكل الزملاء والمحبين ألا يلتفتوا إلى الوراء وأن ننظر جميعاًَ إلى المستقبل الذى آمل أن يكون مشرقاً بمعاونتكم وآرائكم البناءة».
■ الرسالة تحمل مجموعة من الرسائل أهمها أنك حزين من الانتخابات؟
- أولاً أنا سعيد أنى أخدم المهندسين، وهذا شرف يحلم به أى مجتهد ومحترم، وقد كنت فى خدمتهم فى جميع المناصب التى تقلدتها خلال الـ37 عاماً الماضية، ولكن حزنى فى أن مناخ الانتخابات وجو المنافسة حدثت فيه مجموعة من التجاوزات كنت أتمنى ألا تحدث، ودائما أقول إن المنافسة ستنتهى ونعود مرة أخرى كمهندسين نخدم النقابة.
■ ما هى التجاوزات التى أحزنتك؟
- لا داعى لذكرها فدائماً العملية الانتخابية والمنافسة يحدث بها انفلات للأعصاب وبعدها نعود أصدقاء وزملاء، وأحب أن أؤكد أننا نخدم جميع المهندسين ولا يوجد فرق فالجمعية العمومية اختارتنى وقائمتى لأخدمهم لمدة 4 سنوات، ولا يوجد وقت نضيعه، ولابد من استغلال كل ساعة لحل الكم الكبير من المشاكل التى تراكمت على النقابة وأثرت بشكل كبير على مستوى المهندس المصرى، شبابا وشيوخا.
■ نعود مرة أخرى.. ما هو أول إجراء ستتخذه كنقيب للمهندسين؟
- سنبدأ فوراً فى مراجعة جميع شكاوى ومشاكل النقابة والنوادى على مستوى الجمهورية، وفى مقدمتها تعديل قانون النقابة وموقف الأصول وعمل دراسات الجدوى الاقتصادية، وذلك لزياد المعاشات، وكادر المهندسين والتأمين الصحى، وتكليف مكاتب استشارية ذات خبرة لعمل الدراسات بدون أن تتحمل النقابة التكلفة، وسداد عجز الموازنة التى ثبتها الجهاز المركزى للمحاسبات فى تقريره، ومراجعة الاستحقاقات التى تطالب بها النوادى والنقابات الفرعية واستثمار أصول النقابة وحل مشاكل إسكان شباب المهندسين فى التجمع الخامس و6 أكتوبر وبقية المحافظات وأيضاً تعديل القانون.
■ كيف سيكون هناك عائد فى الإيرادات بعد تعديل القانون؟
- القانون الذى ينظم عمل النقابة صدر سنة 1974 وأقول لك مثالا بسيطا أن النقابة تحصل على «مليم» على كل «شيكارة» أسمنت، هو فيه مليم ولا قرش حالياً، وقياس على ذلك جميع حقوق النقابة من جميع البنود وموارد النقابة.
■ ذكرت فى برنامجك التأمين الصحى الشامل.. كيف ستنفذه؟
- تنفيذه بسيط ولكن بدراسة اكتوارية صحيحة، ولا يعقل أن المهندسين وعددهم نحو 750 ألف مهندس لا يحصلون على منظومة صحية راقية متكاملة تشمل جميع الأعمار، خاصة كبار السن وشيوخ المهنة، فمن العيب أن يتسول المهندسون، خاصة أصحاب الأمراض المستعصية، علاجهم، وقد فوجئت بكمية من الإجراءات يقوم بها المهندس للحصول على حقه الأصيل، وهل يعقل أننا سنة 2018 مازلنا نعتمد على الفاتورة، ولا نعتمد على النظام الإلكترونى، الذى من شأنه أن يلغى الروتين وينجز الأعمال ويحقق الشفافية ويمنع أى محاولة فساد.
■ كيف ستعيد النقابة لدورها كاستشارى للدولة؟
- سنعود كشريك استشارى لمشروعات الدولة، وسنؤسس مكاتب للنقابة فى الوزارات لتقديم المشورة والدعم الهندسى لمشروعات الدولة، لأن نقابة المهندسين تجمع كل استشاريى مصر، وأعتقد أنهم من حقهم الآن أن يكونوا استشاريين للدولة فى المشروعات، ونحن فى مستهل مرحلة جديدة من عمر مصر يجب أن تتحد كل الجهود الهندسية والمهنية لتحقيق الهدف الأسمى والالتفاف حول تحقيق استراتيجية مصر 2030.
■ تردد أثناء العملية الانتخابية أنك فكرت فى الانسحاب بعد حملة التشويه التى تعرضت لها؟
- ترددت فى الترشح كثيراً، ولكن مع إلحاح المهندسين وافقت، وبالعكس مع حملة التشويه زاد إصرارى على إكمال المهمة التى تم تكليفى بها وتحقيق رغبة جموع المهندسين، لأنى تعودت على تحقيق النجاح فى أى مسؤولية أتولاها من خلال مجموعة العمل التى أتعاون معهما لتحقيق أقصى ما نستطيعه، والمجموعة التى نجحت ليس لها مطامع أو أغراض شخصية ومهنية، فكلنا تقلدنا ونتقلد أعلى المناصب التنفيذية فى الدولة.
■ تفاوتت نسبة مشاركة المهندسين فى الانتخابات.. لماذا النسب كانت ضعيفة؟
- توقعت أن يكون الإقبال أكثر من 26 ألف مهندس فى المرحلة الأولى، وإن كان هذا الرقم كبيرا مقارنة بالانتخابات السابقة، ولكن هناك مجموعة من الأسباب أدت إلى عزوف المهندس عن المشاركة فى العملية الانتخابية، وفى مقدمتها التعقيدات العديدة التى وضعت أمامه للإدلاء بصوته، خاصة أن نسبة كبيرة من المهندسين عملها فى أماكن نائية وبعيدة عن مكان إقامتها، فضلاً عن عشرات الآلاف التى تعمل فى الدول العربية، وسيعمل مجلس الإدارة الحالى على تذليل هذه العقبات من خلال منظومة إلكترونية تسمح للجميع بالإدلاء بأصواتهم، سواء داخل مصر أو خارجها.