أكدت مجموعة من رجال الأعمال الفرنسيين المرافقين لوزير التجارة الخارجية الفرنسى، بيير لبلوشى، فى زيارته الحالية للقاهرة، استمرارهم فى الاستثمار بمصر.
وأعرب رجال الأعمال من ممثلى الشركات الفرنسية التى تدير استثمارات كبيرة فى البلاد، عن شعورهم بالمفاجأة من الأحداث الأخيرة، وكشفوا خلال اللقاء الذى نظمته السفارة الفرنسية، أمس، بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة، مع خالد صلاح، رئيس تحرير «اليوم السابع»، ومحمد سمير، مدير تحرير «المصرى اليوم»، عن مخاوفهم من توابع الأحداث التى تجرى منذ اندلاع الثورة.
وتساءلوا عن مدى تأثير الإخوان المسلمين والسلفيين فى هذه الأحداث، كما تساءلوا عن مصير العقود الموقعة والجدول الزمنى المتوقع لعودة الاستقرار، وأعربوا عن قلقهم من عدة نقاط، أبرزها مسألة الاضطهاد الدينى، والعلاقة مع إسرائيل والتطبيع بعد الثورة، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية لما يثار حول قضايا الفساد، وعدم تركيز وسائل الإعلام على معرفة رأى الشركات المتهمة، وتعاملها مع أخبار الفساد باعتبارها أمراً واقعاً، وليست قيد التحقيق.
وقدم خالد صلاح ملخصاً لأحداث الثورة، واعتبر أن أسبابها اقتصادية وسياسية، نظراً لعدم قدرة الحكومة على الوصول بالنمو الاقتصادى للفقراء، وأعرب عن مخاوفه من وصول الإخوان المسلمين للحكم عن طريق الديمقراطية، بسبب تأثيرهم فى عدد كبير من الناس، واستشهد بنتائج الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية، وتوقع أن يلغى الإخوان الديمقراطية بعد وصولهم للحكم.
من جانبه، أعرب محمد سمير عن تفاؤله بمستقبل مصر. ورداً على سؤال من أحد رجال الأعمال عن الأسباب، قال إن عبقرية الثورة جاءت من كونها دون قائد، إذ انطلقت من القاعدة الشعبية الشبابية، ما يؤكد متانة قاعدة الهرم التى سيتم التأسيس عليها مستقبلاً، فضلاً عن أن القوات المسلحة تتعامل مع الأحداث الجارية بشكل متوازن، ومصر تمتلك مؤسسات قوية تمثل قاعدة متينة، يمكن الارتقاء عليها بشكل آمن، معتبراً أن المرحلة الحرجة التى تبدو عليها البلاد حالياً هى مرحلة مؤقتة وطبيعية بعد كل ثورة.
واعتبر سمير أن الإخوان المسلمين لا يشكلون خطراً رغم وجود قاعدة قوية لهم فى الشارع، مشيراً إلى أن التصويت على الاستفتاء بـ«نعم» لا علاقة له بقوة الإخوان، بل يعود إلى أن الناخبين اعتبروا أن «نعم» تعنى الاستقرار. وتوقع ألا يفوز الإخوان سوى بـ25٪ من مقاعد مجلس الشعب المقبل.
وفى حين أكد خالد صلاح وجود مشكلة طائفية فى مصر، اعتبر سمير أن علاقة الفرد بربه خاصة، لا مجال للحديث عنها أو ربطها بالسياسة، مشيراً إلى أن ما يقع من أحداث طائفية يثير قلق المصريين جميعاً.
وحول العلاقات مع إسرائيل، قال سمير إن هناك معاهدة سلام موقعة بين البلدين، ولها كل الاحترام، أما عن التطبيع بين الشعبين، فهو مسألة غير واردة حالياً، بسبب ما ترتكبه إسرائيل من مجازر واعتداءات فى الأراضى الفلسطينية، وأضاف أن الكرة حالياً فى ملعب تل أبيب، وعليها ألا تتوقع أى تطبيع مع المصريين مادامت مستمرة فى سياستها واعتداءاتها على الفلسطينيين.
وعن التغطية الصحفية لأخبار الفساد، أكد صلاح وسمير أن الصحف تجرى التغطيات الخبرية للأحداث، وأشارا إلى وجوب مراعاة المهنية والاحترافية، وأن حق الرد مكفول للجميع.