نقص فى السلع الغذائية والخدمات الطبية وإغلاق عدد من الفنادق والمدارس وأفراح مؤجلة، هى بعض ملامح المعاناة التى يعيشها أهالى رأس البر، فى دمياط، لليوم العاشر على التوالى، إثر حصارها من قبل محتجين على إقامة مصنع «أجريوم موبكو للبتروكيماويات» فى المدينة.
الوصول إلى «رأس البر» يحتاج 3 مواصلات من دمياط وحتى طريق المعديات، إذ أدى قطع الطريق إلى توقف 132 سيارة ميكروباص كانت تقل المواطنين إلى المدينة.
يقول خالد موسى، المنسق العام للجنة الشعبية للدفاع عن حقوق رأس البر: «المدينة أصيبت بالشلل التام وأصبحنا محاصرين مثل غزة، وتوقفت كل مظاهر الحياة، كما تم إلغاء 250 حفل عرس منذ ثالث أيام العيد، وتسريح أكثر من 3 آلاف كانوا يعملون باليومية وفى الفنادق والمحال والكازينوهات والكافتيريات». وأكد موسى، أن رأس البر أول الأماكن المتضررة من مصانع البتروكيماويات وتبرع رجال الأعمال وأهالى رأس البر بأكثر من مليون جنيه فى حملة لإزالة «أجريوم»، لكن ما يحدث الآن لحصار المدينة هو عقاب لأهالى رأس البر، بعد توقف الدراسة فى 16 مدرسة».
ويقول عصام الشيال، أحد أصحاب الفنادق فى رأس البر، إن الحركة السياحية أصيبت بالشلل التام وتوقف 36 فندقاً سياحياً وشعبياً، بالإضافة إلى تسريح العمالة والنقص الحاد فى الغاز والمواد البترولية وزيادة أسعار المواد الغذائية وأعتقد أن قاطعى الطرق ليسوا من أهالى السنانية، لأنهم أصحاب مصالح فى رأس البر ولكنهم بلطجية مأجورون، اذ لا يعقل أن يبقى أحدهم 24 ساعة بدون أجر للأسبوع الثانى على التوالى».
وقال إبراهيم المتبولى، صاحب مطعم فى السوق العمومية برأس البر، توقفت المطاعم فى كل أرجاء المدينة من شارع 101 حتى السوق العمومية ومنطقة الحزبى واللسان والكورنيش وارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى نحو 200% ـ على حد قوله. وينتقد الدكتور أسامة نعمان، مدير مستشفى اليوم الواحد فى رأس البر، عدم وصول الأدوية والمستلزمات الطبية وتوقف العمليات بالمستشفى الذى كان يتردد عليه المئات يومياً من المحافظات الأخرى لامتيازه بالخدمة الطبية. ويؤكد حسن الجندى، سائق، توقف أكثر من 132 سيارة ميكروباص عن العمل منذ الحصار.
وتقول فاطمة السعيد، من سكان عمارات العرائس،: «إننا نخشى على أولادنا من الحصار، والفزع يصيب الجميع ولا ندرى من يعوض أولادنا عن أيام الدراسة، فالدولة المصرية تفتح معبر رفح لدخول الأغذية لأهالى القطاع، والعالقون فى رأس البر دمياطية محاصرون بأيد دمياطية ومعرضون للجوع، فنحن مع غلق «أجريوم»، لكن ما ذنبنا فيما يحدث».
ويشير محمود السباعى، صياد، إلى توقف أكثر من 600 مركب صيد فى عزبة البرج عن العمل، ما أدى إلى رفع أسعار الأسماك ونقص المعروض.
من جانبه يؤكد حسنى عبدالعزيز، وكيل وزارة التموين فى دمياط، دخول 80 طن دقيق مدعم و42 ألف لتر سولار و18 ألف لتر بنزين 80، و400 أسطوانة بوتاجاز عن طريق المراكب وفتح الطريق الشرقى للنيل إلى رأس البر بعد مفاوضات مع المعتصمين.