كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن محاولة الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، عمل محور دولي جديد في القارة الأفريقية، وتعزيز التحالف بين إسرائيل ودول القارة، على خلفية «التخوف من صعود الإسلام المتطرف في شمال أفريقيا، في أعقاب الربيع العربي».
وقالت الصحيفة إن نتنياهو التقى الأسبوع الجاري، نظيره الكيني، رايلا أودينجا، والرئيس الأوغندي، يوري موسفيني، اللذين زارا إسرائيل للمشاركة في مؤتمر المياه الدولي WATEC الذي تم افتتاحه الأربعاء الماضي، وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو التقى أثناء فعاليات افتتاح اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، سبتمبر الماضي، رئيس دولة جنوب السودان الوليدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رسمي في تل أبيب: «التغيرات التي تحدث في شمال أفريقيا تؤثر أيضاً على بقية الدول الأفريقية التي تتخوف من صعود الإسلام المتطرف وتأثير ذلك على القارة كلها، وهو ما يزعج دول القارة وإسرائيل».
ونقلت «معاريف» عن مصدر سياسي كبير قوله: «التعاون مع دول أفريقية أخرى سيستمر في المستقبل، في ظل النظام العالمي الجديد»، وأضاف أن أحد أهداف هذه التحالفات هو إفشال الجهود التي تبذلها إيران، في الجانب الاقتصادي أيضاً، بغرض اختراق القارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل أبدت اهتماماً كبيراً بالدول الأفريقية في الشهر الأخير، وقالت إن هذا الاهتمام بدأ بزيارة نائب الرئيس البوروندي لإسرائيل واستمر مع نائب وزير الخارجية الأنجولي، وقالت إنه بالتوازي مع زيارة الرئيس الأوغندي ورئيس الوزراء الكيني، زار إسرائيل أيضاً وزير المياه والطاقة ووزير الأمن الداخلي الكيني، و5 سفراء من دول أفريقية يعملون في مؤسسات الأمم المتحدة، ووفد من وزراء المياه الأفارقة ونائب وزير خارجية أفريقيا للمشاركة في مؤتمر المياه، وأضافت الصحيفة أن شعبة أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية هي المسؤولة عن التنظيم والاهتمام بكل هذه الزيارات.
وقالت «معاريف» إنه من بين المجالات التي تستطيع إسرائيل مساعدة الدول الأفريقية بها، المساعدات العسكرية، والأمنية، والزراعية والصناعية، وغيرها، وعن «المساعدات العسكرية» قالت الصحيفة إن إسرائيل أصبحت هذا الأسبوع لاعباً رئيسياً في الحرب البعيدة عنها، في شرق أفريقيا، بين الجيش الكيني والميليشيات الإسلامية في الصومال.
رئيس وزراء كينيا، رايلا أودينجا، التقى بداية الأسبوع في إسرائيل نظيره شيمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وطلب المساعدة في حربه في الصومال، وصرح بعد ذلك: «إسرائيل قادرة على مساعدة كينيا في بناء منظومة لتحديد المسلحين، واكتشاف أسلحتهم»، وهو الأمر الذي رد عليه مكتب الرئيس الإسرائيلي في بيان جاء فيه إن بيريز التقى أودينجا أثناء زيارته لإسرائيل لكن المحادثات بينهما لم تتطرق لمساعدات إلى كينيا في حربها في الصومال».
وجاء في البيان: «الرئيس قال لضيفه إن إسرائيل دولة رائدة في مجال الأمن الوطني وإنها ستسعد لمقاسمة هذه المعرفة مع كينيا في مجال الحرب على الإرهاب».
وأضافت الصحيفة أنه فيما كانت تل أبيب تفضل أن يظل الأمر بعيداً عن دائرة الضوء، أسرع أودينجا، في الإعلان عقب عودتهم أن طلبهم قد استجيب له وأن إسرائيل ستسلح وتدرب الجيش الكيني، وأن بيريز وعد بإمداد كينيا بكل ما تحتاجه لمساعدتها في تأمين حدودها، ونقلت عن نتنياهو قوله: «عدو كينيا هو عدو لإسرائيل، لذا وجب علينا مساعدتها، هذه فرصة لتقوية العلاقات بيننا».
كان الجيش الكيني قد دخل الأراضي الصومالية قبل 6 أسابيع بهدف القضاء على ميليشيات الشباب الإسلامية الصومالية المقربة من القاعدة، ولإقامة دولة جديدة باسم «جوبلاند»، بحسب «معاريف» التي أضافت أنها ستتحول إلى منطقة أمنية تمنع دخول المخربين لكينيا والإضرار بصناعة السياحة فيها.
في نفس الوقت، تعزز إسرائيل مساعداتها، بحسب «معاريف»، للدول الأفريقية التي تتقاسم بحيرة فيكتوريا، ومن المتوقع أن يصل وفد مشترك من إسرائيل وألمانيا لهذه الدول من أجل مناقشة مشاريع مشتركة لمساعدة المجتمع المدني فيها، ومن المتوقع أن يصل لهذه الدول، العام المقبل، وفد إسرائيلي – ألماني، على المستوى الوزاري، في سابقة هي الأولى من نوعها، سيترأس الجانب الإسرائيلي فيه، نائب وزير الخارجية داني أيالون، ووزير التنمية الاقتصادية الألماني، ديرك نيبل.