شن أعضاء مجلس النواب هجوماً على وزير النقل وقطاع السكك الحديدية، بعد حادث تصادم قطارين فى البحيرة، ووصف الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس مرفق السكك الحديدية بـ«المتهالك» والذى يحتاج إلى استثمارات ضخمة، استناداً إلى تجربة دول أخرى اتخذت هذا المنحى.
وأضاف «عبدالعال»، خلال الجلسة العامة، أمس، بحضور الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، أن الحادث الذى وقع فى البحيرة لن يكون الأخير، وليس هناك خروج من هذا النفق المظلم إلا بمشاركة القطاع الخاص.
وتابع: «أى كلام حول أن الدولة تستطيع إدارة مرفق السكك الحديدية بكفاءة يكاد يكون مستحيلا، ويجب إشراك القطاع الخاص كما فعلت دول عربية وأجنبية، ولو تم استخدام موازنة الدولة بالكامل فى إصلاح مرفق السكك الحديدية، فلن تكفى».
وقال الوزير إنه فى منتهى الألم بسبب الحادث الذى وقع بالبحيرة، وما يشعر به من أسًى لا يمكن لأى شخص تخيله، وأضاف: «أعزى النواب فى فقداء الوطن، فهؤلاء المواطنون ليس لهم أى ذنب سوى أنهم قد ركبوا قطار تعرض لمشكلة كبرى خلال سيره، ولا نريد أن نأخذ الحادث بشكل عاطفى، وإنما التعامل مع الحادثة لتكون الأخيرة، وتابع: «أنا مع النواب وغضبهم ومطالبهم 100%، ولكن يجب الوقوف على حقائق صادمة متعلقة بتردى أحوال منظومة السكك الحديدية، والتى لم تتطور منذ 60 عام، وأؤكد لكم أنى أنا الوزير المسؤول ولو مقصر فى حاجة قولولى ».
وأضاف: «فى عام 1950 كان عدد الرحلات اليومية على خطوط السكك الحديدية 440 رحلة، كانت تنقل من 10 إلى 12 مليون راكب سنوياً، وكان طول الشبكة حوالى 5000 كيلومتر، وفى عام 1970 ظل طوال السكة والشريط كما هو، وارتفع عدد الرحلات من 440 إلى 490 رحلة يومياً، تنقل من 22 إلى 25 مليون راكب فى السنة، وفى 2018 ما زال طول السكة كما هو 5000 كيلومتر، دون زيادة، فى الوقت الذى ارتقع فيه عدد الرحلات إلى 922 رحلة يومياً تنقل 350 مليون راكب سنوياً، أى 35 ضعفا على نفس طول الشبكة، وكل ما حدث تطوير فقط (ازدواج بعض الخطوط)، وهذا ليس كافيا، وسبب المشكلة أنه لم يتم بناء خطوط جديدة على مدار 60 سنة لتستوعب الزيادة السكانية فأصبح العرض لا يتناسب مع الطلب».
وتابع: «لدينا نحو 900 عربة مطورة و(هى ليست مطورة ولا حاجة كل اللى بيحصل بيغيروا الحديد والبلاط بتاع العربة لأن هذه هى الإمكانيات)، وهناك مشكلة الصيانة، فلدينا جرارات، منذ عام 1970 تعمل حتى الآن على الخطوط الطوالى، رغم أن الجرار فى كل العالم يعمل 12 سنة، ثم يخضع لصيانة كاملة، ويعود للعمل 12 سنة أخرى، ثم يتوقف».
وأوضح «عرفات» أن عدد الجرارات التى تعمل منذ عامى منذ 1977و1980 تمثل 98% من قوة الجرارات الموجودة حالياً، وتابع: «مفروض أن تتوقف هذه الجرارات مفيش صيانة، ويجب أن تخرج من الخدمة لانتهاء عمرها الافتراضى، وهى اللى شايلة السكك الحديدية الآن، ولدينا مصيبة ومشكلة كبيرة أخرى فى الورش التى لم يتم تطويرها منذ عام 1965، والسكك الحديدية تسير بمجهود ناس نسلخهم كل يوم ونهاجمهم ومش عارفين شغلهم ولا دربناهم ولا وفرنا لهم ورش نظيفة ولا جرارات أو عربات كان هناك خطة كاملة لتطوير السكك الحديدية سنة 1965 وتوقفت نتيجة حرب اليمن حتى 1977».
وقال الوزير: «المشكلة ليست فقط فى الجرارت والعربات ولكن المشكلة الكبرى فى الإشارات التى تمثل البنية الأساسية، وهناك 85% منها ما زالت تعمل ميكانيكيا، وتعتمد على العنصر البشرى والـ15% المتبقية بالكهرباء التى تطورت فى الفترة، من 1984 إلى 1990، وكل الحوادث لو تم حصرها سنجد أن 98% منها على مدار 30 سنة سببها الإشارات الكهربائية التى تم تطويرها، والسبب أننا اتبعنا نظاما كهربائيا كان يجب تطويره لإلكترونى.
ولفت إلى أنه يتم حالياً العمل على مسافة 750 كيلو متر لعمل إشارت الكترونية، وهناك مشروعات بقيمة 55 مليار جنيه تنتهى فى 2022 لتحسين الجرارت الحالية، فضلاً عن العمل على إصلاح 100 جرار تسلمناها فى 2008، وأشار إلى أن السكك الحديدية لن تقف على قدميها دون قطاع نقل بضائع قوى، ويتم حالياً التركيز مع هذا القطاع حتى نستطيع بقدر الإمكان الابتعاد عن رفع أسعار التذاكر على المواطن، وتابع: «نبنى الآن خطوط جديدة لدخول عصر القطارات فائقة السرعة ونطور خطوط حالية، وكل قطاراتنا ستكون (VIP) وتصل الإسكندرية فى ساعتين وثلث، والخطة قائمة على السلامة ثم راحة الراكب ثم توقيت الوصول».
وطالب محمود محيى الدين، عضو مجلس النواب، بتنمية موارد السكك الحديدية، مشيرا إلى أن أملاك الهيئة تفوق أملاك الهيئات الأخرى بالدولة، وشدد على ضرورة تشكيل لجان متابعة للخطوط الرئيسية، والخطوط المتعلقة بمفاصل السكك الحديدة ومنها خط (القاهرة – منوف)، لافتاً إلى أنه يتمنى أن تتحول الخطوط الأقل من 100 كيلومتر إلى خطوط كهربائية فى المستقبل، وطلب دراسة العروض الروسية، بشأن تقديم قروض مالية والمشاركة فى التمويل من أجل التطوير.
وقال كمال أحمد، عضو مجلس النواب: «بقالنا 40 سنة ندور فى أسطوانة مشروخة، وأشعر بوجود لوبى وفساد، فهناك فئران تسير فى القطارات وتحتاج نظافة».
وقال خالد عبدالعزيز شعبان، عضو تكتل «25- 30» البرلمانى، إن جميع أعضاء مجلس النواب فى مركب واحد، مستنكرا تحمل الوزير العبء على ميزانية الحكومة.
وقال محمد الحسينى، عضو مجلس النواب، إن ما ذكره الوزير كلام مكرر، وكلام محاضرات، متابعاً: «الناس كل يوم بتموت»، وتساءل لماذا الصيانة غائبة فى قاموس وزارة النقل، ووجه كلامه للوزير قائلا: «ألبس ترنج وانزل الورش التى كانت أعظم الورش فى مصر». وعلق «عبدالعال» قائلاً: «الوزير أكاديمى وصنايعى ومن القليلين الذى يعملون بأيديهم، وأنا أكاديمى ومحامى صنايعى والوزير برضوا رجل صنايعى، وأردت أن أعفيه من الرد إذا شعر بالحرج».
وقال محمد السويدى، رئيس ائتلاف دعم مصر بالبرلمان، إن كلام وزير النقل عن وجود خطوط سكك حديدية خطرة، اضطرت الهيئة لاستخدامها رغم خطورتها، وإنه لا يتحمل مسؤوليتها كلام فى منتهى الخطورة.