أعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن التكلفة الأولية لاستراتيجية نشر خدمات الإنترنت فائق السرعة «برودباند» تتجاوز 2.4 مليار دولار، مشيراً إلى أنها تستهدف زيادة عدد المشتركين والسرعات في وقت واحد، مؤكداً أن الاستراتيجية الجديدة تستهدف زيادة عدد مشتركي «البرودباند» إلى 4.5 مليون مشترك عام 2015.
وقال الدكتور عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم الاتصالات، خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن الاستراتجية بحضور ممثلي شركات الاتصالات والإنترنت، وممثلين عن البنك الدولي، الخميس: «إن المبادرة الجديدة ستجعل 75% من المنازل في مصر قادرة على الحصول على سرعة لا تقل عن 2 ميجابيت في الثانية عام 2015، متوقعاً وصول هذه السرعات إلى 25 ميجابيت في الثانية عام 2021 لنحو 90% من المنازل».
لكن رئيس الجهاز، لم يوضح آليات تمويل هذه الاستراتيجية، مكتفياً بالإشارة إلى أنه سيتم بحث آليات التمويل في وقت لاحق.
على الجانب الآخر اعتبر مصدر مطلع، في تصريح خاص لـ«المصري اليوم»، أن «جهاز تنظيم الاتصالات» سيسرع في الإعلان عن تلك الاستراتيجية في الوقت الراهن، خاصة أنه لا توجد آليات واضحة أمام شركات الاتصالات والإنترنت حول كيفية تنفيذها أو كيفية تمويل هذا المشروع الضخم في الوقت الحالي، في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
وأشارت المصادر إلى أن الجهاز طلب من الشركة المصرية للاتصالات في وقت سابق تقديم بعض التصورات الخاصة بتنفيذ تلك الاستراتيجية، لكنه لم يأخذ بالتوصيات، التي تقدمت بها الشركة وقرر اللجوء لمكتب استشاري دولي لمساعدته في الدراسات الفنية اللازمة.
وأوضح المصدر أن عملية تمويل الاستراتيجية ستواجه مشكلات كبيرة مع رفض «المصرية للاتصالات» تحمل استثمارات كبيرة، دون أن يكون لديها عائد اقتصادي يشجع مجلس الإدارة على الموافقة على تمويل جزء من تلك الاستراتيجية.
من جانبه قال المهندس محمد عبد الرحيم، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، الخميس، إن «تكلفة هذه المبادرة كبيرة جداً، ولدينا تحفظات شديدة عليها، و لفت إلى أن الجهاز اختار أن تشارك شبكات الاتصالات في إعدادها، ومن ثم فنحن لانعلم شيئًا عنها حتي الآن»، مشيراً إلى أن أعضاء لجنة الصناعة، الممثل فيها شركات الاتصالات والإنترنت، اجتمعت بالدكتور عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم الاتصالات، وأبدوا اعتراضاً كبيراً على ما جاء في تلك الاستراتيجية.
ولفتت دراسة أعدها خبراء من البنك الدولي، تم استعراضها خلال المؤتمر، إلى أن الوضع الاحتكاري للشركة المصرية للاتصالات كمشغل وحيد لخدمات الاتصالات الأرضية، يشكل تحدياً كبيراً أمام استراتيجية «البرودباند»، ويسبب حالة من عدم الاتزان في السوق، بجانب انحسار المنافسة بين شركات الإنترنت وضعفها وارتفاع أسعار الخدمات قياسًا بمعدل دخل الفرد.
وتعتبر معدلات انتشار الإنترنت في مصر ضعيفة للغاية، بحسب مؤشرات حكومية، إذ لا يتجاوز عدد المشتركين في الإنترنت فائق السرعة DSLحاجز 1.7 مليون مشترك مقسمة بين أكثر من 5 شركات.