ما بين مشاكل تطارد أبطالها خلال الأحداث، إلى مشاكل حقيقية تلاحق صناعها، لتثير أكبر الأفلام المرشحة للأوسكار هذا العام مزيدا من الجدل مع اقتراب حفل الأوسكار المزمع عقده اليوم الأحد، وفى حين شهدت السنوات الأخيرة هجوما على ترشيحات جوائز الأوسكار لقلة تمثيل النساء أو اتهامات بالعنصرية لعدم حصول ذوى البشرة السمراء عليها، رغم تقديمهم أعمالا مميزة، فإن حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام يأتى بعد فضائح ومشاكل كثيرة، تتنوع ما بين اتهامات بالاقتباس وسرقة الأعمال وسوء السلوك الجنسى لبعض صناع الأفلام، والنقد من المثليين وذوى الأصول الأفريقية.
فيلم The Shape of Water للمخرج المكسيكى جوليرمو ديل تورو، أكثر فيلم مرشح للجوائز هذا العام، 13 ترشيحا، يواجه دعوى قضائية واتهاما بسرقة فكرته من مسرحية للكاتب «بول زيندال» نشرت عام 1969، وهو ما ردت عليه شركة «سيرش لايت» المنتجة للفيلم بأنه اتهام لا صحة له. فيلم Three Billboards Outside Ebbing، Missouri المرشح لـ7 جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم وأفضل ممثلة، ينتمى لنوعية أفلام الجريمة، وطوال أحداثه فإن بطلة الفيلم، التي تجسد دورها فرانسيس ماكدونمارد، تعانى من مشاكل تتعلق ببحثها عن العدالة بعد مقتل ابنتها واغتصابها في ظروف غامضة، وعلى أرض الواقع واجه انتقادات بتشويه صورة رجال الشرطة، رغم أنه مستوحى من أحداث حقيقية. المخرج البريطانى مارتن ماكدونا، الذي شارك أيضا في كتابة سيناريو الفيلم، أكد لمجلة «إنترتينمنت ويكلى»: أن رجل الشرطة الذي جسده سام روكويل وبدا عنصريا وعنيفا طوال الأحداث تغير في النهاية، ومن المفترض أن يكون هذا الفيلم فوضويا ومثيرا للجدل وصعبا، لأننا نعيش في عالم فوضوى وصعب أيضا.
وعلق تيم جراى، رئيس تحرير مجلة فارايتى: «غالبا ما يضع الناس على جوائز الأوسكار أهدافهم كوسيلة لتعزيز أسبابهم لتقديم تلك الأفلام التي تكون هناك دوافع سياسية وقضايا كبرى لتقديمها»، وأشار إلى أن الأفلام كلما أثارت جدلا، سواء إنسانيا أو اجتماعيا أو سياسيا، فإنها تحقق مزيدا من النجاح. فيلم Call Me By Your Name أثار الجدل بسبب تناوله علاقة مثلية بين شابين في الثمانينيات، وما اكتنفها من مشاكل، وانتُقد بطلا الفيلم، آرمى هاملر وتيموثى تشامليت، لتقديم دوريهما، واتهما بميلهما لأدوار المثليين والمشاهد الجريئة من أجل الحصول على فرص أكثر في الشهرة والبطولات السينمائية فيما بعد.
أما فيلم The Post للمخرج ستيفن سبلبيرج وبطولة توم هانكس وميريل ستريب، الذي تناول حرية الصحافة والتحدى الذي واجهته صحيفة «واشنطن بوست» لكسر أسرار دراسة تتعلق بالبنتاجون والحرب على فيتنام عام 1971، فإنه واجه ادعاءات من صحيفة «نيويورك تايمز» بأنها كانت وراء ذلك السبق الصحفى الذي انقضت عليه «واشنطن بوست»، حسبما يثار من جدل بين الصحيفتين مؤخرا، والفيلم مرشح لجائزتى أوسكار أفضل فيلم وأفضل ممثلة لبطلته «ميريل ستريب».