رفض صحافيون فرنسيون تلبية دعوة الملحقية الثقافية القطرية في باريس لحضور الندوة التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» بالتعاون مع مؤسسة «التعليم فوق الجميع» القطرية، بباريس، مؤكدين أن أغلب القنوات التلفزيونية والصحف الفرنسية قاطعت الفعاليات القطرية المقامة في فرنسا منذ عام 2012 بعد ثبوت ترويج سفارة قطر وملحقياتها في فرنسا لأكاذيب وأفكار ومعلومات مضللة للرأي العام في فرنسا، نأت وسائل الإعلام الفرنسية بنفسها عن المشاركة فيها أو أن تكون وسيلة في يد الدوحة لتنفيذ أهدافها المشبوهة.
وقال الصحافي ومعد البرامج بقناة «فرانس2» الفرنسية ألكسندر مالرو لصحيفة «البيان» الإماراتية، تلقينا دعوة من الملحقية الثقافية لسفارة قطر بباريس لحضور ندوة نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» بمقر المنظمة بباريس، لتوقيع مبادرة لتعليم الأطفال المشردين في الشرق الأوسط وآسيا مع منظمة «التعليم فوق الجميع» القطرية التي تترأسها والدة أمير قطر، موزة بنت ناصر المسند، وبحضورها، لكننا رفضنا الحضور لعدة أسباب، أهمها أننا نعلم أن أغلب الفعاليات التي تقيمها سفارة قطر في فرنسا الهدف منها ترويج أكاذيب ضد دول أخرى، والهجوم المستمر على رموز دول صديقة لفرنسا، وهي السياسة ذاتها التي تنتهجها قناة «الجزيرة» القطرية منذ زمن طويل، وقد ورطت السفارة القطرية في باريس العديد من القنوات التلفزيونية والصحف في مشكلات مع دول أخرى، لذلك قررنا في قناة «فرانس2» مقاطعة مثل هذه الفعاليات، حتى وإن وصلتنا الدعوة من منظمات مرموقة مثل «يونسكو»، نحن نعلم مسبقاً ما سيقوله المسؤولون القطريون في هذه الندوة أو المؤتمر، تلميحات وتصريحات تسيء لدول أخرى لا سيما الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ونحن في «فرانس2» ننأى بأنفسنا من هذا الصراع، احتراماً للدول العربية الصديقة ولمشاهدنا، فلا يمكن أن نكون أداة في يد حكام الدوحة لنشر الأكاذيب من خلالنا.
بدوره، قال الصحافي ومعد البرامج بقناة «آل بي سي» الفرنسية ألفونس ليفي ويلبك إن قناته ترفض تغطية الأخبار والأنشطة الدبلوماسية لسفارة قطر بباريس بسبب دأبها على الهجوم على دول أخرى من داخل الأراضي الفرنسية، وهو أمر مرفوض وفق ميثاق العمل الإعلامي الفرنسي، كما يرفضه الضمير المهني لأسرة القناة، لا سيما أننا نعلم جيدا سياسة قطر الداعمة للإرهاب والمروجة له، وإصرارها التدخل في شؤون الدول الأخرى وتحريض الفصائل والتيارات داخلها ضد بعضها، كما هو الحال في تونس ومصر وليبيا وتستخدم الإعلام وبخاصة قناة «الجزيرة» لهذا الغرض، ولهذه الأسباب عزلها جيرانها وقطعوا العلاقات معها، كما اكتشفنا أن سفارة الدوحة بباريس تستأجر صحافيين ومساحات في صحف فرنسية صغيرة تستغلهم لنفس السبب، وهو الهجوم على الدول الأخرى وإثارة الفتن والقلاقل بين الشعوب العربية، وهذا الأمر مرفوض في فرنسا، لهذا قررنا منذ سنوات مقاطعة مثل هذه الأنشطة، وقاطعته أغلب القنوات والصحف الفرنسية الكبرى التي تتمتع بالمصداقية والمهنية، لذلك لا تجد أخبار سفارة قطر في باريس إلا في صحف صغيرة «مشبوهة» تتقاضى ثمن ترويج مثل هذه الأخبار للإمارة الصغيرة التي تفوح منها الأكاذيب ليل نهار.