x

نيوتن تعليقاً على مقياس النفاق نيوتن الجمعة 02-03-2018 22:27


(عزيزى نيوتن؛

تحت عنوان «مقياس النفاق»، كتبتَ مقالًا بعمودكم فى 18/2: مقياس دقيق فى يدٍ واعيةٍ فاهمة، تفصل بين الطيب والخبيث وكأنها مشرط جرّاح! يا ربى أنت تعلم أننى أقولُ صدقًا وحقًا ولست مجاملًا أو منافقًا! وحسب رأيى المتواضع فأنا أرى أن هناك ثلاثة أنواع من المنافقين:

1) منافق بالغريزة والفطرة يمارس النفاق وهو لا يعرف أنه منافق!

2) منافق محدود الثقافة والطموح ينافق حتى يعيش آمنًا وقد رضى عن نفاقه ورضى نفاقه عنه!

3) منافق محترف ذكى أريب خبير طموح يشق طريقه ساعيًا دارجًا إلى أعلى، مُتلون لا يرى سوى هدفه وصالحه ونفعه!

هناك مُجامل يقول لزوجته: أنتِ جميلة، وآخر يقول لرئيسه أنتَ ذكيٌ بارع ولستَ مثل من سبقوك، إلخ... ولكنّ هناك منافقا يملك الوسيلة ويتحدث إلى الناس ويمارس الدهاء واللباقة والقدرة على الإقناع ومعرفة اتجاه الرياح، وقد يهاجم الحكومة متواريًا ولكنه أبدًا لا يهاجم الحاكم!

وهذه أمثلة صارخة للنفاق، حيث يمدح الشاعر المتنبى الحاكم كافور الإخشيدى قائلًا:

يفضح الشمسَ كلما ذرت الشمسُ بشمسٍ منيرةٍ سوداء

وهذا يعنى أن سواد وجه كافور يفضح الشمس المنيرة البيضاء بشمسٍ أخرى منيرةٍ سوداء! هل هناك نفاق أكثر من ذلك؟! وإلى بن هانئ الأندلسى، وهو يمدح الحاكم قائلًا:

ما شئتَ لا ما شاءتُ الأقدارُ فاحكم فأنتَ الواحدُ القهارُ

النفاق آفة عظمى ومرضٌ قديم، وهو من أسهل الطرق للوصول إلى الغنائم وإلى الحاكم.

أشاهد كل مساء موائدَ عامرة بالنفاق الفج المكشوف تُفسد العقول وتُشّوه الأفكار وتنشر الأكاذيب فى الداخل والخارج.

والمُنافق يفهم جيدًا غريمه المنافق، فهما أبناء كارٍ واحدٍ، وكلاهما ذو وجهٍ مكشوف، دون حياء يمنعه من أى ابتذال أو فحش. ومن عجب أنهما قد يتآلفان ويتصالحان إذا تغيرت الأمور، وذلك وفقًا لمصالحهما دون التفكير لحظة واحدة فى مصلحة الناس أو الوطن).

■ ■ ■ ■

حول إنتاج البترول

(عزيزى نيوتن؛

تحت عنوان «إنتاج البترول»، قرأت رسالة لأحد المهندسين من العاملين القدامى بقطاع البترول فى 23 /2، يشرح أسباب التدهور فى تنمية الإنتاج بالقطاع، وكلها تعود إلى الفشل الإدارى والتباطؤ وتوقف العمليات! ثم جاء تعليق منكم أوضح طبيعة المشكلة وتعدد الأنظمة وحصة مصر وحصة الشركات المنتجة صاحبة الامتياز ونِسَب كلٍ منهما، ثم طرحت علينا سؤالًا عن نظامين حتى نختار منهما الأفضل!

وحينما يقول نتنياهو فى معرض حديثه عن الغاز إنه عقد اتفاقية جيدة يجب أن تفرح لها إسرائيل وكأنها عيد، جعلنى هذا العيد الإسرائيلى لا أنام ليلًا!

عزيزى نيوتن! نحن أمام تجربة ناجحة نجاحًا باهرًا ساطعًا مثل الشمس فى ظهيرة أغسطس، وهى تجربة جريدة «المصرى اليوم»! جريدة ليست تابعة للدولة. نجحت وانتشرت وتألقت حتى صارت إدمانًا للقُراء. أى أن المصريين يستطيعون النجاح والفلاح والتقدم. «المصرى اليوم» بدأت من الصفر وسط عدد كبير من الجرائد العتيدة الناجحة والحديثة الآملة، والتى سقطت فى وسط الطريق! إن القائمين على «المصرى اليوم» لا يقلّون شأنًا أو ذكاءً عن مديرى شركة إينى الإيطالية، فقد فكروا ودرسوا واجتهدوا وثابروا وصبروا، حتى وصلوا إلى نجاحٍ أكيد وخمسةِ آلاف عدد دون تراجع أو فشل.

عزيزى نيوتن! أناشدك أن تشرح لنا ببساطة شديدة تاريخ ظهور النفط والغاز بمصر. مناطق البترول الحالية. احتمالات الاكتشافات الجديدة. نصيب مصر من الثروة. متى تعود تلك الثروة على المصريين على نحوٍ مباشرٍ أكيد مثلما يحدث فى الكويت والسعودية.

محمد السيد رجب - مدير عام سابق - الإسكندرية).

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية