x

«ابق إنسانا»: فيلم وثائقي عن «أريجوني» المناضل الإيطالي «شهيد غزة»

الثلاثاء 19-04-2011 00:37 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : other

 

 

على خطى راشيل كوري، المناضلة الأمريكية التي «فرمتها» جرافات الإحتلال في قطاع غزة، كان الصحفي والناشط الإيطالي «فيتوريو أريجوني»، يسير على الدرب نفسه، ترك بلاده، ليعيش «تجربة الموت» تحت سماء القطاع، محاولا أن يدافع بجسده عن الفلسطينيون الذين تركهم الجميع أمام آلة عسكرية لا ترحم.

حاول الشاب الإيطالي أن يوقف «النزيف الفلسطيني» بكل شكل، كتب من القطاع في جريدة «المانفستو»، اشترك في دروع بشرية لحماية الفلاحيين والصياديين من توحش آلة القتل الإسرائيلية، صمد مع أهالي القطاع تحت ضربات «الرصاص المصبوب» في ديسمبر 2008، ليسجل في كتاب حمل عنوان «ابق إنسانا»، مشاهد الموت والمقاومة على أرض غزة.

في صيف 2010، كان «أريجوني» على موعد مع نشطاء وصحفيون مصرييون، سجلوا حياة هذا الرجل في فيلم وثائقي حمل عنوان «ابق إنسانا» أيضا، وهو الفيلم الذي لم يكن مخرجه محمود عزت، أو حتى منتجيه في شركة «ايمدج باور» يتوقعون أن يصبح عنوانه فجأة، عنوانا لوقفات احتجاجية في مصر تطالب بالقصاص من قتلة الناشط الإيطالي «شهيد غزة».

في أبريل 2011، وعلى عكس ما حدث مع رفيقته راشيل كوري، تعرف «إريجوني» على الوجه الآخر للحياة في غزة. تعرض الصحفي والناشط الإيطالي للخطف على يد مسلحين ملثمين، كانت ميزته الوحيدة بالنسبة لهم، أنه أجبني، وهي الميزة التي استخدمها «أريجوني» سابقاً ليحمي أطفال وفلاحي القطاع، لم تطلب «الجماعة» التي خطفته فديه، سوى إطلاق سراح بعض من رجالها اعتقلتهم شرطة «حماس».

تلاحقت الأحداث سريعا، ليجد الشاب الإيطالي نفسه، تحت سكين من دافع عن أهلهم بجسده.

قتل الناشط الإيطالي، في صفقة وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحكومة حماس بأنها «بشعة»، وعلى مرأى ومسمع من العالم، خرجت جنازته لتخترق قلب القطاع الذي طالما حلم الناشط والصحفي الإيطالي بأن يجعله مكانا آمنا ولو كلفه ذلك حياته.

يقول محمود عزت، مخرج العمل:«بالطبع لم نكن نتوقع أن ينتهي نضال الناشط والصحفي الإيطالي بهذه الطريقة البشعة، أن يتم التعامل معه كرهينة، بعدما باع كل شيء تقريبا، ليحمي بجسده الفلسطينيون في القطاع من توحش الآلة العسكرية الإسرائيلية». يضيف عزت:«في البداية لم نصدق الخبر، كنا نستعد لعرض الفيلم في مهرجان الجزيرة للإفلام الوثائقية المقرر له 21 أبريل الجاري، حتى فوجئنا بما حدث، فصممنا على أن يكون هذا الفيلم تحديداً ممثلاً لنا في المهرجان، لعله يكون اعتذراً بسيطا عن الحماقة التي جعلت البعض يستسهل قتل ما جاءوا لإنقاذ ما تبقى من فلسطين».

صعدت روح «أريجوني» إلى خالقها، بعيداً عن «حمام الدم» في غزة، ربما ليستريح أخيراً، بعدما أوفى بعهده الذي قطعه على نفسه، أن يكون أرض القطاع ما يستحق الحياة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية