قالت الدكتورة إيمان غنيم، خبيرة تكنولوجيا الاستشعار عن بعد واستكشاف مناطق المياه الجوفية، إنها بصدد عمل خريطة إلكترونية للمياه الجوفية فى مصر، والتى ستساعد متخذ القرار فى بناء مجتمعات عمرانية جديدة، خاصة أنه لا يمكن إقامة مجتمع عمرانى حديث دون توفير المياه.
أخبار متعلقة
وأضافت «غنيم» فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» على هامش مشاركتها فى مؤتمر «مصر تستطيع بأبناء النيل» بالأقصر، أنها تشارك للمرة الثانية فى مؤتمرات «مصر تستطيع»، حيث سبق وشاركت فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، وشددت على أن التنوع للعلماء المشاركين فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» ووجود الجهات المعنية من وزارات «الهجرة، والرى، والبيئة، والإنتاج الحربى» أعطيا دفعة قوية للمؤتمر وساهما فى نجاحه.
وتابعت أنها تعمل على تقنيات الاستشعار عن بعد من خلال ٣ أطوال للكشف عن المياه: الأولى، هى الصور المرئية، والثانية، عبر الأشعة تحت الحمراء، والتى تكشف صورها المناطق الباردة والدفء، والثالثة، من خلال رادار يستطيع اختراق الأسطح ومنها الرمال.
وأشارت إلى أن الجدوى الاقتصادية مهمة حتى لو كانت مكلفة فى بعض الأحيان، مشددة على وجود أنهار قديمة وتحتها توجد مياه جوفية يمكن اكتشاف أماكنها من خلال تقنيات البحث الحديثة، ولفتت إلى وجود أنواع من الرادارات تستطيع اختراق المياه لما يزيد على 3 أمتار، وأشارت إلى أن الصحراء الغربية كانت تحوى أنهاراً عملاقة وبحيرات قديمة كبيرة، ومع التعرض لموجات جفاف منذ 6 آلاف عام، أدى إلى غمرها بالرمال، والدليل على ذلك وجود حفريات لأشخاص يسبحون فى الصحراء وحفريات الزراف والفيلة، وعلى المقياس الجيولوجى منذ ٣ آلاف عام، حدث بخر بنسبة كبيرة من هذه المياه، والجزء الآخر حدث له ترشيح للمياه لتغذية الآبار الجوفية، وقد وجد فى منطقة الكفرة الليبية التى تظهر أنها معدمة حالياً، إلا أن بها زراعات كبيرة وسط الصحراء.
وأكدت وجود نهر ضخم عرضه ٨ كيلومترات لأحد فروعه، وهناك فروع يصل عرضها إلى ١٤ كيلومترا، ويعد نهر النيل بالنسبة لهذه الفروع «طفلا صغيرا»، ولذا لابد من استخدام الاستشعار عن بعد للكشف عن مناطق جديدة غنية بالمياه، وأوضحت أن العمل الآن يجرى على عمل خرائط كبيرة للكشف عن وجود المياه فى الصحراء، وقد كشفت هذه الخرائط فى منطقة شرق العوينات المصرية نهرًا عظيمًا يكفى استخدامات الشرب حتى ١٥٠ عاما، وتكفى مياهه زراعة ١٥٠ ألف فدان من الأراضى.
وقالت إن تقنية الاستشعار عن بعد كشفت عن وجود بحيرة عظيمة أسفل جنوب دارفور بدولة السودان، أعلى الخزان الجوفى النوبى، تغذى هذه البحيرة ١٠ أنهار لها فروع آتية من مصر، مشددة على ضرورة الحفر هناك للتأكد من صحة هذه المعلومات.
