x

نيوتن توظيف غريزة نيوتن الإثنين 26-02-2018 22:54


الإحسان غريزة موجودة لدى الإنسان. ليس مطلوبا منا أن نخلقها من جديد. هى ليست صفة مكتسبة. نزعة فعل الخير موجودة لدى الجميع. بداية من الأميرة فاطمة إسماعيل التى تبرعت بأرضها ومجوهراتها لبناء جامعة القاهرة. أو من يتبرعون لبناء دور العبادة. أو من يوقفون ثروات للخدمة العامة. إلى المواطن الذى يتبرع بأقل شىء حسب طاقته.

هذه الغريزة مثلها مثل غيرها. تحتاج إلى من يحركها. يحفزها ويشجعها على الظهور والتحقق. تحتاج إلى من يوظفها للصالح العام.

الحكومة لدينا ينوء كاهلها بما عليها أن تقدمه للمواطنين والمجتمع. حصيلة الموارد الذاتية بالإضافة لأموال دافعى الضرائب لا تغطى الاحتياجات المطلوبة بالكامل. لذلك فأقل واجب على الحكومة أن تعلن قائمة بالمشروعات أو المؤسسات التى تحقق الخدمة العامة. التى هى مسؤولية الدولة أولا وأخيرا. لكنها تحتاج إلى الدعم المجتمعى من القادرين والموسرين.

الدعم المجتمعى لن يتحقق إلا بتحريك غريزة الإحسان بالتحفيز والإغراء.

لكن السؤال هو: ما إجراءات أو طريقة التحفيز، خاصة لدى الأفراد والمؤسسات القادرة على التبرع؟

يتم هذا باختصار بشعار بسيط يقول: «النصف عليك والنصف علينا» كما جاء الشعار العبقرى أيام الحملة التى أطلقها وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالى «الضرائب مصلحتك أولا».. بمعنى أنه كلما تبرعت بمبلغ سيتم خصم نصفه بالكامل من الضريبة المقررة عليك. فلو دفع المتبرع مثلا ألف جنيه لجهة التبرع المسجلة لدى الحكومة، يتم خصم 500 جنيه من قيمة الضرائب المقررة عليه. يجب أن يحدث ذلك بآلية واضحة جدا ومستقرة.

بهذا ستحفز الدولة الكثير من القادرين على التبرع لمشروعاتها الخدمية التى تحتاج الى دعم مادى. سواء كانت مشروعات تعليمية أو معنية بالصحة. أو بالخدمات العامة.

يكون من ضمن القائمة مثلا المشروع الذى نادى به الرئيس عن الغطاء التأمينى لعمال اليومية.

دون وعى الدولة بما هو مطلوب. ورعايتها وتشجيعها لكل من هو مستعد للتبرع والتطوع. سيستمر التبرع عشوائيا وعرضة للاحتيال ومخادعة بعض طالبى العون.

المطلوب فقط هو استخدام غريزة موجودة أصلا. ليس مطلوبا اختراعها. مطلوب مجرد تنبيهها لكى تتحرك فى الطريق المطلوب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية