x

فريق «ملهم التطوعى» لإغاثة أهالى «الغوطة»: هنا صوت الموت يعلو.. ادعم صمودهم

الأحد 25-02-2018 20:51 | كتب: سارة سيف النصر |
اعضاء الفريق اعضاء الفريق تصوير : اخبار

هُنا غوطة دمشق الشرقية، نهاية شهر فبراير، هنا توقفت عقارب الساعة فى الأقبية على آخر تجمع دافئ فى منازلهم، وأعلنت الشمس عصيانها عن الشروق منذ أن ملأت القذائف سماءها، هُنا امتزجت آهات الأطفال بدوى الرصاص، وصرخات الثكالى بقهر الرجال، ودماء السوريين بحبات التراب المُتبقية، فإذا ما نظرت إلى أعينهم عبر تلفازك، ستشاهد نظرة واحدة طبعتها الحرب على وجههم، تحاول فيها الاستغاثة والتشبث بأى خيط من الأمل.

بين المنازل المُهدمة، والدماء المُتناثرة، والقذائف التى لا تتوقف، بينما كل المواطنين مُتخذين الأقبية الموجودة أسفل المنازل، ملجأ لهم، تجدهم مُنتشرين فى أراضى الغوطة، مجموعة من الشباب السوريين، كل منهم اختلف النشاط الذى يقوم به، ولكن جمعتهم مُهمة واحدة «إغاثة الأهالى»، وهم «فريق مُلهم التطوعى»، النور الوحيد الذى بات يضىء للغوطيين بنسائم الأمل.

تواصلت «المصرى اليوم»، مع أحد مؤسسى الفريق بالأردن، والذى يتواصل شخصياً مع أهالى الغوطة، ليشرح لنا الوضع هناك، وكيفية توصيل المساعدات للمواطنين، ويحكى أحمد أبوشعر، 27 عاما، مهندس معمارى: «الوضع كارثى، وكأنها ساعة القيامة قد حانت فى الغوطة، يحاوطنا العجز، ولكننا مازلنا لم نفقد الأمل.

«حيث يعلو صوت الموت، تختنق أصواتهم، وتسد سبل النجاة.. ادعم صمودهم»، كانت تلك الكلمات التى دعا بها «فريق مُلهم التطوعى»، للتبرع لأهالى الغوطة، وتكون الفريق منذ 2012 من مجموعة شباب، وكانت مهمتهم الأولى مساعدة اللاجئين السوريين داخل الأردن، ثم توسعت لمساعدة السوريين داخل وخارج سوريا فى جميع أنحاء العالم، خاصة بمدينة الغوطة.

يجمع الفريق، من خلال مكتبه الأساسى بالأردن، التبرعات بطرق شتى من مختلف بلاد العالم، ثم يرسلوها لأفراد الفريق بالغوطة عبر «مكاتب التحويل»، التى مازالت تعمل حتى الآن، ومن هنا تبدأ مهمة المتطوعين بسوريا.

الأرز، والخبز، وقليلٌ من الأدوية الضرورية والسلع الأساسية الغذائية، هى الأشياء التى يستطيع أن يتصرف فيها «مُلهم»، لتوزيعها على المواطنين، بينما يرتفع سعرها لأكثر من النصف، ويضيف أبوشعر: «كيلو الأرز لو فى أى مكان بـ2، 3 دولار.. بره بيبقى بـ10 وممكن يوصل لـ20 دولار كمان».

ينقسم الفريق هناك إلى عدة مجموعات يقومون بأنشطة مُختلفة: «بنحاول نجهز (الأقبية) لأنها غير مُجهزة تماماً من حمام وكهرباء وفراش، ويجلس فيها الأهالى بالأيام مخبيين، وآخر شىء عملناه حملة إن أى حد ممكن يتبرع بمبلغ ما لكفالة أسرة داخل الغوطة من كافة شىء لمدة شهور».

ظلام حالك، وساعات دامسة، وغفوات قليلة، هو حال المواطنين والمتطوعين كما وصفهم أبوشعر، فدقائق قليلة فى اليوم يتوقف فيها القذف، ليسرع شباب الحملة بالانتشار فى شوارع الغوطة، لانتشال الجثث وتوزيع الإمدادات، ويضيف: «واحد مننا هناك اتصاوب وانحرق إيديه،. وأكثر من 6 غارات جوية نزلوا على متطوعينا وهما بيحاولوا يوصلوا الأكل».

فى نهاية حديثه يدعو أبوشعر العالم للتبرع لأهالى الغوطة عن طريقهم، أو من خلال طرق أخرى: لأن دولار حتى بيفرق».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية