في سوريا، وفي سنة ١٩٢٩، وُلد نور الدين الأتاسى، وتلقى تعليمه هناك وتأثر بالفكر الماركسى، فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية والاقتصادية حتى وفاته، وكان لهذا أثر إيجابى على علاقته بموسكو طوال فترة رئاسته لسوريا.
وقد برز اسمه بقوة في الحياة السياسية في سوريا خلال الستينيات حينما قاد الانشقاق الذي حدث داخل صفوف حزب البعث السورى، وأسفر عن وجود جناحين، الأول (جناح التقدميين) بقيادته، والثانى بقيادة حافظ الأسد صاحب التوجه القومى.
وبعد سيطرة حزب البعث على السلطة في ١٩٦٣ عُين الأتاسى وزيرا للداخلية، ثم رُقى إلى نائب رئيس وزراء في العام التالى، وفى ١٩٦٥ أصبح أحد 5 أعضاء كونوا مجلس رئاسة الدولة، و«زي النهارده» في ٢٥ فبراير ١٩٦٦، نجح في قيادة انقلاب عسكرى، هو الانقلاب العاشر في سوريا خلال 20 عاما بعد انقلاب عسكرى قاده ضد رئيس مجلس الرئاسة اللواء أمين الحافظ، وأصبح الأتاسى رئيسا للجمهورية، وأمينا عاما لحزب البعث.
وظل على رأس السلطة لـ4 سنوات تخللتها حرب ١٩٦٧، التي احتلت فيها إسرائيل هضبة الجولان، وفى ١٩٦٩ حاول وزير الدفاع حافظ الأسد القيام بانقلاب عسكرى ضده لكنه فشل، بسبب الدعم السوفيتى، وتهديد موسكو بقطع المعونات العسكرية والمالية عن سوريا، وظل الأتاسى في منصبه حتى نجح وزير دفاعه حافظ الأسد في الانقلاب الثانى عليه في ١٩٧٠ وأودعه سجن المزه العسكرى في دمشق لمدة ٢٢ عاما، ثم أفرج عنه في ١٩٩٢ بعد تدهور حالته الصحية، وسافر للعلاج في فرنسا، لكن المنية وافته في ١٩٩٢ هناك عن عمر ناهز ٦٣ عاما.