«تونس تطلب من فرنسا مساعدات مالية عاجلة لتغيير نظاراته».. «نعم للمرزوقى شريطة أن يتخلى نهائياً عن نظاراته الكبيرة».. «أبومرايات (نظارات) لا يمثلنى».. هذه بعض التعبيرات الساخرة التى أطلقها شباب على الـ«فيس بوك» لم تمنع منصف المرزوقى رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية من الوصول للقصر الرئاسى فى تونس.
فقد اتفق حزب النهضة الإسلامى وحزب المؤتمر اليسارى اللذان تصدرا نتائج الانتخابات التونسية على اختيار «المرزوقى» الزعيم اليسارى، الشهير بلقب نيلسون مانديلا تونس، ليكون خليفة للرئيس المخلوع زين العابدين بن على. فقد ذاق المرزوقى مرارة سجون بن على قبل النفى إلى باريس حتى توسط له الزعيم الجنوب أفريقى مانديلا. والمرزوقى هو واحد من أبرز النشطاء العرب فى مجال حقوق الإنسان، ومن المساهمين الأوائل فى إنشاء عدد كبير من المنظمات العربية والدولية فى هذا المجال.
كما أنه كاتب وأديب لم يمنعه تخصصه الحديث فى طب الأعصاب من ممارسة السياسة والأنشطة الاجتماعية. ويلح «المرزوقى» على الفصل بين الدين والدولة، وحقوق المرأة، وإن دافع عن الإسلاميين بقوة وعن حقهم فى التعبير عند صدامهم مع نظام «بن على» أثناء رئاسته للرابطة التونسية لحقوق الإنسان. وكان يشيد بإسلاميى تونس، والنهضة تحديداً لعدم لجوئهم للعنف فى وجه نظام عنيف.
وسبق لـ«المرزوفى» أن ترشح لمنصب رئيس الجمهورية فى تونس عام 1994، لكن لم يحالفه الحظ، ومن بعدها تعرّض للسجن والطرد من العمل وتم منع كتبه من الطبع والنشر، وحجب موقعه وتعرض لمحاكمات عديدة، وتم منعه من السفر حتى سافر للعيش فى المنفى بباريس لمدة 15 عاماً، ثم عاد لتونس بعد ثورة 17 ديسمبر 2011 حيث يواصل نشاطه السياسى والفكرى.
«المرزوقى» متحدث ماهر باللغتين العربية والفرنسية، ولم يتوقف طيلة العيش فى المنفى عن توجيه سهام النقد للرئيس بن على ونظامه على جميع الجبهات خاصة الإعلامية.
وبعد انسحاب حزب «التكتل» الليبرالى من الائتلاف الثلاثى مع النهضة الإسلامى والمؤتمر من أجل الجمهورية اليسارى اتفق الأخيران على تسمية «المرزوقى» رئيساً للجمهورية.
وبذلك ينضم حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» إلى صف المعارضة التى تضم الحزب الديمقراطى التقدمى وحزب العمال الشيوعى التونسى والقطب الديمقراطى الحداثى وغيرها من بقية تشكيلات المجلس الوطنى التأسيسى من أحزاب ومستقلين.
وقالت صحيفة «الصباح» التونسية الاربعاء إن التصريحات الأخيرة لأمين عام حركة النهضة حمادى الجبالى عما اعتبرها «خلافة راشدة سادسة» فى تونس بوصول حركته للسلطة - من الأسباب المباشرة لانسحاب التكتل من الائتلاف الحاكم بجانب نشوب خلاف حادّ جداً بين مصطفى بن جعفر، أمين عام حزب التكتل، ومنصف المرزوقى، على خلفية اقتسام الرئاسات الثلاث وتشكيل كتلة أو تحالف، لتعلن النهضة ترجيح كفّة المؤتمر من أجل الجمهورية بإعطائه منصب رئاسة الجمهورية.
يأتى ذلك فيما ذكرت صحيفة «الصريح» التونسية الاربعاء أن إشارات تسربت بأن النهضة ستحصل على 11 حقيبة وزارية بما فيها الوزارة الأولى التى باتت شبه محسومة للجبالى الأمين العام للنهضة وستؤول المناصب الوزارية العشرة لقيادات وإطارات من الحركة.