«السعادة فى مكان آخر.. محمد المخزنجى مع الدكتور محمد غنيم» هو الإصدار الأحدث للدكتور محمد المخزنجى عن دار الشروق والذى أحسن صنعا بالتوثيق لسيرة ومسيرة طبيب فذ، وإنسان رائع وهو الدكتور محمد غنيم، والكتاب جمع بين أكثر من شكل فى التوثيق ما بين سرد الموثق وشهادته، وتداعى صاحب السيرة فى السرد، وثالثا الطابع الحوارى.. والتى جمع المخزنجى بينها فى اقتدار. ويحدد المخزنجى البدايات الأولى له مع الدكتور غنيم، حيث كان طالبا فى طب المنصورة، وكان غنيم الرئيس الشاب لقسم جراحة المسالك البولية متمرداً فى مجاله ومقامه، وكان عضو هيئة تدريس خارج التوصيف التقليدى، وطبيبا لا يتربح من الطب، مكتفيا براتبه الجامعى ولا يسعى للاغتناء من جيوب المرضى، وبالأخص فقراء الفلاحين، صارما مع الجميع فيما تقتضيه مقتضيات العلاج فى عنبر رقم 4 الذى حوّله إلى أيقونة مستشفى المنصورة الجامعى بنظافته وانضباط العاملين فيه ورقى خدماته لنزلائه.. وتحولت هذه السياسة لحكايات مدهشة يرويها المرضى وذووهم. ويعرف قسم 4 بين الجميع باسم «عنبر غنيم»، ودوت أسطورة النجاح حتى بلغت بلدان العالم العربى، وصار غنيم حالة قومية.. وحين ولد مركز الكلى، وضع المنصورة على خريطة العالم وصار مدرسة طبية عالمية، وتردد غربيون على زيارة المركز.
ولا يتسع المجال لذكر كل التفاصيل الرائعة التى وردت فى الكتاب، ولكن نقول إجمالا إن الكتاب تضمن محطات تفصيلية غنية للدكتور غنيم المولود فى مارس 1939 سيرة ومسيرة وعطاء وضميرا مهنيا ووطنيا منذ مولده فى مارس 1939 مرورا بسنوات دراسته فى كلية الطب والتحاقه بمستشفى المنصورة وسفره إلى انجلترا وأمريكا وكندا وتعيينه معيدا بجامعة المنصورة وتأسيسه مركز الكلى فى حديقة شجرة الدر، وزيارة السادات للمستشفى وتحقيق الاستقلال المالى والإدارى للمركز، وما كتبه الطبيب الأمريكى «أنتونى أورلندنا» عن المركز تحت عنوان «أمريكى فى المنصورة» وزيارة مصطفى أمين ورؤساء وزراء مصر للمركز وعلاج نائب رئيس زيمبابوى بالمركز والتطويرات المتلاحقة على المركز حتى صار مركزا دوليا يتمتع بسمعة عالمية.