x

سوريا.. تشتت المعارضة يمنح النظام «قبلة الحياة»

الثلاثاء 15-11-2011 18:32 | كتب: اخبار |
تصوير : نمير جلال

رغم مرور فترة كافية لتشكيل جبهة سياسية موحدة لمعارضة نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وضحت بشدة مؤخرا ظاهرة تشتت المعارضة السورية، وانقسامها إلى عدة تكتلات فى الداخل والخارج لكل منها توجهاته المختلفة، الأمر الذى منح الأسد «قبلة الحياة» للاستمرار فى السلطة.

ويرى المراقبون أن هذا التشتت نتيجة طبيعية لاحتكار العمل السياسى وقمع المعارضة لأكثر من نصف قرن. وتتبعثر المعارضة السياسية السورية بين الداخل والخارج، وبين معارضين مستقلين ونشطاء حقوقيين ورجال أعمال، وكذلك معارضة تقليدية

ومن أبرز كتل المعارضة للنظام السورى، والذى كاد يكون ممثلا شرعيا للبلاد، المجلس الوطنى السورى. ويعتبر المجلس من قوى المعارضة فى الخارج، حيث يترأسه برهان غليون، أحد أبرز المعارضين لنظام الأسد، ويضم أغلب أطياف المعارضة فى الخارج.

وفى الخارج أيضا هناك جبهة عبدالحليم خدام، النائب السابق للرئيس السورى، المقيم فى باريس منذ 2005، والذى أسس بدوره جماعة معارضة جديدة تسمى اللجنة الوطنية لدعم الثورة السورية، بالإضافة إلى كتلة رفعت الأسد، عم الرئيس السورى، وهو موجود بالمنفى منذ 1984.

أما فى الداخل، فتتمثل كتل المعارضة فى الأحزاب القديمة، ومعظمها ذو توجهات قومية ويسارية، وأصبح تواجدها على الأرض منعدماً تماما فى الشارع السورى. وهناك أيضا «تيار بناء الدولة»، فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين، المتواجدة بصورة أكبر فى البلاد، نتيجة تعاطف الناس معهم جراء ما شهدوه من قمع تحت وطأة نظام الأسد. هذا بالإضافة إلى هيئة التنسيق الوطنية، والتى تضم معارضة من داخل وخارج سوريا.

والقوة المعارضة الكبرى فى الداخل تتمثل فى القادة الميدانيين، وهم يتمتعون بالاحترام داخل مدنهم المحلية، وأثبتوا قدرة على القيادة وتنظيم المظاهرات.

ومن مظاهر الاختلافات بين تلك الكتل المعارضة، الانقسام حول إسقاط النظام فورا وتدويل المشكلة السورية، والسماح بالتدخل الأجنبى، فى مقابل الحوار مع نظام الأسد وحل المشكلة داخليا، وعدم السماح لأى أطراف خارجية بالتدخل. وأكد العراك بين قادة المعارضة فى الداخل والخارج أمام الجامعة العربية فى القاهرة، فى 11 نوفمبر الحالى، والاتهام المتبادل فيما بينهم بالخيانة والعمالة، هذا الخلاف يشكك بدوره فى قدرة أى منهم على قيادة سوريا فى حال إسقاط نظام الأسد.

وقد رحب المجلس الوطنى السورى بقرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية، كما أنه يهدد بين الحين والآخر بطلب التدخل من المجتمع الدولى لحماية المدنيين من القمع.

فى المقابل، ترفض معظم كتل المعارضة فى الداخل التدخل الأجنبى، وعلى رأسها «تيار بناء الدولة». وترفض هيئة التنسيق الوطنية أيضا التدخل الخارجى نهائيا، بل تدعو لإطلاق «حوار» مع الأسد لتجنب التدخل الخارجى.

أما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين ويرى المحللون السياسيون أن كل ما يريده الغرب هو إشراكهم فى الحكم بجانب العلمانيين، لتحقيق «عملية تصالحية» بين الغرب والإسلام.

ويبدو أن المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها تتفق فى نقطة واحدة وهى النقم على النظام الحالى والانتقال إلى دولة مدنية، وتختلف وتنقسم على نفسها فى طريقة التخلص منه، وتلك الخلافات يراها المراقبون بأنها «تطيل عمر نظام الأسد».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية