x

صمود المتظاهرين وتنازلات «بشار» يحددان «التدخل الأجنبى»

الثلاثاء 15-11-2011 18:22 | كتب: عنتر فرحات |

تطرح الأزمة السورية -بتعقيداتها الداخلية والخارجية وبعد قرارات الجامعة العربية بتعليق عضوية دمشق لرفضها الاستجابة للمبادرة العربية- خيارات أخرى منها التصعيد الدبلوماسى العربى والدولى ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وفرض مزيد من العقوبات وحظر تصدير السلاح فى محاولة لخنق النظام السورى وإسقاطه، فيما بدأ الحديث يتزايد عن الخيار العسكرى على غرار السيناريو الليبى رغم اختلاف الحالة السورية والمخاوف من جر المنطقة لحرب شاملة.

وبعد قرارات الجامعة العربية فقدت سوريا غطاءها العربى لأول مرة بحسب جوزيف بهوت، خبير شؤون سوريا بجامعة العلوم السياسية بباريس، وبات أى خيار أو تصعيد دولى ضد دمشق رهناً بعاملين هما الخطوات المقبلة للنظام من تصعيد ضد المتظاهرين أو سحب قواته من الشارع وتقديم خطة إصلاح شاملة ترضى الشارع الغاضب، اعتمادا على أن الغرب يخشى سقوط الأسد لعدم جاهزية المعارضة لتولى الحكم بسبب خلافاتها - بحسب محللين، والعامل الثانى والأهم هو إصرار وصمود المتظاهرين والمعارضة على إسقاط الأسد. ومع استبعاد حلف الناتو ووزير الدفاع الأمريكى، ليون بانيتا، وفرنسا وبريطانيا وأطراف عربية عدة الخيار العسكرى للإطاحة بالأسد، تبرز الخيارات الأخرى، وأهمها فرض حظر طيران على سوريا لحماية المدنيين رغم صعوبتها عمليا، ويرى المحللون أن هذا الخيار ليس سهلا عكس الحالة الليبية، فحتى لو تم التوافق عليه بمجلس الأمن ضمن آلية حماية المدنيين، ستعتبره دمشق بمثابة إعلان حرب، ولديها القدرات لإرهاق حلف الناتو أو أى تحالف دولى يسعى لفرض منطقة حظر جوى.

وكشف دبلوماسى روسى أن الناتو أعد استراتيجية للهجوم تشمل خطتين (أ) وخطة بديلة (ب) يتم اللجوء لها إذا استخدمت روسيا والصين حق «الفيتو» لإحباط قرار من مجلس الأمن وتأخذ فى الحسبان دخول حزب الله وإيران على خط الأزمة، وقال المصدر إن الخطة تشمل ضرب قائمة من 30 موقعا أبرزها محطات الاستطلاع الجوى ومواقع بطاريات الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى والقواعد الجوية وقيادة الحرس الجمهورى والمخابرات العسكرية والعامة لشل قدرات الجيش السورى. ومع ذلك فالطريق العسكرى إلى دمشق يبدو مستبعدا، بسبب عدم التوافق الدولى وخشية الغرب من سقوط الأسد لعدم وجود بديل، وحتى الآن بدا نظام الأسد متماسكا عسكريا ودبلوماسيا رغم الضغط الدولى والعقوبات التى شلت قطاع النفط، فالانشقاقات العسكرية لم تشمل كبار الضباط، وتقع سوريا فى قلب صراع الشرق الأوسط، وترتبط بعلاقات وثيقة بإيران وبحزب الله وحماس والفصائل الفلسطينية التى ترى فى سقوط الأسد تهديدا لوجودها والغرب يدرك كل تلك التهديدات.

ومع استبعاد خيار التدخل العسكرى المباشر حاليا، سرب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية خطة أمريكية لإسقاط الأسد تشمل 5 نقاط هى عزل النظام عن قواعده فى الجيش والشعب وتشجيع العلويين على التخلص من حكم الأسد لضمان حمايتهم، وشن حرب اقتصادية وتحريض رجال الأعمال على النظام، ومحاولة استثمار الانشقاق داخل الجيش وتشجيعها ومنع النظام من القضاء على المنشقين، أو محاولة إقناع الأسد بقبول عرض توفير ملجأ أمن له من قبل بعض الدول العربية، أو العمل على انقلاب داخل القصر وأن يتولى علويون السلطة مؤقتاً. إلا أن العامل الحاسم فى رسم مستقبل سوريا يتركز فى الداخل بإصرار المتظاهرين والمنشقين على إسقاط الأسد، أو أن ينتهز نظامه الفرصة الأخيرة قبل انهياره.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية