بدلاء لكن عظماء..محارب «جدو» جديد بالكرة المصرية.. ووليد صلاح وأسامة حسنى الأبرز (تقرير)

ليس ضروريًا أن تكون متصدرًا جميع مشاهد الرواية، وتظهر ملامح وجهك فى أغلب فصولها، كى تزداد شعبيتك ونجوميتك، وتظل خالدًا فى أذهان وعقول الجميع، فمن الوارد بشدة أن يكون دورك ثانويًا فى مشاهد قليلة وصغيرة من الرواية تظهر لفترات محدودة ولكن يبقى ظهورك هو الأجمل والأروع والأكثر تأثيرًا بين أقرانك.

وبالنسبة للعبة كرة القدم، فتعلق الجماهير آمالاً عريضة على دكة بدلاء فريقها فى أوقات التعثر والتأخر فى نتائج المباريات، ممنية النفس فى أن تكون بمثابة الحل السحرى الذى يجيب بامتياز عن أسئلة المنافس وتقمص شخصية البطل المنقذ.

التقرير التالى نستعرض من خلاله أبرز نجوم دكة البدلاء بالكرة المصرية على مدار ربع قرن مضى، والذين تمكنوا من قلب الموازين وصنع الفارق فى دقائق معدودة.

إسلام محارب هو أحدث وجوه نجوم الدكة القادرين على إحداث الفارق خلال الدقائق التى يشارك خلالها، فمع عودته مجدداً لصفوف النادى الأهلى، يفضل حسام البدرى المدير الفنى للفريق الإبقاء عليه كورقة رابحة على الدكة، ومحارب لا يخذله فى كل مرة يشارك خلالها كبديل، فسجل 4 أهداف وصنع هدفا واحدا، خلال 317 دقيقة فقط، خاضها مع المارد الأحمر كبديل ليستحق لقب «أفضل بديل» فى الدورى المصرى بالموسم الجارى.

وإذا سألوك عن البديل الفذ، فلينطق لسانك باسم محمد ناجى جدو، نجم الاتحاد السكندرى والأهلى السابق ومنتخب مصر، حيث حفر مهاجم المقاولون العرب الحالى اسمه بحروف من ذهب خلال أولى انطلاقاته مع منتخب أحفاد الفراعنة فى ولاية المعلم حسن شحاتة، بتسجيله 5 أهداف تاريخية، خلال مشاركته كبديل فى مواجهات منتخبنا القومى بمنافسات أمم أفريقيا 2010 بأنجولا، فتربع جدو على عرش هدافى الدورة، وقاد منتخب بلاده لتتويج عظيم بالأميرة السمراء للمرة الثالثة على التوالى، ونال اللاعب لقب «البديل الفذ» بجدارة واستحقاق ليكون واحدا من أفضل بدلاء العالم فى عالم المستديرة.

أسامة حسنى، مهاجم الأهلى السابق، كان أحد العناصر المميزة التى تجيد بشدة عند الدفع بها فى الدقائق الأخيرة من عمر المباريات الحاسمة من قبل الأجهزة الفنية التى تناوبت على تدريب الفريق الأحمر، فتظل أهدافه المؤثرة التى سجلها فور نزوله أرضية الملعب عالقة بأذهان أنصار التتش وفى مقدمتها هدفاه فى شباك الزمالك بنهائى كأس مصر موسم 2007 وهدفه فى شباك النجم الساحلى بنهائى دورى الأبطال فى العام نفسه، كذلك هدفه فى مرمى حسن نصر داى الجزائرى بالبطولة العربية 2004 وغيرها من الأهداف الأخرى، وسجل «الشيخ أسامة» 23 هدفًا وصنع هدفين فى مشواره بالدورى المصرى، عندما شارك بديلاً مع أندية الأهلى ومصر للمقاصة وحرس الحدود.

وليد صلاح الدين المُلقب بأمير الموهوبين كان أشهر من يجيد قلب موازين المباريات الكبرى التى يخوضها فريق النادى الأهلى أواخر التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة، فكان النجم القصير المكير يتمتع بمهارة كبيرة ورؤية مميزة للملعب تعينانه على تقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر، وأبرز المباريات التى سلمه خلالها الخطيب قميصه يوم اعتزاله، أمام المنصورة بنهائى كأس مصر 96 وأمام الرجاء المغربى بنهائى البطولة العربية فى العام ذاته ولقاء هارتس أوف أوك الغانى بدورى الأبطال 99، ومباراة الإسماعيلى الشهيرة موسم 2002 وغيرها من المباريات التى تمكن خلالها أمير الموهوبين من صنع الفارق لمصلحة الشياطين، سواء بالتسجيل أو صناعة الأهداف.

والقائمة تطول لتشهد مصطفى فتحى، نجم الزمالك المعار حالياً لصفوف التعاون السعودى، حيث سجل اللاعب 7 أهداف، وصنع 6، خلال المباريات التى خاضها كبديل مع الفريق الأبيض فى الدورى المصرى بالمواسم السابقة، ومحمد حسن «ميدو» لاعب فريق النصر، والذى سجل 3 أهداف (هاتريك) فى مباراة المقاصة بالموسم الجارى، التى خاض خلالها 39 دقيقة فقط، وعماد متعب، المهاجم التاريخى للنادى الأهلى والمعار حالياً للتعاون السعودى، والذى كسب رهان مدربيه عند الدفع به بديلاً، فسجل فى عدة مباريات حاسمة فور نزوله أبرز أهدافه فى شباك المنتخب الجزائرى بقميص الفراعنة بتصفيات مونديال 2010 وهدفه فى وفاق سطيف الجزائرى بالسوبر الأفريقى 2014 وأهدافًا عديدة أخرى بقميص الأهلى فى المواسم الأخيرة، أهمها فى مواجهة بتروجت موسم 2016 والمقاولون 2017.