x

آمنة الشندويلى.. أزياء تعكس رسالة إنسانية

السبت 17-02-2018 00:11 | كتب: إيمان مبروك |
أيقونة أيقونة تصوير : اخبار

«مستقبل جديد للموضة» ظهر فى الأفق على أيدى مجموعة من مصممى الأزياء فلم يعد الأمر مجرد قطعة ملابس تتماشى مع الاتجاهات العالمية أو مجرد اختيار للألوان، بل أصبح طريقة لتقديم مفاهيم ورسائل تحث على التعايش والبحث فى الأصول والثقافات.

ونرصد ضمن هذا الاتجاه أنامل صغيرة تخطو خطوات ثابتة تبشر بتصميمات ربما تصل للعالمية انطلاقاً من الانغماس فى الأصول المصرية التى تجمع بين الثقافة الفرعونية والعربية والأفريقية أيضاً، ومن هنا انطلقنا فى الحديث مع مصممة الأزياء المصرية الشابة، آمنة الشندويلى، التى تصف نفسها بمصممة أزياء قبلية عرقية.

تقول «آمنة» إنها معنية بتقديم أفكارها من خلال الأزياء، فكل مجموعة تقدمها تعبر عن مفهوم أو فكرة ربما تكون بعيدة عن مفهوم المظهر أو الموضة التقليدية بينما تعكس رسالة إنسانية، وإن لديها شغفا كبيرا بثقافة وأزياء القبائل والأقليات العرقية، ليس داخل مصر فحسب، بينما فى كل أنحاء العالم، ولكن أصولها المصرية جعلتها تنطلق من الروابط العرقية بين مصر وأفريقيا.

من يتعمق فى الأزياء يعرف أنها أحد فروع الثقافة، ومن هنا تقول «آمنة» إنها لا تبدأ تصميماً معيناً إلا بعد دراسة طبيعة المكان الذى تستهدفه التفاصيل الثقافية الصغيرة لأهله، ثم تترك روحها لتترجم هذه التفاصيل من خلال تصميمات مميزة ربما لا يقدّرها إلا من يؤمن بأهمية الأزياء فى التعبير عن الشعوب، وكانت أول مجموعة تطلقها باسم «الطريق إلى الفيوم» وهى أزياء مستوحاة من العمارة الإسلامية الموجودة فى قرية تونس، وبعد نجاح هذه المجموعة بشكل لم تكن تتصوره الفتاة الشابة التى لم تتخط الثالث والعشرين من عمرها وقتذاك، دفعها لاستكمال مسيرتها فى استغلال شغفها بالموضة للتعبير عن مفاهيم مختلفة للحياة.

ومن العمارة الإسلامية إلى الأصول الأفريقية، أطلقت «آمنة» مجموعاتها الثانية تحت عنوان «الطريق إلى نيروبى» سافرت إلى قلب كينيا بحثاً عن الروابط بين مصر وأفريقيا، والتى يغفلها المصريون ولا يضعونها ضمن دواعى الفخر، فبداية من المناخ والبشرة الخمرية وصولاً إلى جبال النوبة تتعدد الروابط والأصول، وهو أمر ارتكزت عليه «آمنة» لتخرج بمجموعة أزياء مميزة، قدمتها للعالم من خلال عارضين من أصحاب البشرة السمراء سعياً لكسر معايير الجمال التقليدية التى تربينا عليها.

كل مجموعة تطلقها «آمنة» وراءها قصة لأناس يغفلهم العالم، فبعد أفريقيا قدمت مجموعة «مدينة الأمازيغ» تعكس أسلوب المجتمع الأمازيغى، وهو مجموعة عرقيّة من شعوب شمال أفريقيا الأصليّة، ولا يعرف كثير من المصريّين عن وجود الأمازيغ فى واحة سيوة، وقدمت «الشندويلى» مجموعة مستوحاة من من ثقافة الأمازيغ وجاءت بالطبع تمزج بين ثقافة مجموعة لا يُعرف عنها الكثير وبين لمسات عصرية تحمل رسائل وتخلق روابط بين ثقافات مختلفة.

ولم تتوقف رسائلها الثقافية عند حد الأصول فحسب بل قدمت مؤخراً عبارة عن مجموعة جديدة باسم «كايرو بانك» مستوحاة من مدارس ثقافية مختلفة ومتنوعة، وانعكس هذا التنوع على اختيار عارضى أزياء بألوان بشرة وأطوال وأجسام مختلفة، والهدف هو التعبير عن مفهوم «تقبل الآخر» حتى إن اختلف فى اللون أو الشكل أو الثقافة، ودعت لنبذ العنصرية والاضطهاد فى الشارع المصرى ربما انطلاقاً من حالة العنف النابعة من أن كل طرف يهدف إلى فرض قوانينه.

وقالت «آمنة» إنها لا تتمنى الشهرة أو مزيدا من المكاسب المادية، لكنها تسعى إلى أن تقدم رسالة من كل مجموعة أزياء تقدمها فهى تحفر اسماً ربما يذكره التاريخ لدوره فى التعبير عن الثقافات وعن مفاهيم اختفت من خلال الأزياء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية