بعد أن أُسدل الستار على الدورة الـ49 من معرض القاهرة الدولى للكتاب التى شهدت إقبالاً ملحوظاً من المواطنين، برز عدد من الإيجابيات والسلبيات، حيث تمثلت الإيجابيات فى توافد أكثر من 4.5 مليون مواطن على أجنحة المعرض المختلفة، وارتفاع نسبة المبيعات رغم ارتفاع أسعار الكتب بعد قرار تحرير سعر الصرف، وتنوع مجالات الأنشطة الثقافية، وجهود المنظمين لها، والاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة وتخصيص فقرات خاصة بهم. وكانت أهم السلبيات، حسب آراء جانب من جمهور المعرض، قلة الدعاية، وعدم توفير مواصلات داخلية، وقلة اللوحات الإرشادية، والزحام الشديد على أبواب الدخول، وعدم وجود خرائط فى الطرق، وعدم توفير بيانات عن مواعيد حفلات التوقيع، وانطلاق الفصل الدراسى الثانى الذى أدى لانخفاض الإقبال، وعدم وجود سلال للقمامة. «المصرى اليوم» التقت عدداً من المثقفين والأدباء ورواد المعرض ورصدت آراءهم عن الإقبال والخدمات فى الدورة الـ49، وكذلك مدى رضائهم عن قرار نقل فعاليات المعرض من أرض المعارض بمدينة نصر إلى التجمع الخامس..
قال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، إن الدورة المنتهية من معرض الكتاب تشهد مشاركة أكبر من دور النشر والجمهور عن الدورة السابقة، مشيرا إلى أنه رغم خطة «التعويم» التى قد تعوق عملية الشراء والإقبال، إلا أن دور النشر قدمت خصومات على أسعار الكتب وصلت إلى 50%، كما حصل الناشرون العرب على خصم 25% على الإيجارات من هيئة الكتاب ووزارة الثقافة.
وثمّن «رشاد» الإقبال الكبير من الشباب على فعاليات المعرض، خاصة أنهم أمل المستقبل، كما أشاد بالمشاركة الجزائرية التى وصفها بالمميزة، والتى كانت ضيف شرف الدورة 49، مؤكدًا أن «القارئ الجيد كان موجودًا فى تلك الدورة».المزيد
أجمع كتاب ومثقفون على أن الدورة الـ49 من معرض القاهرة الدولى للكتاب شهدت إقبالاً كبيراً من المواطنين واهتماماً ملحوظاً بالشباب.
وقال الدكتور جابر عصفور، أستاذ النقد الأدبى، وزير الثقافة الأسبق، إنه راضٍ عن الدورة المنتهية من معرض القاهرة الدولى للكتاب، موضحًا أنها شهدت إقبالًا أكبر وعارضين أكثر.
وأضاف «عصفور»، لـ«المصرى اليوم»، أنه على الرغم من هذا فما زال هناك اختلاط للأشياء، حيث لايزال المعرض يشهد أنشطة أخرى كثيرة بعيدة عن الكتاب، مستنكرًا وجود أماكن الطعام إلى جوار أجنحة الكتب، وأبدى عدم رضاه عن حال أرض المعارض الحالية بمدينة نصر، التى قال إنها لا تكفى لحجم هذا المعرض الذى يشارك فيه عدد كبير من العارضين والجمهور، منوّهًا إلى أنه يجب أن يكون لدينا أرض معارض ثابتة بصالات عرض مقامة، وليست خيمًا تُقام ثُم تزال.المزيد
تعانى أرض المعارض بمدينة نصر من مشكلات لوجيستيّة عديدة، تعوقها من أن تكون مركزًا مناسبًا للمعارض والمؤتمرات والتى يعد على رأسها معرض القاهرة الدولى للكتاب، وبرزت تلك المشكلات منذ سنوات، حيث تم طرح فكرة تطوير أرض المعارض بمدينة نصر قبل ثورة يناير فى 2011، وتحديدًا فى 2009، عندما فازت شركة «زها حديد- ZAHA HADID» الإنجليزية- العراقية، بتصميم مشروع تطوير أرض المعارض «كايرو إكسبو سيتي» بمدينة نصر، بعد منافسة قوية مع شركتين، نرويجية وصينية، حيث حُدّد للمشروع مهلة عامين للانتهاء منه، لكنه توقّف مع ثورة يناير.
وعادت فكرة تطوير أرض المعارض فى عام 2014، حيث أعلنت هيئة المعارض، وقتها، اتجاه الهيئة لتنفيذ خطة لتطوير أرض المعارض الحالية بمدينة نصر بإقامة فندق سياحى 5 نجوم ليضم نحو 600 غرفة، كما تضمنت خطة التطوير ضرورة الاستفادة من مساحات الأراضى المتاحة، وإقامة طرق داخلية ومساحات للسيارات.المزيد
القرّاء هم المصب الأخير لكل الجهود الثقافيّة الرسمية والخاصة، وهم المعيار الأهم ورجع الصدى اللازم لتعديل المسار دائمًا، وكما أوضح رئيس هيئة الكتاب، د. هيثم الحاج على، أن قرار نقل معرض الكتاب يضع فى الاعتبار رأى الجمهور، ومراعاة ظروفه، ومع انتهاء الدورة 49 لمعرض الكتاب، كان تقييم جمهور القرّاء ورواد المعرض أمرا مهما، وكذلك رأيهم فى القرار غير المحسوم إلى الآن بشأن نقل فعاليات المعرض إلى التجمع الخامس.
يقول «أحمد حُسين» إن الدورة المنتهية من معرض الكتاب لم تشهد دعاية كافية للكتب الجديدة لكتّاب كبار مثل محمد المخزنجى وأحمد خالد توفيق، كما لم تضم حفلات توقيع بشكل واسع لكبار الكتاب، وأيضًا لم تضم هؤلاء الكتاب الكبار والمفكرين فى العديد من فعالياتها من ندوات وحلقات نقاشية، مع قلّة زخم تلك الأسماء الكبيرة فى المشاركة مقارنة بالدورات السابقة للمعرض، مشيرًا إلى مشكلات لوجيستية تعانى منها أرض المعارض بمدينة نصر، أبرزها قلة دورات المياه وسوء خدمتها وعدم نظافتها، موضحًا أن التنظيم كان «سيئًا» بشكل عام خلال هذه الدورة، وفيما يخص نقل أرض المعارض إلى التجمع الخامس، يرى حسين أنه سوف يكون «تعسفًا إضافيًا» للجمهور القاطن فى مناطق مثل مدينة السادس من أكتوبر والشيخ زايد، وأقل صعوبة لسكّان وسط البلد ومصر الجديدة ومدينة نصر والتجمع الخامس، متمنيا الاهتمام بنظافة المعرض من خلال توفير دورات مياه جيدة وسلات للقمامة فى كل مكان.المزيد
شهدت أجنحة هيئات وزارة الثقافة إقبالًا كبيرًا خلال أيام الدورة 49 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بما تقدمه من خصومات وأسعار تنافسيّة فى ظل ارتفاع ملحوظ للأسعار، حاولت دور النشر تلافيه بالتخفيضات، والتى بلغت أقصاها فى أجنحة الدور الرسمية، حيث حققت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أحمد الشوكى مبيعات وصلت إلى حوالى 374 ألفا، وذلك من خلال جناح البيع بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ويعتبر ذلك الرقم الأعلى فى تاريخ مشاركة الهيئة بمعرض الكتاب.
وشهدت الإصدارات التراثية إقبالاً غير مسبوق من المكتبات العربية، وحققت إصدارات مركز تحقيق التراث أعلى نسبة مبيعات ومن بين كتب التراث التى شهدت إقبالاً كبيرًا: «إحياء التراث، الخطط التوفيقية، عيون التواريخ (ثلاثة أجزاء)، إتعاظ الحنفا «أربعة أجزاء»، ديوان كعب بن زهير، ديوان المعتمد بن عباد»، وذلك بالإضافة إلى كتب مركز تاريخ مصر المعاصر والدراسات الوثائقية ومن بينها كتابا: «عبود باشا أسطورة الاقتصاد المصرى، وكتاب وثائق بعثة سيد قطب».المزيد