باعتبارها «موسم» لا يتكرر إلا كل 4 سنوات، وفى الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر، قد تتكرر بعد عامين من الآن، فتحت الانتخابات البرلمانية أبوابا كثيرة للرزق من حولها، خاصة فى ظل تزايد أعداد المرشحين سواء مستقلين أو على قوائم وأحزاب، وزيادة أعداد القوى السياسية والكيانات التى ستخوض الانتخابات.
الفراشة والخطاط ومسؤول الدعاية مهن أصيلة تنتعش فى أى انتخابات، تزيد عليها مهن «السمسار والنوباتجى والبلطجى ومسؤول الإعاشة والهتيفة والزنان»، وإن ارتبطت بالكيانات الكبرى، مثل «الحزب الوطنى» المنحل، وانتشرت فى المحافظات والمناطق الشعبية، حيث يتولى النوبتجى الترحيب بالمرشح فى أى فرح، أو الحديث عنه، وإطلاق هتافات تؤيده فى أى تجمع يحضره، ولا يختلف السمسار عنه كثيرا، إذ يكون مسؤولا عن أصوات منطقة بعينها - من بابها - يعاونه فى مهمته عدد من السنيدة، يختارهم بعناية ليحركوا الكتلة الصامتة إلى التصويت، من خلال تشجيعهم ماديا وعينيا، أو مقابل الاتفاق على منحهم كيلو لحمة شهريا لمدة 3 أشهر بخلاف «الأوبيج» نظير الصوت فى يوم الانتخابات.
مسؤول الإعاشة الذى تقتصر مهمته على يوم الانتخابات، يتولى الإشراف على المأكولات والمشروبات يومها، وقبلها لبعض المناطق الفقيرة، فيما يتولى «الزنان» ملاحقة منافسى مرشحه بالشائعات، للتأثير على شعبيتهم والتقليل من حجم الأصوات التى تؤيدهم.
انتخابات الثورة قد تخلو من كل هؤلاء، وقد تستخدمهم، ليس لزيادة عدد المرشحين فحسب، لكن أيضا لاختلاف الكتلة التصويتية من دائرة لأخرى، واختلاف طبيعة الناخب بين الناشط المؤيد للثورة، والسلبى الرافض لها ولكل مظاهرها.
وإن كان أهم ملامح الانتخابات المقبلة، انضمام مهنتين جديدتين، هما مسؤولو الاتصال ومسؤولو التنسيق، حيث أدى نظام الانتخاب المختلط، بالقائمة والفردى إلى ظهورهما، إذ يحتاج مرشحو القائمة لمسؤول اتصال يجمعهم قبل المؤتمر الانتخابى ويتفق معهم على أماكن التواجد أو عقد المؤتمرات الانتخابية، وأيضا من مهامه الاتصال بأجهزة الإعلام لإبلاغها بمواعيد المؤتمرات الانتخابية ويطلعها على أخبار مرشحى القائمة، أما مسؤول التنسيق فيتولى مسؤولية الربط بين مرشحى القائمة، من حيث تحرك كل مرشح فيها على حدة داخل دائرته والمسيرات التى يتم تنظيمها.
ورغم حاجة أغلب مرشحى القائمة للوظيفتين، تباينت الأحزاب فى اللجوء إليهما، حيث استخدمت أحزاب «الحرية والعدالة والتيار المصرى والوسط والتحالف الشعبى» مسؤول اتصال ومسؤول تنسيق، واكتفت أحزاب «الوفد والمساواة والتنمية والنور السلفى» بمسؤول تنسيق فقط.