ضربة موجعة تلقتها الحكومة العراقية، بفشل، أو بالأحرى «اقتراب» فشل مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار العراق، والمنعقد في الكويت، على مدار الأيام الثلاثة الماضية. السبب في ذلك قلة المبالغ التي منحتها بعض الدول لعملية إعادة الإعمار، بعد الخراب الذي تركه تنظيم داعش، وقت سيطرته على كثير من المدن العراقية.
خطورة الأمر قد تتعلق بإمكانية تحقيق مسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بترك مهمة الإعمار لشركات قطاع خاص دولية، وهو أمر إن حدث، فهو يشكل فشلا كبيرا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في تحقيق الاستقرار لبلاده التي عانت لسنوات طويلة من الحرب، لاسيما أن العبادي مُقدم على معركة انتخابية صعبة في 12 مايو المقبل، أمام كتل سياسية شيعية موالية لطهران، ما دعا دبلوماسيين غربيين للتحذير بأن هزيمة العبادي في هذه الانتخابات من الممكن أن تُغرق البلاد في صراع طائفي جديد.
ورغم أن العراق يحتاج إلى نحو 88 مليار دولار كتكاليف لإعادة الإعمار، إلا أن التبرعات التي تم جمعها خلال أيام المؤتمر الذي انتهي (الأربعاء) لم تزد عن 4 مليارات فقط، أتت أغلبها من دول خليجية، هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر.
كانت الخارجية الأمريكية قد أكدت في وقت سابق أن واشنطن منذ العام 2014، قدمت للعراق نحو 1.7 مليار دولار كمساعدات إنسانية، وكذلك 6 مليارات أخرى كمساعدات اقتصادية وأمنية، إلا أنها في معظمها كانت وقت رئاسة باراك أوباما، في حين يبدو موقف الإدارة الأمريكية الحالي ملتبسًا، من حيث التأكيد على الوقوف إلى جانب بغداد في إعادة الإعمار، من ناحية، ومن ناحية أخرى النية الخبيثة لدى ترامب في دخول شركات من القطاع الخاص في العملية، ما يحقق لها مكسبًا ماليًا كبيرًا.
وفي تقرير نشرته «نيويورك تايمز»، قالت إن كثيرًا من المحللين يؤكدون أن معظم المدن العراقية التي دُمرت خلال الحرب مع تنظيم داعش تقع في المناطق السنية (أي التي شهدت تمردًا كبيرًا أيام غزو القوات الأمريكية للعراق)، وهي مناطق يخشى وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون في أن تكون مناطق جذب جديدة للمتطرفين، إذا لم يُعد إعمارها، وفقا لتصريحاته.