تظاهر آلاف الأردنيين في العاصمة عمان و4 مدن أخرى مطالبين بالإصلاح وإسقاط الحكومة والفساد، وتخلل الاحتجاجات أعمال عنف بعد تعرض 6 رجال أمن للطعن وجرح 34 آخرين خلال مظاهرة للسلفيين.
واحتشد آلاف الأردنيين بعد صلاة الجمعة في عمان وكل من مدن الكرك ومعان والزرقاء وأربد في شمال المملكة مطالبين بـ«إصلاح النظام» وإسقاط حكومة رئيس الوزراء معروف البخيت وحل البرلمان.
وكانت أبرز مظاهرة تلك التي انطلقت من المسجد الحسيني الكبير وسط عمان إلى ساحة أمانة عمان وهتف المتظاهرون خلالها «الشعب يريد إصلاح النظام» و«الشعب يريد إسقاط الفساد» و«الأردن حرة حرة والبخيت برة برة».
وحمل المتظاهرون أعلاما أردنية كبيرة ولافتات كتب عليها «الشعب يريد ديمقراطية وعدالة اجتماعية» و«الشعب يريد حل البرلمان».
وانتهت التظاهرة السلمية التي نظمها حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، وأحزاب معارضة والنقابات المهنية أمام ساحة أمانة عمان قبل أن ينضم عدد من المشاركين فيها إلى اعتصام لحركة «شباب 24 مارس» في الساحة.
وقال جميل أبو بكر الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن «هذه التظاهرة هي تأكيد من قوى المعارضة والقوى الشعبية في الشارع الأردني على مطالب الإصلاح الذي لم يتحقق حتى الآن».
وأضاف أن «الشعب الأردني وقواه سيستمرون في هذا الحراك حتى تتحقق مطالبنا بإصلاح سياسي وإقتصادي شامل ومكافحة الفساد».
وتجمع مئات من أنصار «حركة شباب 24 مارس»، التي تعرضت لاعتداء الشهر الماضي من قبل موالين للحكومة مما أدى الى مقتل شخص وإصابة 160 بجروح، في ساحة أمانة عمان للمطالبة بـ«محاربة الفساد والمفسدين» وبإصلاح شامل.
وهتف هؤلاء «شباب 24 ضد الفساد والمفسدين» و«الشعب يريد محاربة الفساد» و«جينا بدنا الإصلاح والفاسد لازم ينزاح»، حاملين أعلاما أردنية ومرددين أغاني وطنية.
وفي الزرقا، شهدت الاحتجاجات أعمال عنف، وقال المقدم محمد الخطيب، الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، إن «الأمن العام استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من أنصار التيار السلفي الذين تظاهروا في المدينة بعد تعرض 6 من رجال الأمن للطعن وجرح 34 آخرين».
وأضاف أن «جميع هؤلاء الجرحى من رجال الأمن، وقد أدخل الـ6 الذين تعرضوا للطعن إلى غرف العناية المركزة في مستشفى جبل الزيتون ومستشفى الأمير هاشم في الزرقاء وهم في حال حرجة فيما الاصابات الأخرى بين متوسطة وعادية».
وكان الخطيب أوضح أن «الأمن تدخل بعد أن قامت المجموعة بالاعتداء على بعض المواطنين وشتمهم ونعتهم بـ(الطغاة والكفرة)، وجرى تفريقهم بالغاز المسيل للدموع بعد تعرض رجال الأمن للطعن».
ولم يعط المسؤول مزيداً من التفاصيل حول عدد المصابين من التيار السلفي، فيما ذكرت مواقع الكترونية محلية إصابة العشرات من أنصار التيار خلال تفريقهم. وكان السلفيون تظاهروا مرارا الأسابيع الماضية مطالبين بإطلاق سراح عدد من المحكومين من التيار بينهم أبو محمد المقدسي الذي كان مرشدا روحيا لأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي قتل في غارة أمريكية في العراق عام 2006.
وشهدت عمان في 25 مارس الماضي مواجهات كانت الأولى من نوعها منذ بدء حركة الاحتجاج قبل أكثر من 3 أشهر، بين معتصمين مطالبين بالاصلاح ومتظاهرين موالين للحكومة، أسفرت عن وفاة شخص وإصابة 160 آخرين.
ووقعت المواجهات عندما هاجم متظاهرون موالون للحكومة معتصمين من حركة «شباب 24 مارس» نصبوا خياما في دوار الداخلية الحيوي (ميدان جمال عبد الناصر) وسط عمان، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشعب للتفريق بينهم وفض الاعتصام.