وضع الزعيم محمد فريد أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة ١٩٠٩ ثم انخرط في النشاط السياسى،ودعا الوزراء إلى مقاطعة الحكم (ما يعنى أنه طالب بأول وآخر إضراب وزارى)، وقال:«من لنا بنظارة (وزارة) تستقيل بشهامة وتعلن للعالم أسباب استقالتها؟ ولو وجد بين المصريين من يقبل الوزارة لأُعلن الدستورولنلناه على الفور».
وكانت مصر قد عرفت على يد فريد المظاهرات الشعبية المنظمة، وكان يدعو إليها، فيجتمع عشرات الألوف في حديقة الجزيرة وتسير إلى قلب القاهرة، وضع فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلى توقيعها وإرسالها إليه، ونجحت الحملة وسلم فريد التوقيعات للقصر لقد كان فريد ثانى اثنين من زعماء الحركة الوطنية مع الزعيم الشاب مصطفى كامل وهو مولود في عام ١٨٦٨ وتوفى عام ١٩١٩ وهو محام ومؤرخ معروف وبعد وفاة مصطفى كامل خلفه فريد على رئاسة الحزب «زي النهارده» في ١٤ فبراير ١٩٠٨ وكان قد أوقف كل ثروته على القضية المصرية، وكان قد أعلن أن مطالب مصر هي الجلاء والدستور.
وكانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف تعليم الشعب ليكون أكثر دراية بحقوقه، فأنشأ مدارس ليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجاناً وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطنى وأنصاره من المحامين والأطباء ذهب محمد فريد إلى أوروبا كى يُعد لمؤتمرلبحث المسألة المصريةبباريس،وأنفق عليه من جيبه الخاص كى يدعو إليه كبار معارضى الاستعمار من الساسة والنواب والزعماء،لإيصال صوت القضية المصرية بالمحافل الدولية، تعرض فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر، نصحه أصدقاؤه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بدعوى ما كتبه كمقدمة للديوان الشعرى،ولكن ابنته (فريدة) ناشدته العودة، في رسالة جاء فيها: «عد فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم».
حُكم على محمد فريد بالسجن ستة أشهر، استمر في الدعوة إلى الجلاء والمطالبة بالدستور، حتى ضاقت الحكومة المصرية الممالئة للاحتلال به وبيتت النية لاعتقاله فغادر البلاد إلى أوروبا سراً، حيث وافته المنية هناك، وحيداً فقيراً، حتى إن أهله بمصر لم يجدوا مالاً كافياً لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، إلى أن تولى أحد التجار من الزقازيق نقله بنفسه على نفقته الخاصة، وهو الحاج خليل عفيفى.